تقرير إخباري: الرئيس شي يختتم زيارة تاريخية للسعودية بإقامة تعاون في مجال الطاقة

الرياض 20 يناير 2016 /بعد حضوره مراسم تدشين مصفاة ياسرف النفطية وهي أكبر مشروع استثماري صيني في المملكة العربية السعودية اختتم الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارته للمملكة والتي وصفت "بالتاريخية".

وشهدت الزيارة التي امتدت ليومين رفع العلاقات الصينية السعودية وتأسيس تعاون في مجال الطاقة بين البلدين.

* تأسيس تعاون في مجال الطاقة

حضر الرئيس شي والعاهل السعودي الملك سلمان حفلا في مركز الملك عبد الله لبحوث ودراسات البترول وذلك لتدشين مصفاة نفط ياسرف وهو مشروع مشترك بين شركة أرامكو السعودية وسينوبيك الصينية وتعد المصفاة أكبر استثمار صيني في المملكة.

وقال الرئيس شي إن التعاون في مجال الطاقة بين البلدين حقق منافع لها جدوى لشعبي البلدين.

وقال إن تدشين المصفاة النفطية لا يتطابق فقط مع إستراتيجية التنمية الوطنية السعودية لكنه يعتبر أيضا تنفيذا لإستراتيجية التعاون الصيني مع بلدان المنطقة التي تشملها مبادرة الحزام والطريق وهي الرؤية التي وضعها الرئيس شي في عام 2013 لتعزيز الترابط والتنمية المشتركة على طول البلدان الواقعة على طريق الحرير القديم البري والبحري.

وقالت الشركة إن المصفاة مقامة على مساحة 5.2 مليون متر مربع في مدينة ينبوع الصناعية على الساحل الغربي للمملكة حيث ستلعب المصفاة الجديدة دورا أساسيا في مستقبل الصناعات في مدينة ينبوع.

وتعد تلك المصفاة هي أول مشروع لمصفاة نفط صينية تبني خارج البلاد حيث وقعت الشركتان عقدا في مطلع عام 2012 باستثمارات بلغت قرابة 10 مليارات دولار حيث تبلغ قيمة حصة أرامكو 62.5 بالمئة بينما تبلغ حصة شركة سينوبيك 37.5 بالمئة.

ويعد التعاون في مجال الطاقة بمثابة العنصر الأساسي في زيارة شي، حيث اتفق زعيما البلدين على بناء تعاون مستقر وطويل الأمد في مجال الطاقة.

من ناحية أخرى، قال الرئيس شي خلال اجتماع مع رئيس مجلس التعاون الخليجي إن بلاده مستعدة إلى تنفيذ تعاون شامل في مجال الطاقة مع دول الخليج من أجل تأسيس سوق مستقر ودائم للطاقة لدول مجلس التعاون الخليجي.

وتعد السعودية أكبر مصدر للنفط الخام للصين واكبر شريك تجاري للصين في غرب أسيا، ووصلت التجارة الثنائية بين الرياض وبكين 69.1 مليار دولار في عام 2014، وارتفع 230 ضعفا عما كان عليه في عام 1990، حينما اسس البلدان علاقات دبلوماسية بينهما.

* رفع العلاقات الثنائية

وقال الرئيس شي خلال حديثه عن زيارته للمملكة أنه راض تماما عن نتائج زيارته للمملكة والتي شملت تحديث العلاقات الثنائية وتشكيل لجنة رفيعة المستوى لإدارة وتنسيق علاقات التعاون الثنائية.

وكان شي قد عقد مباحثات مع الملك سلمان فور وصوله للرياض امس الثلاثاء، وقد قرر الجانبان رفع العلاقات الثنائية بينهما لمستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة.

وحول رفع العلاقات الثنائية بين بكين والرياض قال شي "انني اعتقد ان تعزيز الثقة الإستراتيجية الثنائية، سيؤدى الي إنجازات في تعاوننا القائم على منفعة الطرفين، وسيساعد في تيسير وتوسيع مصالحنا المشتركة في مجال الشؤون الدولية والإقليمية."

ووقع الجانبان مذكرة تفاهم في التعاون الصناعي والموافقة على التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، علاوة على عقد اتفاقات للتعاون في مجالات تغطي قطاعات مثل الطاقة والإتصالات والبيئة والثقافة والفضاء والعلوم والتكنولوجيا.

واعلنت الصين ومجلس التعاون الخليجي أيضا الالتزام بالعمل عن كثب من أجل ابرام اتفاق للتجارة الحرة خلال 2016.

وخلال محادثات الرئيس شي مع الملك سلمان، رحب الزعيمان باستئناف المحادثات بين الصين ودول الخليج حول اتفاق التجارة الحرة وقالا إنهما يشعران بالسرور لرؤية تحقق تقدم ملموس.

وكانت الصين ودول مجلس التعاون الخليجي الذي يضم الإمارات والبحرين وقطر وعمان والسعودية والكويت قد بدأ في محادثات ابرام اتفاق التجارة الحرة مع الصين في يوليو 2004، وكانت المحادثات قد علقت في 2009.

كما اعلن البلدان أيضا في بيان التأكيد على مواقف البلدين المشتركة حيال بعض القضايا الإقليمية مثل قضايا فلسطين وسوريا واليمن ومكافحة الإرهاب وشرق أوسط خال من الأسلحة النووية.

وتعد تلك الزيارة هي الأولى من نوعها التي يقوم بها الرئيس الصيني للسعودية منذ سبع سنوات وقد غادر الرئيس شي صوب القاهرة في زيارة رسمية اليوم وهي المحطة الثانية في جولته في الشرق الأوسط التي تشمل أيضا إيران.