أصبح " الإلتحام بين الاستراتيجيات" كلمة مفتاحية مرة أخرى لزيارة الرئيس الصيني شي جين بيغ الى بلدان أوروبا الوسطى والشرقية. التلاحم بين مبادرة " الحزام والطريق" و"استراتيجية التنمية الوطنية" في صربيا و"خطة التنمية المستدامة" في بولندا، والتلاحم الأبكر تحديدا بين " الحزام والطريق"و"الخطة الاستثمارية يونكر" الاوروبية، والتلاحم بين تعاون "16+1" مع التعاون الكلي الصيني والأوروبي..... وخلال السنوات الثلاث الماضية، وقعت الصين اتفاقيات ذات الصلة بـ " الحزام والطريق" مع أكثر من ثلاثين دولة، كما أعربت أكثر من 70 دولة ومنظمة دولية دعمهم ورغبتهم في المشاركة في البناء.
وتبشر هذه التوافقات الهامة، بمستقبل مشرق لاحياء التجارة والاستثمار للدول المطلة على "الحزام والطريق" ودفع مسيرة التصنيع المحلي، استغلالا لرأس مال صيني قوي، ومعدات متطورة صينية، وتكنولوجيا صينية ناضجة.
الالتحام بين مبادرة " الحزام والطريق" وسياسات واستراتيجيات التنمية في العديد من البلدان داخل وخارج المنطقة شجع التدفق الحر للعوامل الاقتصادية، وكفاءة تخصيص الموارد، والتكامل العميق للسوق. وتظهر المعطيات الاحصائية، أن استثمارات الشركات الصينية المباشرة للدول على طول "الحزام والطريق" تبلغ 14.8 مليار دولار أمريكي، وبلغت العقود الجديد التوقيع للمشاريع المقاولة الخارجية 92.6 مليار دولار أمريكي.
وفي اطار الإلتحام بين استراتيجيات التنمية الوطنية، تنفذ مشاريع الترابط والتواصل على قدم وساق. وتشهد تنمية السكك الحديدية بين الصين وأوروبا سرعة كبيرة، حيث تم فتح خطط سكة حديد تربط بين تشونغتشينغ/ووهان/إيوو- شينجيانغ – أوروبا؛ كما يتوقع أن يحقق لاوس من "دولة مقفلة داخلية" الى "دولة سلهة المواصلات الخارجية" مع بداية انشاء الجزء في داخل لاوس لخط سكك حديد بين الصين ولاوس؛ وقد تم انشاء شبكات التواصل والترابط الثلاثية الأبعاد والمتشابكة بعد انشاء طريق وخط سكة حديد في الحدود الممتدة بين كازاخستان والصين، ومركز التعاون الدولي للمعابر الدولية، وخطوط أنابيب النفط والغاز وغيرها. كما تعمل شركة رويفينج الصينية تنمية زراعة قصب السكر وبناء مصانع للسكر في كمبوديا، سيساعد الاخيرة على القفز من مستوردا صافيا للسكر الى مصدر صافي.
ومن المتوقع أن تساهم" الحزام والطريق" في نمو 80% من الاقتصاد العالمي، وإضافة 3 مليارات شخص الى صفوف ذوي الدخل المتوسط قبل عام 2050، حسب ما أظهره تقرير شركة "ماكينزي" للاستشارات.
أن زيادة ثقة الناس في الالتحام بين استراتيجيات حقيقة حية. وقال بات استاذ في علم الاجتماع بجامعة برايتون، المملكة المتحدة، تنشيط الالتحام بين "خطة انتعاش شمال انجلترا" و" الحزام والطريق" يعود بالمصلحة لبريطانيا.
وكتب السفير الألماني السابق في الصين ميشائيل شيفر مقالا ذكر فيه، أن تطوير الصين علاقاتها مع البلدان الواقعة على طول " الحزام والطريق" يتماشى مع مصالح الاتحاد الاوروبي. وفي ظل ارتفاع معدل التذبذب في السوق العالمية اليوم، يساعد " الحزام والطريق" على بحث أسواق للسلع والخدمات والمالية الأوروبية. كما ان تشجيع تنويع مصادر الطاقة الأوروبية، بحاجة الى تحسين وضع الترابط والتواصل في المنطقة.