النازحون السوريون في لبنان(صورة شينخوا) |
بيروت 26 يناير 2016 / أدت عاصفة أطلق عليها اسم "تالاسا" تضرب لبنان والحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط منذ يوم (السبت) الماضي إلى زيادة معاناة النازحين السوريين في لبنان وخصوصا المقيمين في تجمعات وخيم عشوائية.
وكانت مناطق الشمال اللبناني الأكثر عرضة لقسوة وشدة العاصفة الثلجية مما تسبب بوقوع أضرار جسيمة في خيم النازحين وغرف الصفيح التي يقيمون فيها في "طرابلس" كبرى مدن الشمال.
في "حي التنك" العشوائي في "طرابلس" حيث تقيم عشرات العائلات السورية النازحة في غرف صغيرة اسقفها من صفيح تسربت مياه الامطار والوحول إلى هذه الغرف واتلفت محتوياتها واجبرت بعضهم على المغادرة المؤقتة للاقامة عند أقارب أو أصدقاء.
النازحة ليلى خميس (50 عاما) قالت لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه "رغم كل التحذيرات بامكانية حصول كوارث إنسانية بالنسبة للنازحين في المخيمات والعشوائيات لم نتلق اي مساعدة للاستعداد لمواجهة العاصفة.
وأضافت "نعيش ظروفا صعبة فقد اجتاحت المياه منازلنا في الحي وضرب الصقيع الجميع من أطفال ومسنين ليقعدهم المرض من دون أن تتحرك أية جهة او منظمة دولية لمساعدتنا."
وقالت "امضيت مع اولادي ليلة كاملة في سحب المياه من غرفتنا التي نعيش فيها، وفي اليوم التالي حاولنا تحصين الغرفة بالنايلون السميك الا ان الريح اقتلعته."
وأشارت إلى أن كل ممتلكاتها قد تبللت بالمياه وأن بعضها قد تلف وأنها لا تستطيع تعويضها.
وأوضح محمد ياسين (55 عاما) "معظم العائلات السورية تواجه مشكلة تأمين وسائل التدفئة التي تعمل على الحطب أو المازوت أو الغاز وهي متوافرة لمن يملك المال".
وقال "أقيم مع أولادي الثلاثة وزوجتي في غرفة من صفيح، وقد انتقلت منها مع بدء العاصفة إلى غرفة ابن عمي المجاورة لي كونه افضل حالا وذلك بسبب تسرب المياه إلى غرفتي".
وأشار إلى أن "حي التنك تغيب عنه البنى التحتية فلا طرق مرصوفة أو اعمدة انارة ولا شبكة لتصريف مياه الامطار أو مياه الصرف الصحي التي تفيض إلى الغرف لتجتاحنا الأمراض بعد الصقيع والأمطار."
يذكر أن "تالاسا" التي ستنحسر عن لبنان يوم غد "الأربعاء" كانت تسببت بتدن كبير في درجات الحرارة وتساقط أمطار غزيرة على السواحل وثلوج كثيفة على المرتفعات والى قطع عدد من الطرق بسبب تراكم الثلوج والجليد وسوء الرؤية والرياح القوية.
كما أدت العاصفة إلى أضرار في الممتلكات وإتلاف العديد من المزروعات وحاصرت الثلوج والجليد العديد من المناطق والقرى الجبلية اللبنانية التي ترتفع أكثر من ألف متر عن سطح البحر.
ويستضيف لبنان نحو مليون و200 الف نازح سوري مسجل لدى مفوضية الامم المتحدة للاجئين يعيشون وسط أوضاع صعبة ذلك أن 70 في المئة من النازحين هم تحت خط الفقر في وقت تعجز الحكومة اللبنانية عن تلبية متطلباتهم حيث يشكل وجودهم ضغوطا خدماتية واقتصادية وأمنية على البلاد.