القاهرة 23 أغسطس 2016 /دشنت وزارة التموين والتجارة الداخلية في مصر، نوع جديد من الذهب هو عيار" 14 قيراط"، في محاولة لتنشيط سوق الذهب الذي يعاني ركودا جراء "الأسعار الجنونية" للأنواع الاخرى بمختلف عياراتها.
وداخل أحد محلات الصاغة، وقفت حنان وهى سيدة متزوجة تطلب بيع مشغولاتها الذهبية، بسبب مشاكل مالية تعرضت لها.
وعن رأيها في ذهب عيار 14، قالت حنان إنه " حل لأزمة ارتفاع الأسعار، لكني لن اشتريه لأنه ليس فى جودة الذهب عيار 18 أو عيار 21".
ورغم الإعلان الحكومي عن الذهب عيار 14 قيراطا واعتماده من قبل مصلحة الدمغة والموازين بوزارة التموين، إلا أن " الإقبال ما زال ضعيفا عكس ما كان متوقعا"، حسب جرجس جاب الله (56 عاما) صاحب محل لبيع المشغولات الذهبية بمنطقة الهرم في محافظة الجيزة.
وأضاف جاب الله الذي يعمل في هذا المجال منذ 25 عاما، لوكالة أنباء (شينخوا)، " طرحت عيار 14، لكن اعتقد أن الناس ليس لديها فكرة عنه، وترى أن الذهب هو فقط عياري 18 و21، واتمني مع مرور الأيام أن يتغير الأمر".
والذهب عيار "14 قيراط" يحتوى على 14 جزءا من الذهب مع 10 أجزاء من المعادن الاخرى من نحاس أو نيكل أو بلاتنيوم، بينما يحوى عيار" 18 قيراط" على 18 جزءا من الذهب مع ستة أجزاء من المعادن الأخرى، في حين يشمل عيار "21 قيراط" 21 جزءا من الذهب وثلاثة أجزاء من المعادن الاخرى.
وأوضح جاب الله أن " المؤشرات حتى الآن تظهر عدم رغبة المواطنين لشراء عيار 14 قيراط، لأنهم يعتقدون أنه مصنوع من النحاس".
وأشار إلى أن طرح عيار 14 في الأسواق يرجع إلى ارتفاع أسعار الذهب عيارات 18 و21 و24 قيراط، كما أنه محاولة لانعاش حركة سوق الذهب الذي يعاني من الركود.
ويبلغ سعر جرام الذهب عيار 14 حوالي 290 جنيها، وعيار 18 نحو 395 جنيها، وعيار21 حوالي 460 جنيه، وعيار 24 نحو 529 جنيها (الدولار الأمريكي الواحد يعادل نحو 8.88 جنيه مصرى).
ورد على سؤال حول ما إذا كان للحملات الشبابية التى تدعو لمقاطعة الشبكة عند الزواج تأثير سلبي على مبيعات الذهب، بتأكيده "لها تأثير كبير جدا، عند بداية ظهورها قلت لن تؤثر، لكن فى الحقيقة الحملات كانت فعالة وما ساعدها بكل تأكيد الارتفاع الجنونى فى أسعار الذهب".
ونوه بأن نسبة مبيعاته انخفضت إلى 65 % تقريبا.
وفى منطقة "الحسين" معقل الصاغة فى مصر، قال عدد كبير من أصحاب محلات بيع المشغولات الذهبية إنهم رفضوا طرح عيار 14 قيراط حتى الآن.
في المقابل، أكد أحمد عبدالله (38 عاما) بائع فى محل "مكة للمجوهرات" بحي الدقي، أن الإقبال على شراء عيار 14 "جيد"، لأنه "فرصة جيدة" للمقبلين على الزواج، لتجنب الأسعار المرتفعة لأنواع الذهب الاخرى.
وتابع " اعتقد أن الإقبال سيزيد فى الفترة القادمة، لأن الشباب يستطيعون شراؤه بدلا من الذهب عياري 18 و21 ".
ورغم هذا الإقبال إلا أن عبدالله أوضح أن مبيعات المحل الذي يعمل به ما تزال منخفضة للغاية، حيث بلغ الانخفاض 75 %.
أما عطية عبد الرحيم (45 عاما) صاحب محل (جوهرة فيصل) لبيع المشغولات الذهبية، فيرى أن الإقبال على شراء عيار 14 "متوسط "، لأن المصريين غير مقتنعين سوى بالذهب عياري 18 و21.
وأضاف " من الصعب قبول الناس بسهولة عيار 14، خاصة الجيل الحالى الذى تربى على عياري 18 و21".
وقال إن عيار 14 معتمد من قبل مصلحة الدمغة، ويوجد منه موديلات جديدة كل أسبوع في السوق، كما يمكن بيعه بعد شرائه خلافا لمخاوف الناس التي تعتقد أن هذا النوع من الذهب لايمكن بيعه.
ونوه بأن " محلات الذهب شهدت خسارة كبيرة خلال الفترة الماضية، وطرح هذه العيار يمثل حافزا للشباب المقبلين على الزواج" خاصة أن أسعار الأنواع الاخرى من الذهب فى تزايد كل يوم.
ورأى أن "الأسعار الجنونية" للذهب جراء ارتفاع الدولار، والرغبة في تنشيط السوق سبب طرح عيار 14.
واعتبر "سوق الذهب حاليا ضعيف، ونسبة انخفاض مبيعات محلي وصلت بدون مبالغة إلى 75 %".
ورغم أن الذهب عيار 14 سعره أقل من عيارات 18 و21 و 24 إلا أن البعض يراه باهظ الثمن بالنسبة لهم، حسب محمد سعيد (27 عاما) الذي قال إنه لا يستطيع شراؤه فى ظل هذه الأسعار.
وأشار إلى أن خطيبته ليست مقتنعة بالذهب عيار 14 قيراط.