مقابلة: نائب رئيس الوزراء: روسيا تعلق آمالا كبيرة على تنمية منطقة الشرق الأقصى

موسكو 26 أغسطس 2015 /قال نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري تروتنيف، إن روسيا ستوفر مجموعة من السياسات التفضيلية للمستثمرين لتنمية منطقتها الشاسعة الواقعة بالشرق الأقصى، والتي تعلق البلاد عليها آمال كبيرة.

وقال تروتنيف، وهو أيضا المبعوث المفوض للرئاسة الروسية إلى منطقة الشرق الأقصى الفيدرالية، لوكالة ((شينخوا)) "لقد قلنا إن منطقة جديدة، تعد جاذبة قوية للاستثمارات، قد برزت على خريطة العالم".

وتعد منطقة الشرق الأقصى، الأكبر ضمن المناطق الفيدرالية التسعة في روسيا، وهي أيضا واحدة من الأقل سكانا، وتلقى المشاريع الاستثمارية الكبرى التي يتم تنفيذها في المنطقة اهتماما خاصا من الكرملين والحكومة الروسية.

وفي يوليو، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانونا يتضمن منح مدينة فلاديفوستوك في الشرق الأقصى و15 منطقة إدارية بحرية أخرى وضع "الميناء الحر".

وقال تروتنيف إن "الرئيس بوتين قد حدد تسريع عملية التنمية في الشرق الأقصى كهدف، واعتبرها الأولوية الأكثر أهمية في القرن الـ 21، لقد تم توكيلنا بمسؤولية كبيرة للتنفيذ".

وأوضح تروتنيف أن المنطقة تعتبر جذابة ليس لمواردها الغنية وقدراتها اللوجستية فحسب، بل أيضا لكونها محاطة بالأسواق الضخمة في البلدان السريعة النمو مثل الصين وكوريا الجنوبية واليابان، والتي يمكن أن تستفيد من استكشافها.

وأضاف أن الحكومة الروسية خلقت "كتلة من المزايا" لتسريع عملية التنمية الاجتماعية -الاقتصادية في الشرق الأقصى، بما فيها إعفاءات ضريبية وتبسيط الإجراءات الإدارية وإنشاء مركز إداري موحد.

وقال تروتنيف إن "جميع الوظائف الإدارية في الميناء الحر بفلاديفوستوك تتركز في هيئة واحدة، بالتالي لا يضطر الشخص إلى التعامل مع عدة هيئات حكومية".

كما أشار إلى أن روسيا تعتبر الصين أحد الشركاء الرئيسيين المحتملين للمشاركة في تنمية المنطقة.

وقال إن "شريكنا الصيني يتحدث عن طريق الحرير الجديد وممرات لوجستية جديدة، لا أحد يستطيع تخيل كل هذا بدون روسيا، والتي لديها حاليا القدرة على توفير وصول سريع إلى الموانئ الشرقية".

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد اقترح مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير مع مبادرة طريق الحرير البحري للقرن الـ 21، المعروفين باسم مبادرة "الحزام والطريق" في عام 2013.

وتجمع المبادرة معا دولا في آسيا وأوروبا وحتى إفريقيا من خلال شبكات طرق برية وبحرية، بغية تعزيز بناء البنية التحتية والتعاون المالي والتبادلات الثقافية في هذه المناطق، وتمر هذه الشبكات عبر أكثر من 60 دولة ومنطقة، يبلغ عدد سكانهم 4.4 مليار نسمة.

وقال تروتنيف إن رجال الأعمال الصينيين يستطيعون لعب دور فعال في الكثير من المشاريع مثل بناء السكك الحديدية ونقاط التفتيش الحدودية والحبال الجوية العابرة للحدود، مضيفا أن "روسيا تنوي مواصلة التعاون وتوسعته".

بالإضافة إلى ذلك، ستتم مناقشة حزمة من برامج الاستثمارات في المنتدى الاقتصادي الشرقي المقرر عقده خلال الفترة ما بين 3 و5 سبتمبر في فلاديفوستوك، وفقا لتروتنيف.

وكان بوتين قد اقترح عقد المنتدى، الذي يعد حدثا سنويا، لتسريع عملية التنمية في شرق روسيا ولتوسيع التعاون المتعدد الأطراف في منطقة آسيا-المحيط الهادئ.

وقال تروتنيف إن "المنتدى الاقتصادي الشرقي سيكون منصة يكتشف فيها الزملاء والشركاء والمستثمرون أن البيئة الاستثمارية في الشرق الأقصى قد تغيرت".