بكين 7 أكتوبر 2015 /منذ أن بدأت موسكو شن غارات جوية على أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في سوريا يوم الأربعاء الماضي، أثارت تحركات الجيش الروسي ردود أفعال مختلفة من الدول الغربية ودول المنطقة.
- غارات جوية مكثفة:
في جولة جديدة من الغارات الجوية دمرت الطائرات الروسية مقرا تابعا لتنظيم الدولة الإسلامية وهو ما أسفر عن مقتل 40 ارهابيا وفقا لما ذكرت وكالة أنباء (ريا نوفوستي) الروسية نقلا عن مصدر عسكري روسي امس الثلاثاء.
وقال المصدر للوكالة "تم تدمير مقر تنظيم الدولة الإسلامية والعديد من الشاحنات ومدرعة للمشاة، ولقي ما يتراوح بين 35 و40 إرهابيا مصرعهم نتيجة الغارة الجوية الموجهة".
ونفذت طائرات روسية من طراز سوخوي-25 وسوخوي-24 ام وقاذفات قنابل سوخوي-34 بدعم من طائرات سوخوي-3- فلانكر 20 عملية خلال أول جولة من غاراتها الجوية يوم الأربعاء الماضي وقصفت 8 أهداف وفقا لما أعلن مركز القيادة.
ويوم الاثنين أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الجوية المتمركزة في سوريا نفذت 25 مهمة خلال الساعات الأربع والعشرين ساعة الماضية وقصفت 9 منشآت تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي.
وأعلنت الوزارة أن الغارات الجوية ألحقت ضررا هائلا بقيادة تنظيم الدولة الإسلامية وشبكات اللوجستيات وكذلك البنية التحتية المطلوبة لإعداد الانتحاريين.
قلق التحالف الغربي:
أعربت الولايات المتحدة والناتو عن قلق بالغ بسبب التحركات العسكرية الروسية، وقالوا إن روسيا تستهدف بشكل رئيسي المتمردين المناهضين للحكومة لدعم حليفهم الرئيس بشار الأسد.
كما اتهموا روسيا أيضا بشن غارات جوية مكثفة وأحيانا غير منسقة في سوريا، وحثوا موسكو على وقف الهجمات على المعارضة السورية والمدنيين.
لكن موسكو نفت تلك الاتهامات وقالت إنها لا تمتلك أية أجندة سياسية في سوريا وأن الغارات تستهدف مواقف لتنظيم الدولة الإسلامية وهو ما يتماشى مع أولويات الولايات المتحدة هناك.
وامس أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن مستعدة لاستئناف محادثات فض الاشتباك مع الكرملين حول العمليات العسكرية في سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر خلال مؤتمر صحفي دوري "شهدنا خلال اليومين الماضيين الخطر الموجود على الأرض بسبب التداخل في العمليات، لذلك نحتاج للحوار مع روسيا حول فض الاشتباك في العمليات".
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أيضا في وقت سابق امس أنها مستعدة لعقد اجتماع مع المسؤولين الروس مجددا "في أقرب وقت ممكن".
من جانب آخر انتقد الناتو يوم الاثنين العمليات العسكرية الروسية في سوريا، وقال إنها "أدت لسقوط ضحايا مدنيين".
وقال الناتو "أدت الهجمات التي نفذتها القوات الجوية الروسية في حماه وحمص وادلب لسقوط ضحايا مدنيين ولم تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية" ووصف بيان الناتو تلك التحركات بالانتهاك الشديد للمجال الجوي التركي وللناتو. وأعرب الحلف عن "تضامنه الشديد" مع تركيا، وقال إنه "سيواصل متابعة التطورات على الحدود الجنوبية الشرقية للناتو عن كثب".
وشدد السكرتير العام للناتو ينس اشتولتنبرج على أن "الطائرات الحربية الروسية انتهكت المجال الجوي التركي" وهو "ما لا يبدو مصادفة وقد شاهدنا اختراقين خلال عطلة نهاية الأسبوع".
وقالت تركيا أمس إن 8 طائرات من طراز اف-16 كانت تقوم بدوريات على الحدود السورية وتعرضت لمضايقات من طائرة مجهولة من طراز ميج-29 ونظام دفاع صاروخي يوم الاثنين.
وتعد تلك ثاني حادثة من هذا النوع بعد أن تعرضت طائرتان تركيتان من طراز اف-16 لمضايقة أثناء القيام بدورية على الحدود السورية من طائرة ميج-29 يوم الأحد.
وقامت وزارة الخارجية التركية باستدعاء السفير الروسي لدى أنقرة مجددا يوم الاثنين للاحتجاج على تلك الانتهاكات، وحذرت من "النتائج غير المحمودة" لمثل تلك الانتهاكات.
وألقت وزارة الدفاع الروسية اللوم يوم الاثنين على الطقس السيء للانتهاك القصير الذي حدث للمجال الجوي التركي، وقالت "هذا الحادث كان نتيجة الأحوال الجوية السيئة في المنطقة. ولا يجب أن ينظر أحد لنظريات المؤامرة هنا".
- روسيا: لا وجود لأجندة سياسية:
صرحت فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد، مجلس الشيوخ بالبرلمان الروسي امس خلال اجتماعها مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في عمان إن روسيا ليس لديها أية أجندة سياسية في سوريا.
وقالت ماتفيينكو "إن روسيا تسعى فقط لمكافحة المنظمات الإرهابية بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية التي تشكل تهديدا للمنطقة والعالم بما في ذلك روسيا".
وقالت إن روسيا تؤمن بشدة أنه لا يوجد حل للأزمة في سوريا سوى عن طريق تسوية سياسية تحفظ وحدة سوريا واستقرارها .
في الوقت نفسه قال مساعد وزير الدفاع الروسي اناتولي انتونوف إن الجيش الروسي يرغب في توسيع نطاق التعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا.
وقال انتونوف امس "اننا مقتنعون تماما بأنه لا توجد دولة قادرة على التعامل مع التهديد المشترك للإرهاب بمفردها بغض النظر عن قوة الولايات المتحدة أو بريطانيا أو ألمانيا أو الناتو. لذلك نفضل توسيع نطاق التعاون الدولي".
وأضاف أن روسيا مستعدة لمشاركة بيانات مراقبة معينة حول مواقع وأنشطة تنظيم الدولة الإسلامية مع التحالف المناهض للتنظيم الإرهابي.
وأشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الاثنين إلى أن موسكو وواشنطن حافظتا على اتصالات رفيعة المستوى حول العمليات العسكرية في سوريا.
وأضاف لافروف أن تنظيم الدولة الإسلامية عدو لجميع الدول بما في ذلك العالم الإسلامي، وشدد على أن هناك حاجة لحل مشكلات التطرف والإرهاب "بشكل شامل".
وقالت مرضية أفخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية الأسبوع الماضي إن بلدها تعتبر العمليات العسكرية الروسية طريقا يمهد لحل الأزمة الراهنة في المنطقة.
ودعت إلى تعاون دولي مع حكومتي العراق وسوريا لاقتلاع جذور الإرهاب من تلك الدول.
وصرح الرئيس السوري في وقت سابق بأن الغارات الروسية الراهنة على مواقع الارهاب في سوريا فرص نجاحها كبيرة، مشيرا إلى أن فشل التحالف الذي تقوده روسيا قد يؤدي لدمار المنطقة.
وقال الأسد يوم الأحد "لدينا ثقة في أن التحالف بين سوريا وروسيا وايران والعراق مصيره النجاح، وإلا سنواجه دمار المنطقة بأكملها".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn