الدوحة 2 ديسمبر 2015/ عقدت قطر وتركيا اليوم (الأربعاء) أول اجتماع للجنة الاستراتيجية العليا برئاسة زعيمي البلدين في الدوحة حيث بحثتا أزمات المنطقة وفي مقدمتها الإرهاب والأزمة السورية، وأكدتا تطابق المواقف بهذا الشأن، فيما وقعتا 15 اتفاقية وتفاهما في مجالات بينها الأمن والطاقة.
وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في تصريحات صحفية عقب الاجتماع الذي عقده مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه جرى خلال الاجتماع مناقشة كافة القضايا التي تهم البلدين وتناول مشاكل المنطقة ومنها ظاهرة انتشار الارهاب.
وأضاف الأمير "كلنا معنيون بمحاربة الإرهاب ولكن يجب البحث عن السبب الرئيسي لظهور المجموعات الإرهابية ، فكلنا متفقون على أن ذلك السبب هو الأنظمة القمعية الموجودة في المنطقة" في إشارة إلى النظام السوري.
وذكر أنه تم التحدث خلال الاجتماع عن آمال الشعوب في المنطقة وبالأخص بداية الربيع العربي في العام 2011، لافتا إلى أن الشباب كانوا مفعمين بالآمال لكن آمالهم أجهضت وأصيبوا بالإحباط، وانشغل العالم بعدها بحوادث الإرهاب.
وأكد أن مواقف بلاده والجمهورية التركية ثابتة ومتماثلة في القضايا التي تخص المنطقة، معربا عن تقديره لتركيا حيال مواقفها الثابتة بالنسبة للقضايا العربية وبالأخص القضية الفلسطينية القضية الرئيسية للعرب، والأزمة السورية واهتمام تركيا بها.
ووصف العلاقات بين البلدين بأنها متطورة جدا ليس على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري فحسب ولكن أيضا على مستوى التنسيق الاستراتيجي العالي بينهما.
وأشار إلى أن اللقاء مع الرئيس أردوغان كان متميزا جدا حيث تم التوقيع على 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وسيتم التوقيع على اتفاقيات أخرى في المستقبل تعزز العلاقات بين البلدين وتصب في مصلحة الشعبين.
من جانبه، قال أردوغان إن بلاده وقطر تقفان في صف واحد في مكافحة الارهاب وهو أمر مهم ومستمر ، مضيفا أن "الكفاح الذي خضناه وسنخوضه لمحاربة الإرهاب يهمنا جميعا، سواء كان في سوريا أو في فلسطين".
وذكر أن المنطقة والعالم الاسلامي يمران بمرحلة حرجة جدا، خاصة في فلسطين وفي سوريا ومصر وليبيا وفي عدد من المناطق مثل آراكان، مؤكدا ضرورة التضامن لتجاوز هذه الأزمات بالعمل والتعاون معا.
ولفت إلى أن هناك دورا مهما للمملكة العربية السعودية ولمجلس التعاون الخليجي ودولة قطر في هذه القضايا.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أفاد بأن هنالك علاقات متينة سياسية واقتصادية وتجارية وغيرها بين بلاده وقطر كانت هي محور النقاش والمباحثات، ويعد التوقيع على 15 اتفاقية بمثابة بداية قوية تعزز العلاقات بين الجانبين، كما تم الاتفاق على دعم التعاون الثنائي في المجالات العسكرية والمالية والاقتصادية.
وقال في هذا الصدد هنالك تعاون مشترك بيننا في مجال التجارة والاقتصاد، إلا أن تعاوننا في المجال العسكري مهم للغاية".
وتابع "أنا أعتقد ان تركيا وقطر سوف تمضيان نحو المستقبل بخطى ثابتة"، مشددا على ضرورة الانتقال إلى مراحل تنفيذ هذه الاتفاقات وانه سيتم التواصل بين جميع الوزراء المعنيين على مدار السنة.
وغادر أردوغان مساء اليوم العاصمة القطرية التي وصلها أمس في زيارة رسمية استمرت يومين رافقه فيها تسعة وزراء، ما يعكس بحسب مراقبين توجها نحو توسيع العلاقات والتعاون في عدة مجالات، بالتزامن مع توتر العلاقات التركية - الروسية على خلفية إسقاط الطائرة الروسية.
وكان ضمن الاتفاقات الـ 15 الموقعة بين البلدين اليوم مذكرة تفاهم أولية للتعاون في الغاز الطبيعي بين "قطر للبترول" و"بوتاس" التركية، لاستيراد تركيا الغاز الطبيعي المسال من قطر على المدى الطويل وبشكل منتظم، حيث بدأ الجانبان بالإعداد لاتفاق أساسي يحوي تفاصيل مدة الاتفاق وكمية الغاز المزمع استيراده، من المنتظر توقيعه في وقت قريب، بحسب تقارير.
ويعد احتياطي تركيا من النفط والغاز محدودا، حيث يعتمد البلد في تلبية الطلب عليهما على استيراد ما لا يقل عن 90 بالمائة ، وباعتبار قطر أحد الحلفاء المهمين لتركيا، تسعى الأخيرة نحو بدائل قطرية لمصادر الطاقة والغاز بعد أن فرضت موسكو عليها عقوبات اقتصادية لم تطل بعد قطاع الطاقة.
وصرح أردوغان لوسائل إعلام أمس بأن بلاده مستعدة للتخلي عن الغاز الروسي، المصدر الرئيسي للطاقة لديها، مضيفا "لم نعش دائما على الغاز الطبيعي كما تعرفون وهذا الشعب معتاد على الحرمان".
وتلبي روسيا نحو 28 إلى 30 مليون متر مكعب من الطلب التركي على الغاز الطبيعي البالغ نحو 50 مليار متر مكعب سنويا، بينما تزود الدوحة أنقرة بـ 1.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال عن طريق الصهاريج وفق اتفاق وقع بين البلدين في سبتمبر العام الماضي.
وقطر هي أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم إذ بلغت صادراتها 76.8 مليون طن العام الماضي، فيما تمتلك احتياطيا من الغاز يقدر بنحو 885 تريليون متر مكعب.
وقد شهدت العلاقات بين الدولتين ازدهارا كبيرا تجلى في إنشاء اللجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين في ديسمبر العام الماضي خلال زيارة أمير قطر إلى أنقرة لحسم الملفات الخاصة مباشرة، وتوقيع اتفاقية تعاون عسكري في مجالات التدريب والصناعة الدفاعية وتبادل نشر قوات مشتركة بين الدولتين إذا اقتضت الحاجة وإجراء مناورات عسكرية مشتركة.
وعلى الصعيد السياسي، يشكل التحالف القطري التركي حجر الأساس في السياسة الخارجية للبلدين تجاه قضايا المنطقة وتتطابق رؤيتهما في عدة ملفات لاسيما الموقف من الأزمة السورية، حيث تدعمان المعارضة السورية المسلحة التي تهدف إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وترفضان إشراك الأخير في أي حل سياسي مقبل.
أما على الصعيد الاقتصادي، فمن المتوقع أن يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين هذا العام 1.5 مليار دولار، صعودا من 800 مليون دولار في عام 2014، بعد أن كان هذا الرقم لا يتجاوز 38 مليون دولار في عام 2000.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn