23°C~9°C

صور ساخنة

الأخبار الساخنة  |  التصويت

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    حصريا: العلاقات الصينية الأمريكية، حدود التعايش والصراع

    2015:09:30.14:37    حجم الخط:    اطبع

    وليدعبدالله، كاتب وباحث تونسي في شؤون شرق آسيا والعلاقات العربية الصينية

    ما هي أسس التوافق الصيني الأمريكي؟

    هل تقبل أمريكا بالصين كقوة عظمى في شرق آسيا؟

    هل تقبل الصين بالتصور الأمريكي لدورها في النظام الدولي؟

    أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ مؤخرا زيارة إلى الولايات المتحدة، هي الأولى منذ توليه السلطة، والأخيرة في ولاية الرئيس أوباما. وقد أثارت هذه الزيارة مجددا الكثير من النقاشات حول طبيعة العلاقات الصينية الأمريكية ومستقبلها في قادم السنوات، بين من يراها علاقة تعاون ومن يراها علاقة تنافس أو حتى صراع.

    خلال ما يزيد عن النصف قرن الماضي، دخلت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل متتالي في صراع مع 3 نماذج رئيسية من الدول، الدولة الفاشية، الدولة الشيوعية والدولة الدينية أو القومية، وساد جميع هذه العلاقات جو من العداء المعلن والشيطنة المتبادلة، والتعبئة الجماهيرية المضادة. وكانت المواجهة الأمريكية السوفيتية الأكثر شدّا للأنفاس وتوتيرا للسياسة والعلاقات الدولية، حيث كانت أمريكا والإتحاد السوفيتي من الإيديولوجية إلى نموذج التنمية، ومن التحالفات إلى المصالح، يمثلان الشيء ونقيضه، ولم يلجم هاتين القوتين العظميين من الإنزلاق إلى حرب كونية غير ترسانتهما العسكرية اللتان أتاحتا لهما إمكانية تدمير بعضهما البعض. لذلك يحلو للكثير من المؤرخين وصف "الحرب الباردة بـ"السلام الساخن" و"السلام الصعب"، أي السلام الذي فرضه الخوف من الفناء.

    قياسا إلى هذه التجربة، نجد أن "نظرية الردع" تشمل العلاقات الصينية الأمريكية في الوقت الحالي أيضا، فالصين وأمريكا يمثلان على التتالي ثاني إقتصاد عالمي وثالث قوة عسكرية، وأول إقتصاد عالمي وأول قوة عسكرية، ما يعني أن خيار المواجهة سيكون مدمرا للجانبين وللعالم. وإدراك الجانبين لهذه الحقيقة، هو ما سيجعل التعايش السلمي بين الصين وأمريكا خيار الرغبة والضرورة. ولإن علّمت تجربة الحرب الباردة الصين وأمريكا بأن السلام بينهما ضرورة، فقد جعلت العولمة السلام والتعاون خيارا طوعيا وبديهيا بالنسبة للبلدين، وهما اليوم أكثر قربا على مستوى الأفكار وأكثر ترابطا على مستوى المصالح.

    على المستوى الإقتصادي، تمثل أمريكا أكبر شريك تجاري بالنسبة للصين، وتمثل الصين ثالث أكبر شريك لأمريكا، كما توجد إستثمارات ضخمة متبادلة بين البلدين، ويوجد البلدين في وضع تكامل إقتصادي وليس تنافس، حيث تتطلع الصين للحصول على المزيد من التقنيات الأمريكية المتقدمة وتتطلع أمريكا للإستحواذ على حصة أكبر داخل السوق الصينية الضخمة، أكثر من ذلك، توجد علاقة طردية بين إقتصاديْ البلدين، يؤدي فيها نمو إقتصاد إحداهما لنمو إقتصاد الجانب الآخر، والعكس بالعكس، وخير مثال على ذلك آثار الأزمة المالية في أمريكا على الإقتصاد الصيني، وآثار تراخي النمو الصيني على الإقتصاد الأمريكي، كما توجود علاقة عكسية بين الإقتصادين في بعض القطاعات التجارية والسياسات النقدية، بما يصح وصف العلاقات الإقتصادية بين البلدين بالمفهوم الدبلوماسي الصيني "أنا بداخلك وأنت بداخلي". ويعد هذا الترابط الكبير على المستوى الإقتصادي، حجر الأساس في إستقرار وتطور العلاقات الصينية الأمريكية.

    على مستوى نموذج التنمية، تركت الصين منذ بدء سياسة الإصلاح والإنفتاح "الإقتصاد المخطط"، وإتبعت "إقتصاد السوق الإشتراكي"، وفي الوقت الحالي تعطي الصين مزيدا من الحرية للسوق في إدارة الإقتصاد، ويشهد القطاع الخاص إنتعاشا كبيرا، كما تنشئ العديد من مناطق التجارة الحرة، وهذا يخلق مزيدا من القواسم المشتركة مع نموذج التنمية الأمريكي.

    ثقافيا، لا توجد في الصين دعاية للكراهية تجاه أمريكا، على العكس هناك إعجاب كبير لدى الصينيين بالثقافة الأمريكية، كما يبدي الأمريكيون إعجابا متواصلا بسياسة الإصلاح الإنفتاح و"معجزة" التنمية الصينية، وهناك تبادل واسع النطاق بين الجامعات ومراكز الأبحاث من الجانبين، كما يعد الطلبة الصينيون في أمريكا الأكثر عددا بين الأجانب، ويعد الأمريكيون من بين الجنسيات الأكثر تعلما للغة الصينية، ويوجد أكبر عدد من معاهد كونفوشيوس الصينية بأمريكا، كما هناك إهتمام من حكومتي البلدين بتعزيز التبادل الثقافي والتعليمي بشكل مستمر. ويمكن القول أن الصين وأمريكا لا يتجهان أبدا إلى "صراع الحضارات" الذي ساد علاقات أمريكا ببعض الدول الأخرى.

    على مستوى السياسة الدولية، رغم معارضة الصين المعلنة للسياسات الأمريكية في العديد من مناطق العالم، إلا أن ذلك لم يتسبب في خلاف أوصراع صيني أمريكي، حيث تقوم السياسة الخارجية الأمريكية على التحالف والتدخل، في حين تحرص الصين على المحافظة على الحياد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ما قلل على نطاق واسع الإصطدامات الصينية الأمريكية على مستوى الشؤون الدولية.


    【1】【2】

    تابعنا على