بغداد 18 مارس 2016 / بدأ الالاف من اتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، اعتصامهم اليوم (الجمعة) أمام بوابات المنطقة الخضراء وسط بغداد، مطالبين بالاسراع بعملية الاصلاح والقضاء على الفساد ومحاسبة المفسدين.
ورفع المتظاهرون الأعلام العراقية ورددوا هتافات تطالب بالاصلاح ومحاربة الفساد الذي يعم مؤسسات الدولة، مؤكدين اصرارهم على تنظيم الاعتصام الذي دعا اليه الصدر.
ووصلت إلى موقع تجمع المتظاهرين عدة شاحنات محملة بالخيم والمستلزمات الاخرى، حيث بدأ المتظاهرون بنصب الخيم امام بوابات المنطقة الخضراء مؤكدين رفضهم لقرار الحكومة بمنع الاعتصامات.
وفي هذه الاثناء، أعلن كاظم العيساوي، احد مساعدي الصدر، عن بدء الاعتصام رسميا على بوابات المنطقة الخضراء.
وقال في بيان له، إن "الجماهير التي جاءت اليوم جاءت بعنوان جديد هو الاعتصامات، فقد انتهت فترة التظاهرات ولن يبرحوا اماكنهم إلا بعد تنفيذ الإصلاح الشامل الذي دعا اليه السيد مقتدى الصدر".
وأضاف العيساوي، إنه "على الجميع التعاون مع القوات الامنية والتحلي بالصبر لان هناك جهات تحاول افشال مشروع الاصلاحات من خلال بث المندسين والترويج الى الاشاعات، فيجب تفويت الفرصة عليهم".
ومن جانبه، أكد خطيب صلاة الجمعة الشيخ ابراهيم الجابري، خلال خطبة صلاة (الجمعة) التي اقيمت عند بوابات المنطقة الخضراء، البدء بالاعتصام والمضي به"، مبينا أنه "رد على بيان وزارة الداخلية بشأن عدم منح ترخيص للتظاهر والاعتصام أمام المنطقة الخضراء، بأنهم ماضون بدستور بريمر ونحن ماضون بدستور محمد وآل محمد".
ورافقت المظاهرات اجراءات امنية مشددة شملت، انتشار كثيف للقوات الامنية في محيط المنطقة الخضراء وتسيير دوريات محمولة وراجلة تحسبا من حدوث اي خرق امني.
وكان مجلس الوزراء العراقي، قد اكد في بيان له اول امس، انه لا يسمح وفقا للقانون باقامة الاعتصامات، فضلا عن الظروف الامنية التي تمر بها البلاد وانشغال القوات الامنية بالمعارك مع تنظيم (داعش).
وقال بيان لمجلس الوزراء "لا يسمح وفق القانون بإقامة الاعتصامات فضلا عن الظروف الأمنية وتهديد المجاميع الإرهابية وإمكانية حدوث الاستهداف ومن جهة اخرى انشغال القوات الأمنية في المعارك مع داعش وعدم إمكانية تأمين وحماية التجمعات بصورة دائمة".
وأضاف " إن المجلس يؤكد تحمله بصورة تضامنية مسئولية المحافظة على الدستور والنظام العام والحفاظ على ارواح ومصالح المواطنين واعادة هيكلة الدولة بصورة صحيحة وبضمنها تعيين شخصيات مهنية دائمة في الهيئات المستقلة".
يذكر أن مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، قد دعا المتظاهرين يوم (السبت) الماضي إلى البدء باعتصام مفتوح أمام بوابات المنطقة الخضراء، اعتبارا من (الجمعة) من أجل تنفيذ الاصلاحات التي يطالب بها الشعب العراقي.
وقال الصدر في بيان له " اوجه ندائي التاريخي الى كل عراقي شريف محب للاصلاح والعراق والعراقيين إلى أن ينتفض لبدء مرحلة جديدة من الاحتجاجات السلمية الشعبية كمرحلة أخرى غير التظاهر تقومون بها بالاعتصام امام بوابات الخضراء حتى انتهاء المدة المقررة اعني الـ 45 يوما".
وكان الصدر قدم الشهر الماضي ورقة اصلاحية طالب فيها بتشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة حيدر العبادي ومحاسبة الفاسدين، واعطى مهلة 45 يوما لتنفيذ ورقته مهددا باقتحام المنطقة الخضراء، التي تتخذها الحكومة والبرلمان والقيادات العراقية والسفارات الاجنبية مقرا لها.