بكين 17 يناير 2016 / ذكر سفير إيران لدى بكين علي أصغر خاجي أن إيران والصين ستفتحان عهدا جديدا في العلاقات الثنائية بتدشين الشراكة الاستراتيجية بين البلدين خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لطهران الأسبوع المقبل ضمن جولته الشرق الأوسطية , معربا عن ترحيب بلاده بمشاركة الشركات الصينية في مشاريع النفط والغاز والبتروكيماويات بأي شكل من الأشكال .
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها السفير الإيراني لوسائل الإعلام الصينية قبل زيارة الرئيس شي بزيارات دولة الى كل من السعودية ومصر وإيران خلال الفترة من 19 الى 23 يناير الجاري.
وقال السفير خاجي إن علاقات البلدين شهدت تطورا سريعا في مجالى الاقتصاد والتجارة خلال السنوات الماضية الأخيرة، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجارى الثنائي لم يتجاوز 500 مليون دولار عام 1994ولكنه قفز إلى 52 مليار دولار عند نهاية عام 2014، بزيادة قدرها 1200% . ومن المقرر أن يتشاور الجانبان خلال زيارة الرئيس شي بشأن إبرام اتفاقيات تعاون في مجالات الطاقة والصناعة والعلوم والتكنولوجيا والسكك الحديدية والموانئ .
وأضاف السفير خاجي إن إيران تتصدر المرتبة الأولى في العالم من حيث إجمالى احتياطات الغاز الطبيعي والنفط بينما تعد الصين من أكبر مستوردي الطاقة في العالم . وأظهرت بيانات إحصائية رسمية أن طلب الصين على الطاقة المستوردة خصوصا الطاقة النظيفة مثل الغاز الطبيعى سيزداد باستمرار في المستقبل، "ونحن في إيران نرحب بمشاركة الشركات الصينية في مشاريع النفط والغاز والبتروكيماويات بأي شكل من الأشكال" .
وأبدى السفير خاجي تقديره العالي أيضا للدور البناء الذي لعبته الصين في دفع التوصل إلى الاتفاق الشامل بشأن البرنامج النووى الإيراني خلال المفاوضات الماراثونية مع الدول الكبرى, داعيا إلى مواصلة إسهام الصين في عملية تنفيذ الاتفاق وتعزيز الجهود المشتركة بين الجانبين في مكافحة الإرهاب والتطرف.
يذكر أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أشاد اليوم (الأحد) برفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوباتهما المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي بعد تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلتزام طهران بالإتفاق الذي وقع في يوليو الماضي، وكان الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو قد أعلن يوم السبت الماضى في فيينا أن "إيران أنجزت المراحل التمهيدية الضرورية لبدء تطبيق الاتفاق فدخل الاتفاق حيز التنفيذ".
كما استعرض السفير خاجي التاريخ الطويل للعلاقات بين إيران والصين كبلدين ذى حضارة عريقة قدم كلاهما مساهمة كبيرة للحضارة الإنسانية , مضيفا أن البلدين ستعلنان عن إقامة شراكة استراتيجية بينهما خلال زيارة الرئيس شي، واصفا إياها بأنها "علامة هامة ستفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية".
وفيما يتعلق بمبادرة الحزام والطريق, أشار السفير إلى أن إيران لعبت دورا مهما في طريق الحرير القديم كجسر يربط بين الصين والغرب وتتطلع إلى لعب دور أكبر في عملية تنفيذ هذه المبادرة.
وأكد السفير خاجي أن مبادرة "الحزام والطريق" ستسهم في تطوير الاقتصادات وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مجددا التأكيد على أن بلاده تهتم وترحب بالمبادرة التي طرحها الرئيس شي وقد شكلت الحكومة الإيرانية لجنة وزارية خاصة للتنسيق في هذا الشأن, واتفق البلدان على إبرام مذكرة تعاون بشأن مبادرة الحزام والطريق خلال زيارة الرئيس شي لطهران, الأمر الذى سيسهم في دفع المشاريع الكبرى قدما .