سون تيان رن، مراسل صحيفة الشعب اليومية الصينية
14 مارس 2016 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ قال تشو شياو تشوان محافظ بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) خلال مؤتمر صحفي على هامش أعمال الدورة السنوية الرابعة للمجلس الوطني الثاني عشر لنواب الشعب الصيني في يوم 12 من مارس الجاري، ان الصين ليس لديها النية في التلاعب بقيمة عملتها لتحفيز الصادرات، وستتمسك بسياسة نقدية حكيمة مع سياسات الاقتصاد الكلي الأخرى لدعم الإنتاجية والطلب المحلي وتحسين القدرة على الابتكار، مما يمكنها تحقيق أهداف النمو الاقتصادي المتوقعة بدون الحاجة إلى اتخاذ تدابير إضافية.
وحظي هدف معدل النمو الصيني باهتمام واسع من قبل المجتمع الدولي، وتكهن بعض الناس بان السياسة النقدية الصينية يجب أن تبقى متساهلة، وقد يزيد من عبء الديون الصين. ورد تشو عن هذا السؤال بتفاؤل :" عادت السوق المالي في الصين إلى مساره بعد التذبذبات التي شهدها، واستشهد بتوقعات النمو بمعدل يتراوح بين 6.5 و7 بالمائة خلال العام الجاري." وأضاف:" يرتبط النمو الاقتصادي بالودائع المالية إلى حد كبير، وتجلب الودائع المالية الاستثمارات، ثم تخلق الاستثمارات الطاقة الإنتاجية الجديدة، وتجعل الطاقة الإنتاجية الجديدة نمو الناتج المحلي الإجمالي. في حين سيتم القضاء على قدرة الإنتاج القديمة، ولكن وجود إمكانات النمو بصفة عامة." ورأى تشو أن زخم النمو الاقتصادي للصين يكون أكثر من الطلب المحلي، وسينخفض مستوى الاعتماد على التجارة الخارجية لنمو الناتج المحلي الإجمالي تدريجيا.
وأوضح تشو تراجع بيانات التجارة الخارجية الصينية، بانه نظرا للانخفاض الحاد في تأثير أسعار السلع الأساسية وعدم إظهار انخفاض واضح لقيمة المؤسسات المضافة وعدم انخفاض معدل مساهمة الصادرات إلى الناتج المحلي الإجمالي بشكل كبير، وحققت حصة الصادرات الصينية في السوق العالمية ارتفاعا قليلا خلال عام 2015، ووقفا للإدارة العامة للجمارك، استشهد بفائض تجاري للسلع بقيمة 600 مليار دولار أمريكي تقريبا في العام الماضي، وبلغت إحصاءات ميزان المدفوعات أكثر من 570 مليار دولار امريكى، شهد كلا من الرقمين ارتفاعا كبيرا.
وقال يي قانغ نائب محافظ البنك، إن استمرارعملية التحضر في الصين الآن، والارتفاع المطرد لإنتاجية العمل وإنتاجية كلية ، والدور المهم الذي لعبته سياسة الاصلاح والانفتاح ...كلها مصدر للنمو الاقتصادي الصيني.
وأعرب رجال الأعمال الصينيين عن ثقتهم بنمو الاقتصاد الصيني المطرد خلال اجتماع "الدورتين" (دورة 2016 للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ودورة 2016 للجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني) في الأيام الأخيرة، واعتقدوا ان أدوات السيطرة الكلية الحالية كافية، والصين لديها القدرة على التعامل مع المخاطر المختلفة، سيحقق الاقتصاد الصيني تقدما في البيئة المطردة في هذا العام.
رأى لي يى نينغ المستشار للجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، و الرئيس الفخري لقسم قوانغهوا للإدارة بجامعة بكين، ان اقتصاد الصين يقطع فترة التحول من التصنيع إلى بعد مرحلة التصنيع، من منظور عالمي، عندما يتوجه بلد نحو فترة بعد مرحلة التصنيع تدريجيا، لن يكون نمو الناتج سريعا للغاية، في ذات الوقت ينخفض النمو الاقتصادي. و اكد لي أنه سيشهد الاتجاه العام للاقتصاد الصيني في عام 2016 تقدما بشكل مطرد.
وذكر لي ان الصين حاليا لا تزال تنفذ سياسة مالية نشطة وسياسة نقدية حكيمة، وتهتم بالتحكم في الاتجاهات وبالتركيز على التعديل القليل والتعديل المتوقع. وفي الوقت نفسه، لم يقلل الاستثمار والاستهلاك إلى حد كبير، وستطلق العديد من المشاريع الاستثمارية عن السكك الحديدية عالية السرعة ومرافق المرور وبناء الميناء ومحطات الطاقة الكهرومائية وشبكة الإنترنت وغيرها من المجالات الأخرى... وهذا ينعكس كله في تقرير عمل الحكومة هذا العام أيضا.
وقال هوانغ شو هونغ نائب مدير مكتب البحوث لمجلس الدولة الصيني:" لم تتخذ الصين السياسات المتساهلة لمواجهة انخفاض الضغوط الاقتصادية قبل بضع سنوات. و معدل العجز مناسبا والسياسة النقدية حكيمة في الوقت الحاضر، والحكومة الصينية لا يزال لديها الكثير من تدابير السيطرة الكلية للتعامل مع الوضع الاقتصادي الحالي.
يعتقد ما جيان تانغ الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس الأكاديمية الصينية للحوكمة أن الصين ستتخذ السياسة النقدية الحكيمة الأكثر مرونة والسياسة المالية النشيطة الأكثر إيجابية وفعالة خلال عام 2016. وتحتاج مقاومة المخاطر الاقتصادية إلى سياسات السيطرة الكلية العلمية والإصلاحات الهيكلية. وأضاف ما أن البنك المركزي الصيني قد خفض نسبة احتياطي الودائع لمؤسسات مالية بمقدار 0.5 نقطة مئوية قبل قليل، ولكن لا تزال تحتفظ بمستوى 17٪ بعد خفضها؛ فعلى سبيل المثال، لا تزال الفائدة الأساسية من الودائع لمدة عام مرتفعة نسبيا في جميع أنحاء العالم.