بكين 22 مارس 2016 / من الطبيعي ان تفسح وسائل الاعلام الغربية مساحة اكبر للدول النامية وشعوبها التي تمثل اكثر من 80 بالمئة من تعداد سكان العالم ويفوق اجمالي ناتجها المحلي ككل نظيره في الدول المتقدمة.
وسيطرت القوى الغربية لفترة طويلة على تدفق المعلومات فى العالم ولم يصل صوت الدول النامية بدرجة كافية.
ورغم ان الاقتصادات المتقدمة حققت الابتكار وجلبت الاستثمارات التي ساعدت الدول النامية، الا ان ذلك صاحبه ايضا الدمار والالم.
وإن الشرق الاوسط المضطرب الذي تضرب جنباته النزاعات المميتة واوروبا المنقسمة التي يتدفق اليها اللاجئون والمهاجرون والعالم الذي يملؤه الخوف من الارهاب والتطرف المنتشرين، كلها نتائج مباشرة وغير مباشرة للسياسة التدخل الغربي واهدافها السياسية غير المدروسة والمتحمورة حول الذات.
الا ان القليل فقط من وسائل الاعلام الغربية اهتمت بالتفكير في دور بلادها من المشكلات العالمية. وعلى النقيض، شعرت العديد منها براحة كافية لاتخاذ موقف متعجرف بتعليم العالم الاقل نموا كل شيء تقريبا.
والاكثر ازعاجا هو ان بعض وسائل الاعلام الغربية السائدة اختارت تشويه الحقيقة وتغييرها عند تغطيتها لاخبار دول لا تتفق معها.
ولذلك، فانه فى ظل غياب التغطية الموضوعية والعادلة للعديد من القضايا الدولية والاقليمية الساخنة، تحمل المؤسسات الاعلامية حول العالم على عاتقها مهمة تاريخية لبناء نظام اعلام دولي اكثر عدلا وانصافا.
وفي هذا الصدد. فمن الاهمية الملحة لجماعات الاعلام في الدول النامية الاتحاد لتوصيل صوتها والعمل مع نظرائها في العالم النامي من اجل قيادة اصلاح نظام الاعلام العالمي.
وفي قمة الاعلام العالمي التي اختتمت للتو في الدوحة بقطر، تبادل قرابة 350 رائدا اعلاميا من 100 دولة ومنطقة الآراء ووجهات النظر بشأن الاعلام العالمي والتعاون المستقبلي.
وعلى خلفية العولمة وتعدد الاقطاب، يتعرض النظام الدولي لتغير عميق بينما يفرض ركود التعافي الاقتصادي العالمي وزيادة التهديدات الارهابية والاحتباس الحراري تحديات جديدة امام العالم اجمع.
وعلى الاعلام العالمي تحمل المسؤولية في خدمة المصالح العامة بتهيئة بيئة ايجابية وصحية ومتناغمة للرأي العام وكذلك منع انتشار التطرف والارهاب وبخاصة على منصات الاعلام الجديدة.
وفي الوقت ذاته، عليه تقديم اسهاماته الواجبة في تعزيز الوحدة والتوافق في تغطية القضايا الساخنة ومنها الاحتباس الحراري وازمة اللاجئين والحد من الفقر.