انطلاق "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي 2015"

دبي أول نوفمبر 2015 / انطلقت اليوم (الأحد) أعمال الدورة الثانية لـ " ملتقى أبوظبي الاستراتيجي " الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية ومجلس الأطلسي بمشاركة أكثر من 300 من السياسيين والدبلوماسيين والاقتصاديين والأكاديميين من نحو 40 دولة.

ويناقش "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي 2015" على مدار يومين عددا من القضايا والملفات الاستراتيجية التي تعني المنطقة العربية بشكل عام ودول الخليج على وجه خاص من اجل ايجاد أرضية مشتركة لفهم أفضل للتحديات السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية والتحولات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط.

وأكدت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات في كلمتها الافتتاحية " أن الملتقى سيتناول موقع الخليج في العالم الجديد الذي يشهد تغيرات سريعة وفي منطقة تشهد تحولات عنيفة ".

واضافت ان ملتقى ابو ظبي الاستراتيجي سيركز على فهم التحديات وكذلك الفرص التي تقدمها التغيرات العالمية والإقليمية لدول الخليج واستشراف السيناريوهات المتوقعة للدور الخليجي في المشهد الإقليمي خاصة بعد عملية "عاصفة الحزم" والتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.

ولفتت إلى " أن الملتقى سيسعى الى محاولة ايجاد بدائل وسياسات استراتيجية تسهم في جعل العالم والمنطقة أكثر استقراراً، بعد أن أصبح الأمن الجماعي الدولي مهددا بالإرهاب والصدمات الاستراتيجية وتهديدات الفضاء المعلوماتي وغيرها من التهديدات ".

في سياق متصل، قال جون هانتسمان رئيس مجلس إدارة "مجلس الاطلسي" إن الملتقى يستقطب مشاركة واهتمام صناع القرار والباحثين الأكاديميين والمفكرين الاستراتيجيين الذين يدرسون ويحللون بشكل متواز، طيفا واسعا من القضايا الحيوية والملحة لتحديد الحلول التي تناسب التحديات التي تواجه المنطقة والعالم اليوم.

وأضاف " إن المجلس الأطلسي أطلق أخيرا مبادرة استراتيجية لتحديد معالم السياسية الأمريكية الخارجية في العالم، من ضمن أهدافها دعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الذي يحتاج الى مزيد من التفكير الاستراتيجي من جانب واشنطن".

بدورها، قالت فرانسيس تاونسند " التي شغلت منصب مستشارة الأمن القومي ومكافحة الإرهاب في إدارة الرئيس الأمريكي الاسبق بين عامي 2003 و 2008" ان العالم وفي مقدمته الولايات المتحدة يواجه أوقاتا صعبة فيما يتصل برسم سياسات ناجعة في المنطقة، ابتداء من سوريا والعراق وصولا إلى اليمن وليبيا.

إلى ذلك، قال الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية " إن دولة الإمارات ترى أن الأيديولوجيات المتطرفة والإرهاب وجهان لعملة واحدة ويعززان بعضها البعض مما يؤدي إلى المساهمة في عدم الاستقرار كما ان المعركة ضد التطرف والإرهاب ليست مجرد معركة مادية ولكن لها أيضا بعدا عقائديا وفكريا ومجتمعيا ".

ولفت قرقاش الى أن دولة الإمارات ستستمر مع شركائها الإقليميين في العمل بجد للحفاظ على وحدة اليمن، مؤكدا دعم الدولة لجهود الأمم المتحدة الرامية الى التوصل إلى حل سلمي في اليمن.

وفيما يتعلق بسوريا، أكد أن " هذه الأزمة ليست فقط لجيران سوريا ولكن أيضا بالنسبة للمجتمع الدولي وعلى نطاق أوسع "، مشددا على أهمية مضاعفة الجهود وإيجاد حل سياسي يستند إلى بيان جنيف.

وأعرب عن اعتقاده أنه إذا اتخذت إيران خطوات ملموسة وعملية لبناء الثقة وحل خلافاتها مع جيرانها العرب بالوسائل السلمية فإن فرص الاستقرار النامية في جميع أنحاء العالم العربي ستنمو.

واعتبر قرقاش أن التحديات التي تواجه أمن العالم العربي شاقة وان كافة المؤشرات تشير إلى خيارات وحلول صعبة في الوقت الحالي وخلال السنوات المقبلة.

وأكد أن لدى حكومة دولة الإمارات رؤية للمنطقة وتسعى جاهدة لتعزيز أجندة الاعتدال جنبا إلى جنب مع الجهود الكبيرة والمتواصلة لدعم منطقة حيوية ومستقرة.

وطرحت الجلسة الاولى في الملتقى التي عقدت تحت عنوان " الخليج في العالم الجديد " تساؤلات واضحة حول جملة من القضايا الأمنية والاستراتيجية بالغة الحساسية التي تضغط الآن واكثر من أي وقت مضى على صناع القرار الخليجيين وشعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للوصول إلى مقاربات تتجاوز توصيف الأزمات إلى رسم معالم لسياسات واستراتيجيات قادرة على حفظ الأمن والسلم الخليجيين وسط تحديات متجددة.

من جانبه، قال جيمس جونز المستشار السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي رئيس مجلس إدارة "مركز برنت سكوكروفت للأمن الدولي في "المجلس الأطلسي" .. إنه يجب على الولايات المتحدة الأمريكية التوقف عن اتباع سياسة قائمة على رد الفعل واتخاذ قرارات متأخرة فيما يتعلق بشؤون الخليج والمنطقة.

ودعا جونز دول الخليج العربي إلى تشكيل حلف عسكري فيما بينها شبيه بحلف الأطلسي حيث يعتبر التهديد لأي عضو فيه هو تهديد لجميع دول التحالف، مشددا على أهمية أن تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية خطوات جدية في دعم حلفائها في هذا الحلف تعزيزا لمناخ الثقة الذي بات مهددا بين الجانبين وحماية أيضا لمصالح الولايات المتحدة نفسها.

وركزت الجلسة الثانية للملتقى التي عقدت تحت عنوان "التحولات الداخلية في بلدان الربيع العربي" على رصد تأثير التغييرات في البلدان العربية التي تمر بمراحل انتقالية عسيرة على المنطقة وتحديدا على دول الخليج.