بكين 28 يناير 2016 / نظرا لكون الشباب عماد الأمة وأساس نهضتها، كان التعاون البراغماتي في مجال التعليم والارتقاء به إلى مستوى أعلى أحد المحاور الرئيسية لأول جولة خارجية يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2016 والتي شملت ثلاث دول شرق أوسطية وهي السعودية ومصر وإيران.
فقد شهدت السنوات الأخيرة تزايدا في أعداد الطلاب العرب الراغبين في الدراسة بالصين والاندماج في برامج التبادل الثقافي بين الصين وبلدانهم والاستفادة من المقومات التعليمية الكبيرة التي تمتلكها الصين من جامعات معترف بها دوليا وذات تخصصات دراسية متنوعة ووسائل تعليمية ومختبرات علمية متكاملة، بما يمكن هؤلاء الطلاب من تهيئة ظروف أفضل ليس لتطوير أنفسهم فحسب وإنما لتعزيز الصداقة الصينية- العربية ودفعها نحو آفاق أرحب.
وقد حقق التعاون الصيني- العربي تطورا ملحوظا في مجال التبادل الإنساني والثقافي. وقامت الصين والدول العربية بإقامة فعاليات في إطار عام الصداقة الصينية-العربية، وتوقيع أول اتفاقية بشأن بناء جامعة مشتركة، وإطلاق التعاون بين مائة مؤسسة ثقافية صينية ونظيراتها العربية. وتجاوز عدد الطلاب العرب الوافدين إلى الصين 14 ألف شخص وازداد عدد معاهد كونفوشيوس في الدول العربية ليصل إلى 11 معهدا, هذا ما أكده الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمته التي ألقاها بمقر جامعة الدول العربية مؤخرا.
وفي إطار مواصلة تعزيز التبادلات الإنسانية والثقافية، قال الرئيس شي أيضا في كلمته بجامعة الدول العربية إنه "من أجل تحفيز تبادل الأكفاء وتدفق الأفكار على طول (الحزام والطريق)، سننفذ مشروع (المائة والألف والعشرة آلاف) لتعزيز الصداقة، وهذا يشمل: تبادل ترجمة 100 كتاب وعمل أدبي صيني وعربي لتطبيق فكرة (رائحة الكتب تفوح على طريق الحرير)؛ وتوجيه الدعوة لتبادل الزيارات بين 100 خبير وباحث لتعزيز الالتقاء بين المؤسسات الفكرية؛ وتقديم ألف فرصة تدريب للقادة الشباب العرب، وتوجيه الدعوة لـ1500 قيادة حزبية عربية لزيارة الصين لإعداد سفراء شباب ورواد سياسيين للصداقة الصينية العربية؛ بالإضافة إلى تقديم 10 آلاف منحة دراسية و10 آلاف منحة تدريبية وتنفيذ الزيارات المتبادلة بين 10 آلاف فنان صيني وعربي".
وفي هذا الصدد، ذكرت نورا حسام رفاعي الطالبة المصرية بكلية مصر للعلوم والتكنولوجيا في لقاء أجرته معها وكالة أنباء ((شينخوا)) أن التبادلات الثقافية بين مصر والصين تمثل أساسا متينا للتعاون المثمر بين دولتين تتمتعان بحضارتين عريقتين، مشيرة إلى أن هذه التبادلات ولاسيما الشق التعليمي منها سيشهد ازدهارا كبيرا خلال السنوات المقبلة مع تدشين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني شي جين بينغ للعام الثقافي بين البلدين 2016 في حفل أسطوري أقيم بمدينة الأقصر العريقة.
وأشادت نورا رفاعي بإعلان الصين تقديم 10 آلاف منحة دراسية و10 آلاف منحة تدريبية للطلاب العرب ومن بينهم المصريون حيث سيسهم ذلك في زيادة حجم التبادل الطلابي وتوطيد أواصر الصداقة بين الجانبين، معربة عن أملها في أن تشمل هذه المنح الدراسية تخصصات جديدة وكذا تخصصات يتطلبها سوق العمل بالبلدان العربية وتمنياتها بزيارة بلد سور الصين العظيم والحصول فيها على دورات تدريبية في تخصصها الدراسي.
وأضافت نورا رفاعي أن الجامعات المصرية تذخر بطلبة لديهم عقول فذة يستحقون تخصيص جزء من هذه المنح لهم لتنمية مواهبهم ومساعدتهم على رفع مستوياتهم التعليمية في دولة تهتم بالنهوض بالتعليم وتطويره واستطاعت تحقيق تقدم كبير لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ومن جانبه ذكر أحمد الطائفي، وهو طالب سعودي يدرس في مرحلة الماجستير في تخصص علم هندسة الاتصالات بجامعة بكين للاتصالات والبريد، لـ((شينخوا)) أن مقترح الرئيس الصيني بشأن التعاون التعليمي يمثل خطوة جادة في تقوية العلاقات بين الجانبين، مضيفا أنه "لا يخفي على الجميع أن الصين قدمت في السنوات الماضية منحا للطلاب السعوديين للدراسة في الصين، وتأتي الآن زيارة الرئيس الصيني للسعودية وزيادة المنح المقدمة للطلاب السعوديين لتدل على أن العلاقات بين البلدين تتطور وستواصل تطورها على الدوام".
كما عبر الطائفي عن إعجابه بزيارة الرئيس شي لوطنه، قائلا "تربطنا بالصين علاقات منذ زمن بعيد وهي علاقة قوية وودية وبيننا وبين الصين تعاون في شتي المجالات. وفي الحقيقة كانت زيارة الرئيس الصيني للمملكة العربية السعودية زيارة شرف لنا وقد سعدنا بهذه الزيارة التي أعطت دفعة كبيرة لعلاقاتنا، وأتمنى أن يكرر الرئيس الصيني زيارته لنا من حين إلى آخر".
والآن في مصر تلقى دراسة اللغة الصينية ترحابا كبيرا من الطلاب المصريين، إذ أعربت نورا سعيد فراج خريجة قسم اللغة الصينية بكلية الآداب جامعة القاهرة والتي عينت حديثا معيدة في قسم اللغة الصينية بكلية الآداب جامعة حلوان، أعربت لـ ((شينخوا)) عن سعادتها بزيارة الرئيس الصيني لمصر والتي جاءت عقب زيارتين قام بهما الرئيس السيسي للصين، قائلة إن المصريين انتظروا بفرح زيارة الرئيس شي وأولوها اهتماما كبيرا حيث علقت الأعلام المصرية والصينية على طول الطرق الرئيسية وقامت جميع الصحف المصرية بتغطية شاملة لهذه الزيارة الهامة.
وحول توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين مصر والصين خلال زيارة الرئيس شي لمصر تناول بعض منها المنح التعليمية، قالت نورا فراج "إنه أمر في غاية الأهمية بالنسبة للطلاب المصريين، إذ إنه يتيح لهم فرص للدراسة في الصين، ما يساعدهم في التعرف على الثقافة الصينية بصورة أعمق و "إنني أقدر أهمية هذه المنح والفرص في ضوء دراستي للغة الصينية".
واختتمت نورا فراج حديثها قائلة إن العديد من المصريين لديهم شغف بالثقافة الصينية ويتمنون زيارة الصين والتعرف عن قرب على حضارتها وثقافتها وعادات شعبها.