في الوقت الذي يجتمع ويتشاور فيه قادة دول أعضاء مجموعة العشرين والدول الضيوف، إضافة إلى رؤساء المنظمات الدولية في مدينة هانغتشو، تدوم في مدينة ييوو، التي تبعد عن هانغتشو بمائة وأربعين كيلومترا، اجتماعات وتشاورات مستمرة بين رجال الأعمال الصينيين والأجانب، وذلك بشكل يومي.
ويمكن الوصول إلى مدينة ييوو التي تعتبر ((السوق العالمية)) من هانغتشو خلال 35 دقيقة على متن القطار السريع.
أصبحت ييوو من بين صفوف أغنى المدن الصينية حيث تتدفق سيول الناس إليها مع السيول المالي، ويقرر عدد منهم أن يقيموا ويتزوجوا فيها ويبيعوا البضائع إلى كل أرجاء العالم.
- الحنين الجديد
أنس السعيد، التاجر السوري والبالغ عمره 29 سنة، عاش في ييوو لثمان سنوات، وتعلم بنفسه اللغة الصينية الممزوجة باللهجة الجنوبية، ونجح في شق طريقه خلال هذه السنوات وأصبح مديرا لشركة تصدير واستيراد بعد العمل في شركة صاحبه في أول السنوات في الصين.
وقال "أشعر كأنني نصف صيني ونصف سوري، ما يعني أنني أظل أشتاق إلى ييوو إذا غبت عنها لمدة ما".
وما يجذب شوقه قد يكون خطيبته الصينية أو أختيه الكبيرتين اللتين تعملان في التجارة أيضا.
وتعود أنس على الشاي الصيني الأسود، إذ يشربه كما الباقون بدون سكر، بيد أنه ما زال يفطر في الساعة الثانية عشرة كمعظم العرب.
كما هو صديقه محمد عمار المصري الجنسية والذي قد قضى 12سنة في الصين ودرس التجارة الدولية في جامعة ووهان بمقاطعة هوبي وسط الصين، وما دفعه إلى الصين كان نموذج والده إذ كان يعمل والده بالتجارة في ييوو لعدة سنوات قبل أن يطلب من محمد أن يأتي إلى الصين للبحث عن فرصته ومستقبله.
وتدل الحياة على صحة قرار والد محمد، وتوسعت تجارته فأصبح يملك شركات في كل من مدينتي ييوو وقوانغتشو، واللتان تعدان بين أنشط المدن التجارية في الصين.
مثلما يرتبط محمد بعمله في ييوو، يرتبط قلبه بهذه المدينة باعتبارها بلده الثاني إلى جانب مصر ويقيم فيها مع زوجته وولديه، قال محمد "أنا لا يوجد لدي وقت لأعود إلى مصر لزيارة عائلتي في القاهرة، وسأشتاق إلى ييوو وأصدقائي هنا بعد أسبوع أو أسبوعين على الأكثر، لقد تعودت على الحياة هنا تماما."