الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق أخباري: الأزمة السورية بعد دخولها العام السادس تركت تداعيات سلبية على النسيج الاجتماعي

2016:03:17.09:12    حجم الخط    اطبع

دمشق 16 مارس / مالك جحا الذي كان يملك ورشة كبيرة لإصلاح السيارات الأمريكية قبل نشوب الأزمة في مارس 2011 ، كانت حالته الاقتصادية جيدة أفضل ، وكان كما يقول " يعيش في النعيم ويكسب امولا طائلة من إصلاح السيارات ، الآن بات يعيش في الجحيم ".

وقال مالك الذي يبلغ من العمر 50 عاما إن " الحرب التي اجتاحت حي جوبر الذي يقيم فيه شرق العاصمة دمشق، فجأة وجد نفسه مضطرا لترك كل شيء ورائها ويتخلى عن " النعيم ليأتي إلى الجحيم " .

وأضاف مالك الذي غطى الشحم الاسود كلتا يديه " الآن، إصلح أي سيارة كي أحصل على المال ليساعدني في تأمين حياتي الجديدة التي لم اعتد عليها بعد ."

ومالك الذي يطلق الناس عليه لقب ابو فارس ، يملك الآن ورشة صغيرة وهي عبارة عن شاحنة بيك ـ اب سوزوكي قديمة،يضع فيها عدة اصلاح السيارات بجانب أحد الحدائق في حي ركن الدين شمال العاصمة.

وقال ابو فارس في تصريحات لوكالة ( شينخوا ) بدمشق اليوم ( الاربعاء ) " لقد عملت كفني سيارات منذ أن كان عمري 10 .. وكنت املك محلا كبيرا في جوبر يتسع لاربع سيارات ووضعي كان جيدا ، وكان لي أيضا عملاء أقوم بإصلاح سياراتهم في محلي ، ولكن عندما وصل الصراع إلى المنطقة التي اعمل بها اضطررت للفرار ، وترك كل شيء خلفي " .

وأضاف " حياتي السابقة قبل بدء الازمة كانت ممتعة كثيرا ، وكانت ورشتي بالقرب من منزلي وتحقق لي مكسبا ماديا عاليا ، حتى أن الزبائن كانوا يأتون إلى من لبنان لإصلاح سياراتهم كوني متخصص بالسيارات الامريكية ، كما كنت أقوم بإصلاح بعض السيارات الحكومية التابعة للقصر الرئاسي ، ولكن الآن أنا على الرصيف تحديد في سيارة صغيرة أضع فيها ادواتي ، تبرع فيها لي أحد المحسنين " .

ابو فارس الذي لم يستلم للظروف التي حلت به ، وراح يجمع زبائنه عبر الهاتف الخلوي ، ويدلهم على ورشته الصغيرة ، بكثير من العزيمة والاصرار على مقاومة الظروف التي حولت حياته من " النعيم إلى الجحيم " .

وقال ابو فارس ، وهو أب لخمسة اولاد " على الرغم من أن حياتي قد تغيرت بشكل كبير، وأنا ما زلت أعمل حتى ولو في ورشة صغيرة ، مازلت قادر على القيام بما أحب ".

ولم يكن مالك جحا هو الوحيد الذي ألم به هذا المصاب ، واختار العمل لإصلاح السيارات على الرصيف، بل أن ابن عمه محمد، الذي فر من جوبر منذ اكثر من ثلاث سنوات ، ايضا يعمل في إصلاح السيارات على الرصيف في حي ركن الدين .

ومحمد جحا الذي جلس مع ثلاثة من اقرانه في المهنة يشربون الشاي بالقرب من ورشته التي هي عبارة عن سيارة فولكس فاجن زرقاء ، بحالة مقبولة ، بدأ يقوم ببعض الحركات التي تعكس روحه المرحة ، التي اظهرها للتغلب على الظروف التي لحقت به من جراء خروجه من حي جوبر وخسارته كل شيء .

وقال محمد الذي يلقب ايضا باسم أبو ناصر ، لوكالة ( شينخوا ) بعد أن غادرت جوبر، جئت الى هنا وعملت كفني عند أحد الاشخاص ، لكنه أساء معاملتي ".

وأضاف محمد " كان كل ما يمكني القيام به بعد خسارتي لعملي هو أن المجيء إلى هذا المكان ، وكسب العيش بالقرب من ابن عمي الذي شجعني على العمل ، والوقوف بجانبه ، كي نساند بعضنا البعض " .

محمد أيضا كان يمتلك محلا كبيرا في جوبر، قائلا "لقد فقدت متجري والآن أغادر واستقر في هذا الشارع."

ومع دخول الازمة السورية عامها السادس، التي تركت تداعيات سلبية على النسيج الاجتماعي للمجتمع السوري ، وحتى العلاقة الزوجية بين الزوجة وزوجها.

وفي مدينة حلب ( شمال سوريا ) ، وقال أندريا، وهو مصور يبلغ من العمر 56 عاما ، إن وزوجته تخلت عنه بسبب إحباطها من الوضع الصعب في تلك المدينة الاكثر تضررا.

واضاف أندريا لوكالة ( شينخوا ) بدمشق "كنت أعمل في قسم الآثار قبل الحرب في حلب وكانت وظيفتي التقاط الصور والقطع الأثرية القيمة في قسم الآثار ، ولكن بعد أن استعرت الحرب، خسرت معظم عملي ، وكذلك عائلتي " .

ومضى يقول إن " تدهور وضعي المادي بشكل سريع ، قررت زوجتي أن تتركني وتغادر إلى ارمينيا لعائلتها، مع ابنها الوحيد منذ أكثر من عامين ونصف " ، مضيفا " لكنها اتصلت بي ، وقالت انها لا تريدني أن أكون في حياتها .. أنا لا أعرف لماذا ".

وقال إنه " من المفترض ان اتبعهم بعد بضعة أشهر ، ولكن إلى الآن مازلت في حلب " .

وأضاف للأسف "هذه الأزمة خلقت فجوة بيني وبين زوجتي، التي لا ترغب الآن في العودة إلى سوريا أو إلى البقاء متزوجة مني " ، مؤكدا أنه عاد إلى نقطة الصفر بعد ان فقد عائلته وعمله .

وقال إن " الشعب في حلب وبعد خمس سنوات من الازمة يرون أن الازمة ما تزال مستمر ، وتعاني حلب من انقطاع مزمن في المياه والكهرباء ".

واضاف أنه " مع عدم وجود الكهرباء، لقد بدأت بالبحث عن هواية لملء وقتي ، ولم أجد أفضل من الكتب التي كانت مكدسة في مكتبة بيتي ، وبدأت قراءة الكتب في النهار في محاولة للتغلب على الوضع الذي انا فيه " .

ورغم ما قامت به زوجته لايزال اندريا يضع صورة عائلته المكونة منه ومن زوجته وطفله على مكتبه بالقرب من المكتبة المملوؤة بالكتب .

وخلال الحرب الأهلية في سوريا، شهدت البلاد أضرار جسيمة للبنية التحتية والمنازل، وتدهور حاد في الخدمات العامة، فضلا عن عدم كفاية إمدادات الغذاء.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين حول 13.5 مليون من السوريين تتطلب شكلا من أشكال المساعدة، منهم 72 في المئة لا يحصلون على مياه الشرب ، ومليوني طفل خارج المدرسة عندما قام بزيارة إلى دمشق ديسمبر الماضي.

و جاء في تقرير للبنك الدولي أن الصراع في سوريا خلف تحديات اقتصادية شديدة ، والذي وصفه بالأثر الاقتصادي الكبير والمتزايد.

وفي الوقت نفسه، فقد ساءت الاوضاع المالية العامة منذ بداية الصراع مع العجز المالي المتزايد بشكل حاد وهبوط الإيرادات إلى أدنى مستوى له على الاطلاق. التضخم الخطيرة مع انخفاض حاد في قيمة العملة وانخفاض كبير في إنتاج النفط في هذا البلد الذي مزقته الحرب.

وفقا لتقرير للبنك الدولي، انخفض إنتاج النفط في سوريا من 368 الف برميل يوميا في عام 2010 إلى ما يقدر ب 40 الف برميل يوميا في عام 2015، مما أدى إلى انخفاض كبير من عائدات النفط.

وقد ذهب تأثير الأزمة السورية إلى أبعد حدود البلاد. وتفيد التقارير أن 4.6 مليون سوري فروا من البلاد إلى إلى الخارج، مما تسبب في أزمة لاجئين واسعة النطاق مع الدول المجاورة وأوروبا ، وأكثر من 6.7 مليون مهجر قسرا في داخل سوريا . / نهاية الخبر /

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×