بيروت 30 يونيو 2016 / أعرب وزير الخارجية الدنماركي كريستين جنسن هنا اليوم (الخميس) عن تضامنه مع لبنان بعد ما تعرضت له بلدة "القاع" من تفجيرات انتحارية، مشيرا إلى أن الإرهاب يضرب مختلف مناطق العالم.
وقال جنسن في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل إن "الإرهاب يضرب الأبرياء أينما كانوا بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الدين" داعيا إلى "محاربة الإرهاب مهما كان وأيا من يكن خلفه".
وقدم تعازي بلاده الحارة إلى لبنان بشهداء التفجيرات الانتحارية الارهابية في بلدة "القاع" التي حصلت يوم (الإثنين) الماضي وأوقعت 5 ضحايا وأكثر من 25 جريحا.
ولفت الى أن "ثمة خطر مشترك يتهددنا هو التطرف إذ أن الأشخاص يميلون لأن يكونوا أكثر تطرفا ونحن نرى ذلك في أوروبا من خلال المقاتلين الأجانب لدى تنظيم "داعش" وقد رأينا ذلك في أماكن أخرى في العالم."
وعبر عن اعتقاده أن "محاربة التطرف تستدعي الانفتاح على إقامة الحوار مع الجميع وتخفيف حدة النزاعات وليس تصعيدها وتقسيم المواطنين."
وقال إن بلاده تعمل لمساعدة لبنان على تحمل العبء الهائل الذي يتحمله الشعب اللبناني جراء استقباله عددا كبيرا من النازحين من الدول المجاورة من فلسطين والعراق ومن سوريا.
وأوضح أننا سنساعد في تخطي أزمة النازحين،”، لافتا إلى أننا اتفقنا على أنه لا حل في سوريا سوى حل سلمي، وذلك ليتمكن النازحون السوريون من العودة إلى بلادهم”.
وأكد استمرار بلاده بالقيام بما في وسعها لمساعدة السلطات اللبنانية ولدعم المجتمعات المضيفة للاجئين السوريين عبر الدعم المادي والمالي
وأشار الى توافق وجهات النظر مع باسيل على أن "المكان الأفضل للسوريين هو سوريا ".
ودعا إلى "الإستمرار في العمل من أجل إيجاد حل سياسي في سوريا ينهي النزاع القائم فيها لكي يتمكن السوريون من العودة الى ديارهم في أسرع وقت ممكن".
وأشاد بالنظام اللبناني الذي يتنوع بين سياسي وديني ويقوم على توازن دقيق بين رجالات السياسة والأديان ، معتبراً أن لبنان نموذج ناجح وفريد من نوعه ولا مثيل له بالعالم.
وقال" نحن نحترم ونثمن هذا النظام المميز جدا والذي يجب المحافظة عليه في بلدكم ".
وأكد أن "الدنمارك جاهزة ومستعدة دائما للوقوف إلى جانب لبنان والى مساعدته اقتصاديا عبر تفعيل الإستثمار الدنماركي في الإقتصاد اللبناني".
بدوره قال باسيل إن البلدين يواجهان مخاطر مشتركة تتمثل في التدفق الكثيف للمهاجرين والانتشار السريع للارهاب.
وأكد اتفاق وجهات النظر على "محاربة انتشار ورم الإرهاب الخبيث وانتزاع البنى الإجرامية من جذورها وتجفيف مصادر تمويلها والتغلب على رعاتها الأيديولوجيين".
ولاحظ أن "التنظيمات الإرهابية ناشطة في تجنيد متطوعين في صفوفها ضمن مجتمعات النازحين السوريين مستفيدة من حالة الفقر المدقع واليأس التي تصيب هؤلاء."
وأضاف أن "الإرهابيين يتسللون بين أفواج النازحين مستغلين الهجرة كغطاء من أجل نشاطاتهم المتنقلة عبر الأوطان" واصفا ذلك بأنه "حقيقة لا يمكن نكرانها".
وراى أن "الدمج بين الهجرة الجماعية للمهاجرين والايديولوجيات الإرهابية قد يصبح تهديدا وجوديا للبنان والدنمارك كما يؤدي إلى زعزعة كل من الشرق الأوسط وأوروبا.
ولفت الى أنه كان قد حذر أوروبا سابقا في الإجتماع الوزاري الذي عقد في برشلونة في ابريل 2015 من أن "أزمة النازحين السوريين التي يعاني منها لبنان ستؤدي حتما إلى تقطيع أوصال المجتمع الأوروبي."
واضاف "هاهي بريطانيا تترك الإتحاد الأوروبي واسكتلندا سوف تنفصل عن بريطانيا لكي تبقى فيه هذا فيما إسبانيا تضع الفيتو لكي لا تعطي حافزا لكاتالونيا للانفصال عنها والإنضمام إلى الإتحاد كدولة مستقلة.
ورأى أن "فكرة إعادة رسم حدود "سايكس / بيكو" للشرق الأوسط ستقودنا إلى إعطاء شكل جديد لأوروبا".
وأشار باسيل إلى أنه ناقش العلاقات الاقتصادية مع نظيره الدنماركي وتم الإتفاق على "زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. وجرى التشديد على الدور الإيجابي الذي تلعبه الشركات الدنماركية لا سيما في مجال الطاقة وقطاع الأدوية".
ودعا باسيل إلى "الحفاظ على النموذج الفريد للحكم في لبنان الذي يقوم على المساواة بين المسلمين والمسيحيين"، معتبرا أن "تعميم هذا النموذج من الإنسانية والتسامح هو البديل عن المشاريع التقسيمية الطائفية التي تهدد الشرق الأوسط والرد الأفضل للتهديدات التي تطال السلم والأمن الدوليين".