الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

إعادة ترجمة أعمال المفكر المصري أحمد أمين على أيدي باحثين صينيين

2016:04:07.16:06    حجم الخط    اطبع

بكين 7 إبريل 2016 / قام فريق من الباحثين الأكاديميين الصينيين بقيادة شي سي تونغ الأستاذ المتقاعد في كلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين بإعادة ترجمة ثلاثة أعمال للمفكر المصري أحمد أمين وهي ((فجر الإسلام )) و((ضحى الإسلام )) و((ظهر الإسلام )).

وتأتي النسخة المترجمة الجديدة إلى اللغة الصينية تحت عنوان ((تاريخ الثقافة العربية الإسلامية))، وتتألف من ثمانية مجلدات تتضمن إجمالا حوالي مليوني كلمة. وقد أدرجت هذه النسخة، التي أصبحت ضمن سلسلة الكتب الأكاديمية ذات الشهرة العالمية المترجمة إلى الصينية، على أجندة الطباعة لهذا العام لدى إحدى كبريات دور الطباعة في الصين.

وخضعت النسخة السابقة لمراجعة دقيقة ومعالجة لأوجه القصور والضعف وأضيفت إليها ترجمة الأشعار الطويلة رغم التعقيدات الكثيرة المتمثلة في صعوبة ترجمة الشعر، وكثرة عدد الشعراء، وتعدد التخصصات الأكاديمية والعلوم الشرعية من عقيدة وفقه وأصول وتفسير وغيرها، ومحدودية العثور على معلومات ذات صلة، وصعوبة فهم القضايا الفكرية العميقة. وأعيد ترجمة هذه الأعمال في النهاية بفضل الجهود الدؤوبة التي بذلها فريق الباحثين الصينيين.

وقام بترجمة النسخة السابقة الأستاذ نا تشونغ بالتعاون مع أساتذة وطلاب جامعيين، ونشرت أول مجلداتها عام 1982 وصدرت المجلدات الأخرى على التوالي حتى تم نشر المجلد الثامن منها عام 2007. وتخرج نا تشونغ من جامعة الأزهر وهو من أشهر الباحثين المسلمين الصينيين وأول صيني يكتب تاريخا كاملا حول العرب فضلا عن كونه الصيني الأول والوحيد الحاصل على "شهادة العالمية" من جامعة الأزهر.

وخلال فترة دراسته في الأزهر، أدرك الأستاذ نا تشونغ أن أعمال أحمد أمين الثلاثة هذه ذات قيمة أكاديمية كبيرة، فعقد النية على ترجمتها إلى الصينية. وبينما كان أحمد أمين يلقى محاضراته في كلية الآداب بجامعة القاهرة، أعرب ذات مرة عن إعجابه بشغف نا تشونغ الشديد بالعلم والمعرفة والدراسة وأسلوبه الجميل ولغته العربية الأصيلة. وفي عام 1940 وقبل عودة نا تشونغ إلى الصين، أهداه أحمد أمين كتاب ((فجر الإسلام)) وكتب له بداخله إهداء قال فيه إنه مسرور بأن نا تشونغ عقد العزم على ترجمة هذا الكتاب وأعرب عن شكره له على جهوده في دفع البحث الأكاديمي قدما.

وفي الواقع، يكن الأكاديميون الصينيون لأحمد أمين وأعماله تقديرا كبيرا، إذ قال الأستاذ شي سي تونغ إن أحمد أمين هو من أشهر وأكثر العلماء الإسلاميين تأثيرا في القرن العشرين ومن مفكري التنوير العرب في فلسفة الثقافة، ولم يكن مؤرخا أو أدبيا فحسب، بل هو عالم حكيم.

وشاطره الرأي الأستاذ شيويه تشينغ قوه، عميد كلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، قائلا إن أحمد أمين يعد معلما ثقافيا وأحد كبار العلماء الأكثر استنارة في العالم العربي.

وفيما يتعلق بأعماله ، قال الأستاذ شي سي تونغ إن "أعمال أحمد أمين هذه تمثل أفضل الكتب ذات القيمة الفكرية عن الثقافة العربية الإسلامية التي قرأتها حتى الآن، مشيرا الى أن أحمد أمين استخدم فيها التحليل العلمي الحديث بعقلانية وحكمة، وحلل أصل الثقافة العربية الإسلامية وتأثير الثقافات الأخرى على الثقافة العربية تحليلا شاملا، والتزم بقواعد التنمية الثقافية والأكاديمية وكشف قانون تطورها، وهذا ليس أمرا سهلا لأن الدراسات العربية ينقصها في الواقع التحليل العقلي، ومن ثم فإن أعماله هذه ذات أهمية حقيقية كبيرة لفهم الإسلام والعالم العربي في عصرنا الحاضر".

وأضاف بقوله أن "مجلدات ((تاريخ الثقافة العربية الإسلامية )) سوف تلعب دورا توجيهيا بالنسبة للقراء الصينيين لفهم الثقافة العربية على نحو سليم".

واتفقت معه في الرأي وو مين يان الأستاذة والباحثة في الثقافة العربية الإسلامية وإحدى أفراد فريق ترجمة هذه الأعمال، قائلة أن هذه الأعمال تعد كتبا كلاسيكية عن الثقافة العربية الإسلامية ، كما أنها أعمال موسوعية تغطي تاريخ وتطور الثقافة العربية الإسلامية الرائدة ومختلف جوانب هذه الثقافة العريقة.

وأوضح الأستاذ شيويه تشينغ قوه أن إعادة ترجمة أعمال أحمد أمين ونشرها سيسهمان بكل تأكيد في دفع التبادل الثقافي الصيني- العربي والإرتقاء به إلى مستوى أعلى فى ظل التبادل الثقافي الصيني-العربي المزدهر، فضلا عن تعزيز فهم القراء الصينيين لتطور أفكار العرب وتاريخ تطور الثقافة والدين والأدب والبحث العلمي لديهم بشكل معمق، الأمر الذي سيساعد هؤلاء القراء على فهم القضايا العربية المعاصرة على نحو أفضل.

وأشارت الأستاذة وو مين يان إلى أن المسلمين والقراء الصينيين لا يعرفون الثقافة العربية الإسلامية معرفة جيدة، ولكن ترجمة أعمال أحمد أمين هذه التى توضح كيفية تطور هذه الثقافة وعقائد الإسلام ومذاهبه ستساعدهم قطعا في الحصول على فهم أفضل للثقافة العربية الإسلامية بوجه خاص والعالم العربي بوجه عام.

في الوقت ذاته، وجه الأستاذ شي سي تونغ دعوة إلى الاهتمام بأعمال الترجمة الأكاديمية ، حيث أوضح الأستاذ شيويه تشينغ قوه ذلك قائلا إن ترجمة أعمال العلماء العرب قليلة في الصين بالمقارنة مع أعمال العلماء الغربيين عن العالم العربي، و"نحن بحاجة إلى فهم العالم العربي بعيون العرب" ولاسيما وأن العالم العربي في غاية الأهمية بالنسبة للسلام العالمي ومستقبل البشرية.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×