تقرير أخباري : 125 قتيلا بست تفجيرات دامية تستهدف الشيعية في سوريا (4)

/مصدر: شينخوا/  08:48, February 22, 2016

دمشق 21 فبراير 2016 / لقي 125 شخصا مصرعهم اليوم ( الاحد ) وأصيب أكثر من 300 شخص بجروح من جراء وقوع 6 تفجيرات دامية استهدفت مناطق يقطنها غالبية من الطائفتين الشيعية المؤيدة للحكومة السورية ، والعلوية التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الاسد ، في ريف دمشق الجنوبي ، وحمص ( وسط سوريا ) ، وسط مطالبة سوريا للمجتمع الدولي بوضع حد للدول الداعمة للإرهاب .

وقال مصدر لوكالة ( شينخوا ) بدمشق إن " حصيلة التفجيرات التي هزت منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق ارتفعت إلى 83 شهيدا وأكثر من 200 جريح في صفوف المدنيين معظمهم أطفال ونساء " ، مؤكدا أن هذا الرقم ليس حصيلة نهائية ، ومرشح للارتفاع بسبب وجود عدد كبير من الجرحى الذين جروحهم خطيرة .

واضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إن " حالة من الخوف والتوتر الشديدين سيطرت على سكان المنطقة بسبب تلك التفجيرات المتتالية " ، مؤكدا أن قوات الأمن فرضت طوقا أمنيا على المنطقة ، ومنعت دخول وخروج المواطنين منها واليها .

ولاحظ مراسل ( شينخوا ) بدمشق الذي تزامن مروره بالقرب من مكان وقوع الانفجارات ، وجود قوات الامن السوري الذين يقفون على مداخل منطقة السيدة زينب من جهتي الشرق والجنوب، وقاموا بإغلاق المنطقة بالكامل ولم يسمحوا لأحد بالدخول والخروج إلا لسيارات الاسعاف ، وسط حالة من الخوف والهلع في نفوس المواطنين .

وقطعت قوات الامن طريق المطار الدولي لعدة ساعات ، لتسهيل حركة مرور سيارات الاسعاف التي تنقل الجرحى إلى مستشفيات بداخل دمشق ، التي هرعت مسرعة إلى مكان وقوع التفجيرات .

كما انعكست هذه التفجيرات على حواجزالجيش السوري التي تضبط مداخل العاصمة دمشق ، حيث يقومون بالتفتيش الدقيق ، والتدقيق بالهوايات ، تحسبا لوقوع تفجيرات مماثلة بداخل العاصمة ، مع خلو الشوارع من المارة ، وحركة سيارات خفيفة داخل العاصمة دمشق ، بحسب مراسل وكالة ( شينخوا ) .

وبدورها قالت وكالة الانباء السورية ( سانا ) نقلا عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق قوله إن " 83 شهيدا وعشرات المواطنين أصيبوا بجروح أغلبيتهم من الأطفال والنساء جراء ثلاثة تفجيرات إرهابية متتالية في شارع المدارس ببلدة السيدة زينب " .

وقال المصدر إن إرهابيين فجروا بعد ظهر اليوم " سيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات تبعها تفجيران انتحاريان بحزامين ناسفين بعد تجمع المواطنين لإسعاف الجرحى ".

ولفت المصدر إلى أن تعاقب التفجيرات الإرهابية بفارق زمني قليل بينها " تسبب بارتقاء 83 شهيدا وإصابة 178 شخصا بجروح إصابات بعضهم خطيرة جدا” حيث تم نقلهم إلى عدد من المشافي العامة والخاصة بدمشق ".

وعرض التلفزيون الرسمي صورا لمكان وقوع التفجيرات في منطقة السيدة زينب ، وشوهد عشرات السيارات المحترقة والتي لا يزال الدخان الاسود يتصاعد من معظمها ، إضافة لحجم الدمار والخراب الذي لحق بالمنازل والمحال التجارية في تلك المنطقة .

وكان تنظيم "داعش" تبنى مسؤولية التفجيرات في السيدة زينب.

وشهدت بلدة السيدة زينب في 31 يناير الماضي تفجيرا ارهابيا بسيارة مفخخة استهدف حافلة لنقل الركاب في منطقة كوع سودان تبعها تفجير ارهابيين انتحاريين نفسيهما بحزامين ناسفين ما تسبب بسقوط 45 قتيلا واصابة أكثر من 100 اخرين .

وفي منطقة السيدة زينب يوجد الضريح الشيعي الذي يحتوي على قبر زينب، حفيدة النبي محمد. كما يقوم مقاتلي حزب الله اللبناني بحراسة المنطقة والمقام .

وفي محافظة حمص وسط سوريا قتل مالا يقل عن 42 شخصا وأصيب العشرات من جراء تفجير مزدوج في حي الزهراء الذي يقطنه غالبية من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الاسد .

وقال مصدر إعلامي لوكالة ( شينخوا ) بدمشق فضل عدم الكشف عن اسمه إن " عدد الضحايا ارتفع إلى 42 شهيدا، إضافة لعشرات الجرحى، بسبب التفجير الإرهابي المزدوج الذي وقع في حي الزهراء بمدينة حمص ".

وأضاف إن " حي الزهراء يقطنه اغلبية من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الأسد، وهو مستهدف أكثر من غيره من الاحياء الأخرى في مدينة حمص، لكونه مؤيد للحكومة السورية "، مشيرا إلى أن هذا الحي له رمزية معينة لهذا هو مستهدف من قبل الإرهابيين.

وقال طلال البرازي إن " إرهابيين فجروا صباح اليوم بشكل متعاقب سيارتين مفخختين بكميات كبيرة من المتفجرات قرب مدخل حي الأرمن في شارع الستين الرئيسي بحمص ، ما أدى الى مقتل 39 شهيدا " ، مشيرا إلى أن العدد مرشح للزيادة بسبب الحالة الحرجة لعدد من الجرحى .

وأضاف البرازي إن الاعتداءات الإرهابية المتكررة في حمص " تستهدف الجبهة الداخلية القوية التي تدعم الجيش السوري في انتصاراته على الجبهات الميدانية في أكثر من مكان " مطالبا " مجلس الامن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة والدول التي تدعى أنها تحارب الإرهاب بإدانة هذا العمل الإرهابي الذي استهدف اليوم المدنيين في شارع الستين بمدينة حمص ".

ومن جانبه قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن إن " 57 شخصا على الاقل قتلوا وعشرات آخرين أصيبوا بجروح اليوم الأحد في تفجيرين بسيارات مفخخة في وسط مدينة حمص السورية" ، مشيرا إلى أن هذا الحي موالي للحكومة .

ويشار إلى أن عددا من أحياء مدينة حمص ، تعرضت خلال السنوات الماضية إلى وقوع عدة تفجيرات بسيارات مفخخة حصدت مئات القتلى والاف الجرحى ، إضافة لتعرضها لسقوط قذائف هاون وصاروخية اطلقها مقاتلو المعارضة المسلحة التي كانت متحصنة في حي الوعر المجاور لاحياء مدينة حمص ، قبل ان يتم إخلاء المسلحين منه قبل حوالي الشهرين بموجب اتفاق .

وتأتي هذا التفجيرات وسط التقدم الذي يحرزه الجيش السوري في عدد من المناطق في ارياف حلب واللاذقية ودرعا ،وفي وقت تتعالى الأصوات من قبل المجتمع الدولي لوقف اطلاق النار بغية التوصل إلى حل سياسي ينهي الصراع الدامي في سوريا الذي يبلغ من العمر خمس سنوات تقريبا.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) مسؤوليته عن التفجيرات القاتلة التي هزت المنطقة الوسطى حمص .

وفي تصريحات على الانترنت قالت الجماعة أنها نفذت تفجيرين في شارع 60 في حي الزهراء وفي المنطقة الوسطى حمص، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 57 شخصا وجرح عشرات آخرين.

وقالت المرصد السوري إن " الأسر في حي الزهراء، قامت بطرد محافظ حمص، طلال البرازي، ووزير الداخلية محمد الشعار، الذي أراد أن يزور الحي " ، مشيرا إلى أن أهالي الحي كانوا مستائين من تقاعس الحكومة باتخاذ التدابيرالأمنية اللازمة في حي الزهراء ، والتي شهدت العديد من التفجيرات السابقة، وآخرها وقعت الشهر الماضي وقتل فيه أكثر من 30 شخصا.

وأكدت وزارة الخارجية السورية في رسالتين وجهتهما إلى مجلس الامن الدولي والامين العام للامم المتحدة إن " مواصلة التنظيمات الإرهابية ارتكاب المجازر والجرائم الإرهابية ولا سيما بعد وقوع تفجيرين إرهابيين مجددا اليوم في حي الزهراء السكني بمدينة حمص لن تثنيها عن الاستمرار في محاربة الإرهاب والعمل على تحقيق حل سياسي للأزمة بين السوريين وبقيادة سورية " ، مشددة على ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين عبر اتخاذ إجراءات رادعة وفورية وعقابية بحق الدول الداعمة والممولة للإرهاب وتحديدا السعودية وتركيا وقطر.