موسكو 17 يونيو 2016 /فى الوقت الذى تواجه فيه روسيا العقوبات الغربية وأسعار السلع العالمية الضعيفة، فإنه يتعين عليها تحويل اعتمادها على اقتصاد التصدير التقليدى إلى فرص جديدة تتطلب تغييرا لنمط نموها والارتباط بمبادرة الحزام والطريق الصينية.
لقد أصبحت منطقة الشرق الأقصى الشاسعة فى روسيا رائدة فى الاستفادة من التقارب بين مبادرات التنمية لكلا البلدين، صرح بذلك نيكيتا ماسلينيكوف رئيس إدارة المال والاقتصاد فى المعهد الروسى للتنمية المعاصرة.
وقال ماسلينيكوف إنه دون بناء للبنية الأساسية "فإن تنمية منطقة الشرق الاقصى ستكون بلا أساس "، ولذلك فإن روسيا تحتاج إلى إنفاذ التعاون مع الصين فى إطار مبادرة الحزام والطريق، مشيرة إلى أن روسيا والصين تتمتعان بمستقبل واعد لتحسين البنية الأساسية فى المنطقة .
و كمحطة ترانزيت هامة على طريق الحزام الاقتصادى لطريق الحرير، فإن روسيا تشترك فى منطقة الشرق الأقصى بها فى الحدود لمسافة أكثر من ألف كم مع الصين.
وتشير مبادرة الحزام والطريق التى اقترحها الرئيس الصينى شى جين بينغ فى عام 2013 إلى الحزام الاقتصادى لطريق الحرير الذى يربط الصين بأوروبا عبر وسط وغرب آسيا بطريق برى داخلى وطريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين الذى يربط الصين بجنوب شرق آسيا وافريقيا وأوروبا عبر طرق بحرية .
وفى الوقت الذى تعزز فيه الصين مبادرة الحزام والطريق فإن روسيا تعزز تطوير الاتحاد الاقتصادى الأوراسى الذى يضم حاليا روسيا وقازاقستان وبيلاروسيا وقرغيزستان وأرمينيا.
وترغب روسيا والصين، اللتان تتمتعان بعلاقات صداقة عميقة، فى تعزيز الازدهار المحلى والإقليمى.
وحددت الدولتان سلسلة من الأهداف من أجل تعزيز التنمية الاجتماعية الاقتصادية. وتبنت روسيا استراتيجية حتى 2020 تولى اهتماما خاصا بالتنمية الابتكارية، فى الوقت الذى تعتزم فيه الصين بناء مجتمع ينعم بالرخاء على نحو معتدل فى كل المجالات بحلول عام 2020 .
وخلال زيارته إلى موسكو فى مايو 2015، وقع الرئيس شى اتفاقا مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين على التقارب بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادى الأوراسى.
ونظرا لأن روسيا تحتاج بشدة إلى تخفيف الضغط الحالى على اقتصادها، فإن الصين يمكنها القيام بدور نشط فى مساعدة روسيا عن طريق كثير من المشروعات مثل بناء السكك الحديدية ونقاط التفتيش الحدودية والنقل بالعربات الهوائية عبر الحدود والتعاون الواسع الذى ترغب روسيا فى مواصلته و توسيعه .
وقال فلاديمير ميكلوشيفسكى حاكم منطقة بريمورسكى إن ممرات الطريق قيد البناء والسكك الحديدية فائقة السرعة والطرق السريعة قيد التصميم التى تروج لها روسيا فى منطقة بريمورسكى للربط مع المقاطعات الشمالية الشرقية فى الصين، تعد أجزاء هامة من الحزام الاقتصادى لطريق الحرير. ويمكن ان تربط الممرات آسيا بأوروبا وتسهل تبادل البضائع والأفراد فى المنطقة وبذلك تدفع الاقتصاد العالمى بقوة قدما.
وطبقا لتقديرات وزارة تنمية الشرق الأقصى الروسية، فإن ممرات الطرق المروج لها التى تربط بين روسيا والصين سوف تزيد بشدة كمية البضائع المنقولة فى ميناء فلاديفوستك الحر ومن المتوقع وصول وزن البضائع من الصين إلى 45 مليون طن حتى عام 2030 .