القاهرة 4 مارس 2016 / "ورثتها أبا عن جد حتى أصبحت مهنتي التي لا استطيع الاستغناء عنها"، هكذا تحدثت السيدة المصرية هويدا حسني محمود عن عملها في الجزارة، كاستثناء في مجال يقتصر على الذكور فقط.
وقال هويدا (52 عاما)، إنها تخصصت في بيع لحوم الجمال فقط، وإنها بدأت العمل في هذه المهنة منذ أن كان عمرها عشر سنوات.
وأضافت في لهجة يملأها الفخر، والابتسامة تعلو وجهها، لوكالة أنباء (شينخوا) أنها تشتهر في منطقة البساتين (بالقاهرة) التي تقيم بها بأنها " إمبراطورة اللحم الجملي".
وورثت هويدا المهنة أبا عن جدا، ورغم أن والدها كان يساعده ابناه في محل الجزارة، إلا أنه كان يعتبر الأولى وهى ابنته الكبرى ذراعه اليمين في المحل.
ورغم أن هويدا رفضت أن تتزوج جزارا في بادئ الأمر، وفضلت الزواج من شخص يعمل "مبلط قشاني"، إلا أنها مع مرور الوقت علمت زوجها الجزارة وأصبح يعمل معها.
وتابعت هويدا " عندما تزوجت حاول زوجي كثيرا أن يثنيني عن العمل، لكني لم استطع الاستغناء عن الجزارة التي أصبحت مهنة أحبها، كما أني أردت العمل لمساعدة زوجي" في تحمل تكاليف الحياة.
وأضافت إنها قالت لزوجها " القفة أم ودنين يشلها اثنين"، وهو مثل شعبي متداول في مصر يشير إلى ضرورة المشاركة في تحمل أعباء الحياة.
وزوج هويدا سبق أن تزوج على مدار حياته ستة نساء قبل الارتباط بها، لكنه استقر معها حتى الآن وأنجبت له أولاده.
وهويدا أم لأربعة أبناء، هم ولدان وبنتان، كما أنها جدة لتسعة أحفاد وسيصبحون عشرة قريبا.
وعمل معها في محل الجزارة ابناها الأكبر محمد الشهير بماندو، وأحمد (20 عاما)، لكن أحمد فتح محلا خاصا به في نفس المنطقة بعد زيادة تكاليف الحياة لاسيما أنه متزوج من امرأتين.
كما عملت ابنتها شيماء (32 عاما) معها بعض الوقت لكنها تزوجت شخصا يعمل أمين شرطة أصر على أن تترك العمل.
وأكملت هويدا " كانت أمنية حياتي أن ترث إحدى بناتي المهنة لكن ذلك لم يتحقق، وإن شاء الله سأجعل إحدى حفيداتي ترثها".
وترى هويدا أن عملها في مهنة ذكورية " ليس عيبا" طالما أنها تستطيع أن تعمل وهى تقف على أرض صلبة.
ورددت بلهجة قوية " أقف في المحل وكأني بمئة رجل".
وأوضحت أن زبائنها من النساء يحببنها لأنها امرأة مثلهن، كما أن زبائنها الرجال يحبون طريقتها في تقطيع اللحوم.
وعن إصرارها على بيع لحوم الجمال فقط، قالت هويدا " هذه مهنتى أبا عن جد، أنا متخصصة فقط في بيع اللحم الجملي".
وتبيع هويدا كيلو اللحم مفروم بـ 40 جنيها، واللحم المشفي بـ55 جنيها.
ويعتبر اللحم الجملي أرخص كثيرا من اللحم البقري الذي يصل سعر الكيلو منه إلى 80 جنيها.
ورأت أن " بيع اللحوم الجملي والضاني والبتلو والبقري في محل واحد لا ينفع، لأنه يمكن أن يشكك الزبون ويجعله يعتقد أن الجزار أعطاه مثلا لحم جملي بدلا من لحم بقري".
وترغب هويدا في توسيع نشاطها، مشيرة إلى أنها افتتحت مؤخرا محلا آخر بالشراكة مع امرأة أرادت أن تقيم مشروعا تقتات منه هى واولادها بعد وفاة زوجها.
ولم تحصل هويدا على أي شهادة دراسية، حيث تركت المدرسة وهى في الصف الثاني الابتدائي، بسبب مشاكل بين والدتها ووالدها الذي تزوج بامرأة أخرى.
لكنها تعرف القراءة والكتابة قليلا بعد أن أخذت دروسا على أيدي معلمة أبنائها.