جنيف 17 أغسطس 2016 / فى بيان صدر فى مؤتمر عن نزع السلاح، حث سفير الصين لشئون نزع السلاح فو كونغ، اليابان وجيلها الشاب على تبنى رؤية شاملة لتاريخ العالم ، تؤدى إلى تذكر معاناة كافة الشعوب، ومنها الصين ، وفقا لذلك .
وقال فو فى البيان الذى نُشر اليوم (الأربعاء) على الموقع الإلكترونى لبعثة الصين الدائمة إلى الأمم المتحدة فى جنيف، إن تذكر العالم للضربتين النوويتين اللتين وجهتا إلى اليابان فى أغسطس عام 1945 هو شىء هام، ولكن من المهم أيضا تذكر تاريخ المآسى التى عانتها الدول الأخرى فى الحرب العالمية الثانية .
وقال فو فى البيان الذى أُلقى أمس الثلاثاء خلال الجلسة الكاملة للمؤتمر" إن الحرب العالمية الثانية كانت الصفحة الأشد سوادا فى حوليات البشرية، وأن القنبلتين الذريتين اللتين أُلقيتا على هيروشيما ونجازاكى، جزء من تلك المأساة ".
وحذر فو قائلا " إن النظر إلى التفجيرات النووية فى هيروشيما ونجازاكى خارج الإطار الأوسع للحرب العالمية الثانية من شأنه أن يؤدى إلى نتيجة خاطئة ."
جاء بيان فو فى أعقاب كلمة ألقاها طالب يابانى بالمدرسة الثانوية، وهو أحد 22 طالبا قاموا برحلة من اليابان إلى جنيف لحضور الجزء الثالث والأخير من جلسة مؤتمر نزع السلاح .
وأكد فو على أن ما يقرب من 100 مليون جندى ومدنى على اتساع العالم ، من بينهم 35 مليونا فى الصين وحدها علاوة على 27 مليونا فى الاتحاد السوفيتى، قضوا نحبهم فى الحرب العالمية الثانية .
وفى ضوء هذه الحقيقة، أكد السفير فو على أن كافة المآسى ، بما فيها تلك التى ارتكبتها العسكرية اليابانية سيئة السمعة، تعد شيئا أساسيا فى الفهم الشامل للحرب.
وتابع فو " خلال الحرب، قامت دولة بعينها، وفى انتهاك للقانون الدولى، باستخدام الأسلحة البيولوجية والكيماوية ، فى قتل وتشويه عدة ملايين من الجنود والمدنيين فى الصين ."
وأوضح فو " إن إحياء ذكرى أشكال المعاناة التى قاساها أهالى هيروشيما ونجازاكى ، وفى الوقت ذاته تجاهل المعاناة الأكبر التى قاستها شعوب آسيوية أخرى، سوف يؤدى حتما إلى رؤية محرفة للتاريخ ".
وحث فو الشعوب على تبنى رؤية شاملة لتاريخ العالم للوصول إلى فهم أكثر دقة لما حدث خلال تلك الفترة البغيضة .
وتابع أن هذا التوجه مهم أيضا فى نضالنا من أجل السلام والاستقرار، ومن أجل أن تستطيع البلدان المختلفة استقاء الدروس الهامة من الماضى .
وأوضح فو " خلال الحرب، كانت شعوب أغلب البلدان الآسيوية، بما فى ذلك اليابان، ضحية للعسكرية الفاشية ."
وتابع فو " إن الهدف من تذكر التاريخ ليس تجديد الكراهية ، ولكن استقاء الدروس والعبر من التاريخ، وذلك للوقاية من احياء الأفكار الضارة مرة أخرى، مثل العسكرية، ولمنع تكرار الحرب مرة أخرى . "
وحث فو اليابان والجيل الأحدث فيه على تعميق معرفتهم بالحرب من خلال قراءة المزيد من كتب التاريخ، للوقوف على الحقائق التى لا توجد فى مناهجهم الدراسية .
ويعد مؤتمر نزع السلاح، والذى أسس عام 1979 ، المنتدى الوحيد متعدد الأطراف فى المجتمع الدولى، الذى يستهدف مناقشة نزع السلاح .
ويضم المؤتمر 65 من الدول الأعضاء .