تعليق: قمة الإعلام العالمية منصة للتواصل وتقاسم الخبرات في العصر الرقمي

بكين 19 مارس 2016 / في عصر تشهد فيه صناعة الإعلام حول العالم قدرا كبيرا من التغييرات والتحديات، تأتي قمة الإعلام العالمية الشهيرة باسم "أولمبياد وسائل الإعلام " والمقرر عقدها يومي 20 و 21 مارس الجاري في العاصمة القطرية الدوحة كفرصة للإعلاميين حول العالم للتواصل وتقاسم الخبرات في العصر الرقمي حيث سيجتمع قادة من وسائل الإعلام رفيعة المستوى لبحث تعزيز التعاون في القطاع الإعلامي العالمي تحت موضوع "مستقبل الأخبار والمنظمات الإخبارية".

ومنذ إطلاق آلية قمة الإعلام العالمية في عام 2009 ببكين بمبادرة من تسع وسائل إعلام عالمية وهي وكالة الأنباء الصينية ((شينخوا)) ومؤسسة نيوز كوربوريشن الإعلامية ووكالة أسوشيتد برس الأمريكية ووكالة رويترز للأنباء ووكالة إتار- تاس الروسية للأنباء وهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ووكالة كيودو اليابانية وشركة تيرنر لنظام البحث وشركة جوجل، خلقت القمة سابقة تتمثل في إنشاء منصة لتعزيز التبادلات عبر الثقافات وتحمل المسؤوليات الاجتماعية بكل فعالية وهمة وتقديم إسهامات في تعزيز التفاعل والتعاون بين المؤسسات الإعلامية من مختلف الدول.

وبالطبع، تولى آلية القمة اهتماما بتقييم اتجاهات التطوير في صناعة الإعلام العالمي والتركيز على سلسلة من القضايا المحورية التي تواجه المنظمات الإعلامية في ضوء الأزمات العالمية والمتطلبات المتغيرة سريعا للجمهور والتطور السريع للتكنولوجيات الحديثة.

ولقد استطاع أعضاء القمة خلال هذه السنوات إقامة سلسلة من الأنشطة التي ضخت حيوية في آلية القمة ومنها حملة الدعاية العالمية الناجحة التي أطلقتها شينخوا ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عام 2009 تحت عنوان "يوم الأخبار العالمي للطفل" وتضمنت تغطية إعلامية عالمية واسعة للدعوة لحقوق الطفل حيث كانت المرة الأولى في التاريخ التي تتحد فيها مؤسسات إعلامية حول العالم للقيام بتغطية مشتركة لهذا الموضوع الهام. بل واشتركت شينخوا في عام 2010 في إعداد تقرير خاص مع برنامج الغذاء العالمي بمناسبة اليوم العالمي للغذاء، وأطلقت مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2011 مسابقة دولية للصور الفوتوغرافية تحت موضوع المكافحة العالمية للفقر نالت دعم الشعوب والحكومات في أنحاء العالم.

وتعمل آلية قمة الإعلام العالمية منذ تأسيسها على دعم الاهتمام بالصحافة والإعلام في البلدان النامية ودفع الإصلاح والتغيير في المجال الاعلامي العالمي بشكل عام بتجاه تحقيق نظام إعلامي عالمي أكثر عدلا وشمولا ومسؤولية حيث قامت هذه الآلية على رعاية برنامج للتدريب الصحفي لتدريب المراسلين الشباب الآسيويين والأفارقة لمساعدة البلدان النامية على تحسين المستوى المهني للإعلاميين الشباب.

ولا شك أن هذه السلسلة من الأنشطة لا تسهم فقط في تكثيف التعاون بين أعضاء القمة، بل تشبك أيديهم في مواجهة التحديات المستقبلية. وفي هذه الأيام التي يشهد فيها الإعلام تغيرات عميقة في ظل عصر الإنترنت والرقمنة، تواجه وسائل الإعلام في العالم تحديات ضخمة. بيد أن الفرص دائما ما تتفوق على التحديات حيث يشكل التعاون والتطور والسلام تيار العصر، لهذا يعيش قطاع الإعلام الآن حالة لم يسبق لها مثيل من التنوع والازدهار.

وتطلعا للمستقبل، سوف تغدو قمة الإعلام العالمية بكل تأكيد منصة راقية للتواصل والتبادل والتعاون بين كافة وكالات الأنباء والإعلام المطبوع والإعلام الإلكتروني في العالم، وتخلق فرصة لتبادل ما اكتسب من خبرات وما أحرز من تقدم في مجال الإعلام في ظل عملية العولمة، ما يدفع بتجاه تحقيق تطور مشترك ومنفعة متبادلة وكسب للجميع في مواجهة التحديات المشتركة.

وبالإضافة إلى ذلك، ستضطلع آلية قمة الإعلام العالمية بدور نشط في جوانب هامة تتعلق أولا بالتنمية الإعلامية والتقدم الاجتماعي ومواصلة تحسين قواعد قطاع الإعلام والعمل تدريجيا على إنشاء آلية طويلة غير حكومية للتنسيق بين وسائل الإعلام في العالم. وتتعلق ثانيا بمواصلة الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية والمهام العامة وإقامة مزيد من الأنشطة الخيرية داخل القطاع وخارجه. وتتعلق ثالثا بإتاحة منصة للاتصالات والتبادلات والتعاون بين أعضاء آلية القمة.

لقد بات العالم قرية صغيرة ودوله أكثر اعتمادا على بعضها البعض وتتزايد فيه أهمية وسائل الإعلام باعتبارها الجهة التي تشكل حلقة الربط وسط عصرنا الحالي الذي يشهد تغيرات لا يستهان بها، ومن ثم تحمل وسائل الإعلام على عاتقها مسؤولية نقل قصص حية تحكى العالم المعاصر بدقة وموضوعية إلى جميع أنحاء العالم، كما ينبغي أن تكون جسرا يربط بين الثقافات والشعوب المختلفة، ما يقدم إسهامات أعظم لعملية التطورالاجتماعي والتقدم للبشرية بأسرها.