جيبارا، كوبا 19 يونيو 2016 /بعد حوالي 500 عام من كسح الرياح سفن كريستوفر كولومبوس إلى خليج جيبارا بمقاطعة هولغوين شرقي كوبا، يستغل المسؤولون هنا نفس الرياح البحرية لتوليد الكهرباء.
وتحتضن بلدة جيبارا التاريخية، التي وطأت أقدام المكتشف المشهور عليها في أول رحلة بحرية له إلى كوبا، مرزعتي رياح هما جزء من برنامج حكومي بعيد النظر لتنمية الطاقة المستدامة وتقليل اعتماد البلاد على الوقود الأحفوري المستورد.
وافتتحت أول مرزعة ، بنتها شركة ((غاميسا)) الأسبانية ، في عام 2008 بست توربينات رياح سعة 850 كيلووات أو إجمالي سعة مركبة 5.1 ميغاوات.
ويساوى كل ميغاوات الطاقة المولدة من قبل 10 محركات سيارات أو بعبارة أخرى يكفى كل ميغاوات لإنارة 330 منزلا لساعة كاملة.
وقال رولاندو غوميز ممثل المزرعة المملوكة للدولة لوكالة أنباء ((شينخوا)) خلال جولة في جيبارا 1 " هذه توربينات رياح متغيرة السرعة ، مراوحها تدور آليا بحثا عن كثافة الرياح لتوليد المزيد من الكهرباء".
وافتتحت جيبارا 2 عام 2010 تقريبا بست توربينات أخرى من شركة غولدويند للعلوم والتكنولوجيا المحدودة الصينية المنتجة لتوربينات السرعة الثابتة.
وقال غوميز إن" هذه التوربينات الست يمكن أن تستمر حوالي 20 عاما وتصل سعة كل واحدة إلى 750 كيلووات، بإجمالي سعة 4.5 ميغاوات. وبإضافة توربينات جيبارا 1 تصل إجمالي قدرتهما المركبة إلى 9.6 ميغاوات".
وتتدفق الكهرباء المولدة من قبل التوربينات مباشرة إلى الشبكة الوطنية الكوبية. ووفقا لغويز، فإن مزرعتى الرياح ساهمتا بإجمالى 122.076 ميغاوات في الساعة منذ بدء تشغيلهما.
ويوفر هذا الرقم 29 ألف و630 طنا من البترول ما يعنى في المقابل عدم انبعاث حوالي 96 ألف طن من ثانى أكسيد الكربون إلى الهواء.
وقال غوميز "هذه هي المساهمة الرئيسية لهذا النوع من الطاقة"، مضيفا "إننا قمنا بجمع النتائج في السنوات الماضية في مزارع الرياح التجريبية لتحديد التكنولوجيا الأكثر جدوى لكل منطقة في كوبا".
وقال إن الإحصاءات ستدعم أيضا القرارات بشأن مكان وكيفية توزيع الاستثمارات الأجنبية.
وقد يتم إنشاء المزيد من مزارع الرياح في جيبارا أكثر المناطق رياحية في كوبا.
وفي الوقت نفسه، تبنى كوبا أكبر مزرعة رياح في تاريخها، هيرادورا 1، في مقاطعة لا توناس شرقي البلاد.
وستحوي المنشأة 34 توربينة بسعة 1.5 ميغاوات من إنتاج شركة غولدويند الصينية بإجمالي 51 ميغاوات.
ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل هيرادورا 1 في بداية عام 2018، لتسهم بواحد في المائة من إجمالي انتاج الطاقة في البلاد وتوفير 40 ألف طن من الوقود الأحفوري.
ويعد المشروع جزء من خطة أكبر لبناء 12 مزرعة رياح أخرى على طول الجزء الوسط والشرقي للساحل الشمالي للجزيرة لتوليد ما يصل إلى 633 ميغاوات من الطاقة.
وتم تخصيص حوالي 600 مليون دولار أمريكي من رأس المال الأجنبي لبناء 7 مزارع رياح على الأقل.
وتملك كوبا اليوم 4 مزارع للرياح تعمل بالفعل في البلاد، بما فيها جيبارا 1و2 بإجمالي سعة 11.7 ميغاوات، ما يضع كوبا في المرتبة الـ72 عالميا من حيث سعة طاقة الرياح المركبة.