بكين 23 أغسطس 2016 / عقب اتفاق الصين واليابان وكوريا الجنوبية على عقد الاجتماع الثامن لوزراء خارجية الدول الثلاث يوم غد الأربعاء في طوكيو، جاء إعراب الصين التي سيحضر وزير خارجيتها وانغ يي الاجتماع عن أملها من خلال هذا اللقاء في الحفاظ على زخم التعاون بين الدول الثلاث وتعزيز عملية التكامل الإقليمي في شرق آسيا وتحقيق بناء المجموعة الاقتصادية المشتركة لشرق آسيا بحلول عام 2020 وتقديم مساهمة أكبر للسلام والتنمية والرخاء في المنطقة.
ويأتي اجتماع وزراء الخارجية، الذي تأسس عام 2007، في إطار آلية لدول شرق آسيا الثلاث تهدف إلى مناقشة قضايا بما فيها التعاون، والتحضير لاجتماع القادة، وشؤون إقليمية وعالمية كبرى. ومن المقرر أن يستعرض وزراء الخارجية خلال اجتماع الغد التعاون بين الدول الثلاث ويتبادلون الآراء حول الاتجاه المستقبلي للتعاون الثلاثي والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفي الواقع،ثمة خلافات وتناقضات عدة تشوب العلاقات بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية. وجاء إعلان الصين عن مشاركة وانغ يي في الاجتماع تلبية لدعوة من اليابان منسقة آلية الاجتماع لهذا العام لتدل على أن الصين تأخذ الوضع العام في الاعتبار وتسعى إلى إيجاد أرضية مشتركة بين الدول الثلاث.
ومع ترقب العالم لقمة مجموعة العشرين المقرر عقدها يومي 4 و5 سبتمبر المقبل في مدينة هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، والتي تعتبر اليابان وكوريا الجنوبية -الدولتان المجاورتان للصين- عضوتين مهمتين فيها، فمن الأفضل أن يتفق الوضع بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية مع الوضع العام لمجموعة العشرين.
ورغم المشكلات الشائكة القائمة حاليا بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية، إلا أن الصين تدعو دائما إلى حل المشكلات بين الدول المعنية بشكل ثنائي، وترى أنه من غير الملائم الزج بأي مشكلة في مفاوضات على المسرح الدولي. وبالإضافة إلى ذلك، يتمحور موضوع قمة مجموعة العشرين حول التنمية الاقتصادية العالمية التي تخص شعوب العالم بأسره.
وفي الحقيقة أظهرت مشاورات جرت أول أمس الأحد بين دبلوماسيين كبار من الصين واليابان وكوريا الجنوبية، أظهرت أن الأطراف الثلاثة ما زالت تبذل جهودا آملة في أن تتخذ من التعاون تيارا رئيسيا بينها رغم القضايا الحساسة الراهنة وتعكير الولايات المتحدة للمياه في المنطقة، فالدول الثلاث قادرة على حل المشكلات الثنائية أو المتعددة الأطراف اعتمادا على أنفسها.
علاوة على ذلك، اتفقت الدول الثلاث خلال مشاورات الأحد على إيجاد أرضية مشتركة لحل القضايا الحساسة في العلاقات الثنائية بالشكل الملائم. وهذا يعنى أن حدة التوتر في منطقة شمال شرق آسيا قد تخف قليلا، ولاسيما بالنسبة لقضيتي جزر دياويوى ومنظومة الدفاع الصاروخي الأمريكي (ثاد)، اللتين من المرجح ألا يتم حلهما بشكل فوري ولكن يمكن السيطرة على التوترات الناتجة عنهما.
وإن من شأن الاجتماع الوزاري الثامن الذي يعد جزءا مكونا مهما من آليات التعاون الثلاثية بين الدول الثلاث، أن يضخ حيوية مستمرة في التعاون فيما بينها، كما يسهل من تهيئة مناخ ودي ومستقر للتعاون، وهذا هو الهدف المشترك للدول الثلاث. فالتعاون يفيد الجميع، والعكس يضر بالجميع.
ويرى المحللون الصينيون إن الدول الثلاث ترتبط بمصالح مشتركة واسعة النطاق تمتد من المجال الأمني إلى المجال الاقتصادي، ويتوقعون أن تتصدر القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية ومفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية الموضوعات الرئيسية للاجتماع .