كاراكاس 23 أغسطس 2016 / يقوم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بجولة تشمل ست دول في أمريكا اللاتينية في مسعى إلى دفع العلاقات الاقتصادية مع دول المنطقة، وذلك بعد أشهر من إبرام اتفاق نووي تحت وساطة دولية ساعد على رفع العقوبات المفروضة عليها.
وقال جورجيس زاده، الكاتب والمحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إنه "من المنطقي أن تسعى إيران منذ رفع الحصار (عنها) إلى توسيع" علاقاتها الاقتصادية.
وأشار زاده إلى أن المشهد السياسي والثقافي والديني في الشرق الأوسط يحد من قدرة إيران على توسيع علاقاتها الاقتصادية في منطقتها، مضيفا أن الخلافات "تمنع (إيران) من دخول سوقها الطبيعية".
وزار ظريف في إطار جولته بأمريكا اللاتينية كل من كوبا ونيكاراغوا. أمام محطاته القادمة فهي شيلي وبوليفيا والإكوادور وفنزويلا. وتعد فنزويلا الدولة التي تتمتع بأقوى علاقات مع إيران من بين دول أمريكا اللاتينية وذلك على أساس التقارب السياسي بينهما.
كما إن إيران وفنزويلا، باعتبارها دولتين مصدرتين للنفط، عضوتان بمنظمة الدول المصدرة للبيترول (أوبيك) وكذا حركة عدم الانحياز. وكافحتا لتحرير أنفسهما من هيمنة الولايات المتحدة.
وفي إبريل الماضي،قام وزير خارجية فنزويلا ديلسي رودريغويز بزيارة إيران في إطار جهود فنزويلا لدفع التعاون الاقتصادي والمالي والتجاري الثنائي.
ومنذ عام 2006 وتحت قيادة الرئيس آنذاك هيوغو شافيز، وقع البلدان حوالي 300 اتفاق تعاون.
وقال زاده إنه بالنسبة إلى إيران، مازالت هناك إمكانات للتبادلات والتعاون التجاريين، ليس مع فنزويلا فحسب.
ويتوقع زاده استفادة الدول في هذه المنطقة من التطور التكنولوجي الذي حققته إيران.
ويرى أن "العقوبات التي يفرضها الغرب فشلت في حمل إيران على الرضوخ، بل رغم فرضها أو بسببها، حققت البلاد تقدمات في التكنولوجيا لدفع عملية التصنيع فيها".
وقال زاده "يمكن القول إن إيران أصبحت إلى حد ما دولة تتمتع بالاكتفاء الذاتي، وحققت ما تحتاج إليه من تقدم كبير لتوسيع سوقها، وفي الوقت ذاته لإجراء تبادلات تجارية مع البلدان الأخرى".
وبعد وقت قصير من انتخابه رئيسا في أغسطس عام 2013، أشار الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أن أمريكا اللاتينية ستكون أولوية دبلوماسية لإدارته، مثلما فعله سلفه محمود أحمدي نجاد خلال فترة ولايته .
ويرافق ظريف في جولته الجارية بأمريكا اللاتينية وفد أعمال يضم شخصيات من القطاعين الخاص والعام ويغطى مجالات تتدرج من البتروكيماويات والتعدين والطب والسيارات وحتى الزراعة والهندسة.