محللون مصريون : التفاهمات الصينية الأمريكية تحفظ السلام الدولي وتحقق الاستقرار للاقتصاد العالمي

القاهرة 28 سبتمبر 2015 /رأى محللون سياسيون واقتصاديون مصريون اليوم (الأحد)، أن التفاهمات التي توصل إليها الرئيسان الصيني شي جين بينغ والأمريكي باراك أوباما خلال لقائهما قبل يومين، من شأنها تحقيق الاستقرار للاقتصاد الدولي، وخلق نوع من التوازن يصب في مصلحة الأمن والسلام العالمي.

والتقى الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي أوباما يوم الجمعة الماضي في البيت الأبيض، حيث قدم الأول اقتراحا ينص على إطلاق العنان لآليات الحوار الاستراتيجي والاقتصادي، وتعميق التعاون الثنائي فى مختلف المجالات، وتعزيز التبادلات الشعبية، واحترام الاختلافات فى التاريخ والثقافة والنظام الاجتماعي وطريق التنمية لكل منهما، والتعامل المشترك مع التحديات الاقليمية والعالمية.

وأبدى الزعيم الصيني استعداد بلاده للعمل مع واشنطن " للالتزام بمبادئ عدم المواجهة، والاحترام المتبادل والتعاون المربح للطرفين، والتوسيع المستمر للتعاون على المستويات الثنائية والاقليمية والعالمية، وادارة الخلافات والقضايا الحساسة بشكل بناء من أجل دفع العلاقات الثنائية دائما على الطريق الصحيح".

فيما أكد أوباما التزام بلاده بسياسة "صين واحدة"، وقال إن بلاده لا تدعم "استقلال" تايوان والتبت وشينجيانغ، ولن تتدخل فى شؤون هونج كونج.

واتفق البلدان على دفع المفاوضات بقوة من أجل تحقيق اتفاقية استثمار ثنائية، وتعزيز التنسيق فى سياسة الاقتصاد الكلي من أجل التعزيز المشترك للنمو الاقتصادي العالمي.

كما اتفقا على تعزيز التعاون الثنائي فى مكافحة الارهاب ومواجهة القرصنة والتغير المناخي، والحفاظ على السلام الدولي.

وقال الدكتور ياسر جاد الله مدير مركز الدراسات الصينية بجامعة حلوان، إن التفاهمات التي جرت بين الزعيمين الصيني والأمريكي لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين من شأنها تحقيق استقرار للاقتصاد الدولي.

وأضاف جاد الله، في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، إن التعاون الاقتصادي بين الصين وأمريكا يحمل آثارا ايجابية للاقتصاد الدولي، لأنه يحمي العالم من احتمالات حدوث كساد أو ركود في الاقتصاد العالمي.

وتابع أن الصين "مصنع العالم"، حيث تنتج حوالي ربع انتاج العالم، واقتصادها يعتبر الثاني عالميا بعد أمريكا، وتعاون البلدين يمنع حدوث أي هزات اقتصادية.

واعتبر العلاقات الاقتصادية بين الصين وأمريكا قوية، ورأى أن التفاهم الصيني الأمريكي يعكس حرصا كبيرا على المصالح الاقتصادية المشتركة، متوقعا أن ينمو الاقتصاد الصيني ويزيد ناتجه الإجمالي، بحيث يقود الاقتصاد العالمي ويصبح رقم واحد عالميا خلال فترة تتراوح بين عشرة إلى 15 سنة.

وأشار إلى أن التعاون بين الصين وأمريكا لا يمنع وجود سباق اقتصادي بينهما، فالأولى تريد تضييق الفجوة مع امريكا، التي تعمل على زيادة هذه الفجوة.

من جهتها، رأت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان العلاقات بين الصين وأمريكا "جيدة جدا وقديمة، خاصة على المستوى الاقتصادي".

وقالت "كلا الدولتين لهما مصالح مشتركة على أرض الواقع، لكن هذا لا يعني أنهما حليفتان حميمتان، لاسيما أن هناك مسافة بين الدولتين في القضايا الإقليمية".

وأثنت الشيخ في المقابل على سياسات الصين، التي قالت إن "لديها عقلية حكيمة في إدارة الأمور وإدارة مصالحها".

واعتبرت "الصين دولة ذات مصالح اقتصادية تدير علاقتها الخارجية بحكمة الدول الاسيوية، التي تسعى إلى التنمية وليس إلى الهيمنة".

وأردفت أن " الصين أدارت مصالحها بنجاح، لكنها بالطبع يقظة فيما يتعلق بالسياسات الأمريكية المهددة".

وشددت على أن اتفاق الرئيس الصيني ونظيره الأمريكي على التعاون الثنائي في مجالات حفظ السلام الدولي ومكافحة الإرهاب وكذا التدريبات العسكرية المشتركة سيخلق نوع من التوازن في العالم، سوف يصب في مصلحة الامن والاستقرار العالمي.

وأشارت إلى أن هذه التفاهمات الثنائية تدل على " أن القيادة الصينية حكيمة وذكية في احتواء الولايات المتحدة، وزيادة آفاق التعاون معها" وتحقيق توازن في العلاقات معها.

وشاطرتها الرأي الدكتورة هبة البشبيشي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، قائلة إن " الصين تبذل جهودا حثيثة في عملية حفظ السلام العالمي، ووصول الدولتين لاتفاق والتزام حول حفظ السلام كخطوة ايجابية لحفظ الأمن الدولي".

وأضاف، أن " الدولتين لديهما تفاهم في مكافحة الإرهاب وحفظ السلام وذلك يعني أن هناك توازنا في العلاقات بين القوتين الاساسيتين في العالم الآن".