القاهرة 17 أغسطس 2016 / أكد رئيس وزراء اليمن أحمد عبيد بن دغر أن الحكومة تخوض حربا لاسترداد البلاد من الانقلابيين، فيما أكدت جامعة الدول العربية دعمها للحكومة اليمنية.
وقال بن دغر في حوار مع التليفزيون المصري، اليوم (الأربعاء) إن "اليمن تخوض حربا لاسترداد البلاد من الانقلابيين، ولابد أن تكون مصر في الصورة مما يجري على الأرض".
وأضاف أنه لذلك ناقش مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأوضاع الحالية في اليمن ومجريات الأحداث هناك، وكذلك المعطيات التي حدثت خلال فترة الأزمة منذ عام 2014 عندما اجتاحت الميلشيات الحوثية العاصمة صنعاء ثم تعز وعدن.
وأشار إلى أن استمرار الحرب حتى الآن هو مسئولية الشعب اليمني وكافة الأطراف كلها بما في ذلك السلطة الشرعية والحوثيين والمجتمع الدولي.
وتابع قائلا إن "استيلاء الحوثيين على السلطة بالقوة لابد أن ينتهي لكي تتوقف الحرب، مشيرا إلى أن الشعب اليمني في معظمه يحارب الحوثيين بما في ذلك المناطق الشمالية التي يسيطر عليها الانقلابيون.
ونفى بشكل قطاع ما تردد بعض وسائل الاعلام من أن هناك عدوانا عربيا على اليمن، مؤكدا أن العدوان هو من جانب الحوثيين على اليمن.
وشدد على أن العرب، وخاصة السعودية، لم يتحركوا إلا بطلب من السلطة الشرعية في البلاد وخاصة عندما تدخلت إيران في الأزمة، مشيرا إلى أن إيران تتدخل في شئون المنطقة العربية بأكملها وليس اليمن وحده، حسب قوله.
وأوضح أن بلاده تحاول أن ترسل رسالة للمجتمع الدولي مفادها أن هذه الميلشيات مهما كانت قدراتها الحالية فهي تضر بالأمن في اليمن والمنطقة.
ولفت رئيس الوزراء اليمني إلى أن الحرب في بلاده ليس لمصلحة أحد، وأن الطريق واضح نحو السلام، ومع ذلك الحوثيون يريدون الحرب.
وأشار إلى أنه رغم صدور قرار من مجلس الأمن في هذا الشأن، فإن الأمم المتحدة لا تريد إرغامهم (الحوثيون) على هذا القرار، مشيرا إلى أن التحالف العربي - من جانبه - يراعي هذا القرار تجنبا لسفك المزيد من الدماء.
وحذر من أن تشكيل المجلس السياسي الجديد هو محاولة لإضفاء شكل من أشكال الشرعية على الانقلاب، وموضحا أن البرلمان لم ينعقد للموافقة على المجلس السياسي ولكن بعض الأعضاء فقط هم من اجتمعوا إلا أنهم لم يمثلوا البرلمان في شيء.
وأكد أن الحرب في اليمن ستنتهي إذا التزم الحوثي وصالح ببنود المبادرة الخليجية، مضيفا أنهما يسعيان لفرض مشروع سياسي أمامي جديد.
وتقود السعودية منذ مارس 2015 تحالفا لدعم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مواجهة خصومه من جماعة الحوثيين المدعومين بقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ويسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء منذ شهر سبتمبر من العام 2014.
من جانبه، أكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي في تصريحات صحفية عقب لقائه اليوم مع رئيس الوزراء اليمني حرص الجامعة العربية على توفير كل الدعم اللازم للرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة الشرعية اليمنية.
وقال بن حلي إن الدعم العربي لليمن يأتي من أجل المساعدة على التوصل إلى اتفاق سياسي شامل يضمن تنفيذ قرار قمة نواكشوط العربية في هذا الشأن، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وبالخصوص القرار رقم 2216، وذلك بالاستناد إلى المرجعيات المتفق عليها، بما فيها مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
وأعرب عن استعداد الجامعة العربية لمواصلة جهودها من أجل المساهمة في تذليل العقبات التي مازالت تعترض عملية التوصل إلى اتفاق سياسي وفق المرجعيات التي تم الاتفاق عليها في جولة المشاورات اليمنية التي استضافتها دولة الكويت تحت رعاية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
و أشار إلى الجهود التي تقوم بها الجامعة العربية من أجل تعزيز آليات الدعم العربي للحكومة الشرعية اليمنية خاصة في مجال توفير المساعدات الإنسانية.
وشدد على ضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لضمان استعادة الحكومة الشرعية لسلطتها على كامل الأراضي اليمنية، وبما يحقق تطلعات الشعب اليمني ويضمن وحدة الجمهورية اليمنية وأمنها واستقرارها.
وأفاد بيان للجامعة العربية بأنه جرى خلال اللقاء استعراض لمختلف تطورات الأوضاع في اليمن وما تشهده من تصعيد خطير في العمليات العسكرية بسبب المواقف المتعنتة لجماعة الحوثي وصالح ومحاولاتهما الهادفة إلى شرعنة الانقلاب.
وتتواصل المعارك بين القوات الموالية للحكومة اليمنية والحوثيين وحلفائهم منذ مارس 2015 في عدة محافظات مخلفة أكثر من 6600 قتيل ونحو 33 ألف جريح حتى نهاية شهر يوليو المنصرم، حسب منظمة الصحة العالمية.