بكين 18 يناير 2016 /من المقرر أن تلقي جولة الرئيس الصيني شي جين بينغ المقبلة فى السعودية ومصر وايران الضوء على دور بلاده البناء في تعزيز السلام والتنمية بالشرق الاوسط.
السلام والاستقرار
يتضمن الجدول المزدحم لجولة الرئيس شي اجتماعات مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ال سعود والرئيس الايراني حسن روحاني وكلمة فى مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة. وفي كلمته, سيوضح شي سياسات الصين ومقترحاتها لتعزيز السلام والتنمية في المنطقة.
وقال نائب وزير الخارجية تشانغ مينغ في بيان صحفي اليوم (الاثنين)، انه في تلك الاجتماعات, سيجري شي وزعماء الشرق الاوسط تبادلات مكثفة للاراء بشأن القضايا الاقليمية والدولية الكبرى لدفع السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وخلال زيارته للرياض, سيعقد شي اجتماعات منفصلة مع الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني والامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اياد امين مدني.
وتتبنى الصين دائما موقفا عادلا ومتوازنا فيما يخص تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الاوسط, وفقا لما قال تشانغ.
فقد حافظت الصين على اتصالات شاملة مع دول الشرق الاوسط للمساعدة في تخفيف حدة التوتر بها. وستواصل الصين, خلال جولة شي, القيام بدور بناء في تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الاوسط.
ويقول باي ليان لي، باحث مساعد في معهد الصين للدراسات الدولية، "ستساعد جولة شي في تحديد اطار الدور الجديد والفعال الذي ترغب الصين القيام به في الشرق الاوسط."
وأوضح ان الصين من الدول المعدودة في العالم التى تحافظ على علاقات سليمة مع ايران والسعودية وتركيا واسرائيل في وقت واحد. وتابع بان جولة شي في الشرق الاوسط عند هذا المفترق تعكس الاولوية الكبرى التي توليها الصين للمنطقة في سياستها الخارجية. وستساعد الجولة في اعادة صياغة دور الصين في الشرق الاوسط وتحديد اتجاه النمو المستقبلي للعلاقات بين الصين والشرق الاوسط.
مكافحة الارهاب
وللدول الثلاث التي سيزورها شي خلال جولته الشرق اوسطية الاولى نفوذ كبير في المنطقة.
وبحسب نائب وزير الخارجية تشانغ, تتبنى الصين دائما موقفا عادلا ومتوازنا إزاء القضايا الساخنة في المنطقة. وأكد على موقف الصين الثابت من الارهاب وقال إن شي سيتبادل الاراء مع قادة الدول الثلاث بشأن القضايا الاقليمية والدولية.
وقال تشانغ إن الصين والشرق الاوسط من ضحايا الارهاب وهما مشاركان مهمان في التعاون الدولي لمكافحة الارهاب.
وتابع "اننا مستعدون لمواجهة تحدي الارهاب معا."
وخلال السنوات القليلة الماضية, ضاعفت الصين جهودها للوساطة في القضايا الحساسة في الشرق الاوسط وقامت بدور فريد في حل الازمة النووية الايرانية وقضية جنوب السودان وازمة اليمن.
ويقول باي ليان لي "تكشف زيارة شي للدول الثلاث الموارد الدبلوماسية والحكمة السياسية التى جمعتها الصين في معالجة تلك القضايا."
وتؤكد الصين على ان تعزيز التنمية اساسي في تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة. ودعمت الصين بقوة كافة دول المنطقة لاستكشاف مسارات التنمية وفقا لمصالحها الوطنية الخاصة. وعارضت الصين المعايير المزدوجة في مكافحة الارهاب وربط الارهاب بدين معين وقضايا عرقية معينة.
وتشارك الصين حاليا باكثر من 1700 جندي حفظ سلام في الشرق الاوسط, ما يمثل اكثر من نصف العدد الذي ارسلته البلاد للخارج للمشاركة في مهام حفظ السلام العالمية.
اغتنام الفرصة
ستساعد زيارة شي في التخطيط للتعاون البراجماتي مع الدول الثلاث وتحقيق نتائج. وبحسب نائب وزير الخارجية تشانغ, من المحتمل ان تظهر مشروعات تعاون في مجالات الطاقة والبنية الاساسية والتجارة والاستثمار والطاقة النووية والفضاء والاقمار الصناعية والطاقة الجديدة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والتعاون الشعبي.
واضاف تشانغ ان التعاون المالي سيصبح أيضا نقطة هامة للتعاون بين الصين والدول الثلاث.
وستساعد زيارة شي السعودية في رفع العلاقات الثنائية الى مستوى شراكة استراتيجية شاملة. وسيشهد مع الملك سلمان توقيع سلسلة وثائق تعاون وخطط نمو للعلاقات الثنائية في العقد المقبل.
وتابع "لاقت مبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس شي, استجابة حماسية من دول الشرق الاوسط."
واشار الى ان العلاقات الصينية الايرانية تواجه فرص ضخمة للنمو حيث تطور ايران تفاعلاتها مع المجتمع الدولي بصورة كبيرة. وقال ان البلدين سيوقعان وثائق تعاون خلال زيارة شي التاريخية لطهران.
واستطرد "ستواصل الصين دعم الشركات الصينية للمشاركة في مشروعات فى قطاع الطاقة الايراني," مؤكدا على ان ذلك التعاون التجاري شفاف وطبيعي ومفتوح.
وخلال زيارة شي لمصر, سيطور البلدان خطة شاملة لتعزيز التعاون وسيحضر شي مراسم توقيع عدد من وثائق التعاون وكشف النقاب عن المرحلة الثانية من منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصينية المصرية في السويس.
وستمثل الزيارة معلما بازرا حيث يحتفل البلدان بالذكرى الستين لاقامة علاقات دبلوماسية في القاهرة.
وفي كلمته بمقر جامعة الدول العربية, سيطرح شي مقترحات جديدة حول تعميق التعاون البراجماتي بين الصين ودول الشرق الاوسط.
وخلال العقد الماضي, نما حجم التجارة بين الصين والشرق الاوسط من 20 مليار دولار الى 230 مليار دولار. ومن المتوقع ان يصل الرقم الى 500 مليار بحلول 2020.
وبحسب باي ليان لي, فالزيارة ستعزز الصداقة العريقة وستعمق الثقة المتبادلة والتعاون البراجماتي والتبادلات الثقافية سعيا الى تحقيق التنمية المشتركة.
التبادلات الثقافية
وستكون التبادلات الثقافية نقطة تركيز أخرى في جولة شي.
وسيلقي كلمة هامة للدول الشرق اوسطية والعربية بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة. وسيقدم جوائز لافراد قدموا اسهامات بارزة للصداقة الصينية العربية.
وسيحضر شي حفلا بمناسبة بداية عام التبادل الثقافي بين مصر والصين.
وخلال زيارته للسعودية وايران, ستتوصل الدول الى اتفاقيات بشأن تعزيز التبادلات الشعبية.
وتدعم الصين دائما التبادلات العادلة بين الثقافات المختلفة واحترام التنوع.
ويقول لي قو فو، مدير ادارة الشرق الاوسط في معهد الصين للدراسات الدولية، إن الصين ودول الشرق الاوسط شهدت معاناة مماثلة خلال عصر الاستعمار ولديهم الامال المشتركة للتنمية. واضاف ان تلك الدول بحاجة حاليا الى تعزيز التفاهم المتبادل من اجل استغلال فرص التعاون الضخمة.