الأمم المتحدة 25 سبتمبر 2016 / خلال اجتماع طارئ عاصف -شهد انسحابات- لمجلس الأمن الدولي يوم الأحد دعت اليه قوى دولية بعد " واحد من أسوأ الأسابيع" في سوريا خلال السنوات الـ6 الماضية من الصراع، تعهد المبعوث الأممي الخاص ستيفان دي ميستورا بمواصلة دوره مطالبا بوقف الأعمال العدائية في سوريا.
وانسحب سفراء فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة من الاجتماع قبل أن ينهي المندوب السوري بشار الجعفري كلمته بشأن الهجمات السورية المتزايدة على " الإرهابيين" في " العاصمة الثانية" لبلاده، مشددا أن " الحكومة السورية سوف تستعيد مدينة حلب بالكامل".
وقال ستيفان دي ميستورا" هذه أيام قاسية حقا بالنسبة لسوريا " وأهالي حلب على الأخص. الأسبوع الماضي كان الأسوأ في سوريا خلال قرابة 6 سنوات من هذا النزاع المدمر".
وطالب دي ميستورا المجلس أن يضغط من أجل وقف العنف وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية والتوصل الى هدنة لمدة 48 ساعة أسبوعيا لايصال المساعدات الإنسانية " بدون شروط مسبقة سواء من الحكومة أو المعارضة" و" الضغط من أجل إجلاء طبي ... من شرق حلب".
وقال دي ميستورا إن الغارات الجوية المكثفة التي شهدتها المدينة يوم الجمعة بعد إعلان الحكومة الهجوم أدت إلى "مقتل وإصابة العشرات من المدنيين بما في ذلك العديد من الأطفال".
وأضاف الدبلوماسي المخضرم " رأينا الوضع في شرق حلب يتدهور إلى مستويات مرعبة غير مسبوقة".
وقال إنه " لا يزال على قناعة بأنه بمقدورنا تحويل مسار الأحداث. لقد أثبتنا ذلك من قبل أكثر من مرة".
وقال دي ميستورا إنه سئل عدة مرات: لماذا لا تستقيل عند هذه النقطة؟ قائلا أن "هذا لن يقود إلى شئ وستكون استقالتي إشارة الى أن المجتمع الدولي يتخلى عن السوريين ونحن لن نتخلي عن السوريين ولن تفعلوا أنتم ذلك أيضا".
وتحدث جميع أعضاء مجلس الأمن الـ15 خلال الجلسة، وانحاز العديد إلى بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة-- الداعين للاجتماع-- فيما انحاز القليل إلى روسيا في جعل الحرب الأهلية في سوريا تتحول الى حرب بالوكالة تذكر كما يقول الكثيرون بالحرب الباردة. في حين تخلي القليل عن الدبلوماسية واتهم دولا محددة بشكل مباشر.
وقالت روسيا إنها دعيت إلى سوريا لمحاربة الإرهابيين والغرب يقول إنه يؤيد فقط المعارضة " المعتدلة" وليس الإرهابيين.
وأصر الجعفري أن الحكومة السورية تدافع عن نفسها فقط من الإرهابيين وأنها ستجلس فقط مع ممثلي الجماعات المعارضة غير الإرهابية.
وقال إن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة " تبكي وتذرف دموع التماسيح" من أجل حلب وسأل إذا ما كان يمكن لبريطانيا أن تتخلى عن اسكتلندا وفرنسا عن كورسيكا والولايات المتحدة عن تكساس.
وقال إن " الحكومة السورية لن تتخلى عن بوصة واحدة من أراضينا"، متهما الدول الغربية الثلاثة بتسمية جماعات المعارضة المسلحة في سوريا "خطأ" بـ"المعتدلة".
وانسحب السفير البريطاني ماثيو ريكروفت والسفير الفرنسي فرانسوا ديلاترمن القاعة أثناء إلقاء السفير السوري كلمته.
وقال ريكروفت عن حصار حلب على تويتر " إننا بحاجة الى تحديد كيفية وقف ذلك الآن"، مضيفا أن " السفير السوري لدى الأمم المتحدة غير مهتم بذلك القرار. ولهذا انسحبت"من جلسة مجلس الأمن.
وقال ديلاتر للصحفيين بعد انسحابه إن " فرنسا، مع الولايات المتحدة وبريطانيا، دعت إلى هذا الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن لأننا روعنا ببساطة بسبب ما رأيناه في حلب"، مضيفا أن " حلب بالنسبة لسوريا مثل سراييفو بالنسبة للبوسنة أو جورنيكا بالنسبة للحرب الأسبانية".
وقال " هذه المدينة تلخص المأساة السورية أكثر من أي مكان آخر"، مشيرا إلى أن تلك المدينة الرمزية التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألفية، ملتقي الحضارات القديمة، وموقع التراث العالمي، تشهد نوعا من حصار العصور الوسطى، " ما هذا العار".
وقال إن النظام السوري وحلفاءه يبعثون برسالة أعلى صوتا وأكثر وضوحا للعالم بأنهم عازمون على محاصرة وتجويع وقصف حلب حتى يصلوا إلى هدفهم العسكري بالقضاء على المعارضة. هذه هي كل القصة من وراء الحصار. من الواضح أن المفاوضات المختلفة لا تعني أي شئ في عقول النظام في دمشق أكثر من مجرد ستار من الدخان".
وأتم بقوله " لهذا السبب تدعو فرنسا إلى تنفيذ فوري لاتفاق وقف العداءات الأمريكي-الروسي، بداية بحلب: حلب أولا سواء من حيث وقف العداءات أو وصول المساعدات الإنسانية".