23°C~9°C

صور ساخنة

الأخبار الساخنة  |  التصويت

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    حصريا: العلاقات الصينية الأمريكية، حدود التعايش والصراع (2)

    2015:09:30.14:37    حجم الخط:    اطبع

    تختلف العلاقات الصينية الأمريكية الحالية في طابعها عن الجو الذي ساد علاقات أمريكا بالإتحاد السوفيتي أو كوريا الشمالية أو إيران وغيرها من الدول، حيث أن العوامل المخصبة للمواجهة والإستقطاب الثنائي الحاد غير متوافرة أومحدودة. لكن العلاقات الصينية الأمريكية لها تعقيداتها الخاصة وصراعاتها الخفية والمعلنة، الظاهرة والكامنة، العاجلة والآجلة. وهناك يمكننا أن نشير إلى الخلافين الرئيسيين الذين يشوبان العلاقات الصينية الامريكية، ويتعلقان أولا وأخيرا بطريقة تعاطي أمريكا مع النهوض الصيني في آسيا والعالم.

    أولا، الخلاف المعلن في آسيا المحيط الهادي

    مع النمو السريع للقدرات الصينية الشاملة، شهد ميزان قوى القوتين التقليديتين في شرق آسيا –الصين واليابان- إنقلابا لصالح الصين، ما تسبب في مخاوف متزايدة لدى حلفاء أمريكا من الوزن والنفوذ المتزايدين للصين في المنطقة، ودفع أمريكا في سنة 2010 إلى القيام بتعديل في إستراتيجيتها العسكرية للتركيز على منطقة آسيا المحيط الهادي، وطرْح مشروع "الشراكة العابرة للمحيط الهادي" مستبعدة فيه الصين، كما أجرت سلسلة من المناورات العسكرية مع حلفائها في المنطقة، حيث حاولت أمريكا عبر كل هذا أن تطمئن حلفائها وتقول للصين بأنها مازالت قوة تقليدية في منطقة آسيا المحيط الهادي، لكن الصين تعاملت مع هذا الحشد الأمريكي بواقعية، وصرحت بأنها لا تنفي المصالح الأمريكية في المنطقة وترى أن أمريكا لاعبا رئيسيا في آسيا المحيط الهادي، لكن في ذات الوقت، طالبت الصين أمريكا بالإعتراف بالمصالح الصينية والنفوذ الصيني في المنطقة، وبأن تكون العلاقة بين الصين وأمريكا علاقة ندية بين دولتين كبريين، وهو ما تعبر عنه الصين بشكل ملح:" نمط جديد من علاقات الدول الكبرى بين الصين وأمريكا".

    لكن أمريكا تبقى إلى اليوم مترددة بين الإستجابة للخيار الصيني أو الإستجابة لخيارات حلفائها سيما اليابان والتصعيد مع الصين. بيد أن أمريكا لا تزال تذكر جيدا، ان زيارة نيكسون التاريخية إلى الصين في 1972، كانت نتيجة لتيقنها من عدم قدرتها على ضمان مصالحها في شرق آسيا دون تحقيق تفاهم مع الصين.

    ثانيا، الخلاف الكامن على مستوى النظام الدولي

    إن تراجع القوة الأمريكية، لم يعد محض تكهنات الخبراء فحسب، بل حقيقة أثبتتها جملة من الوقائع خلال السنوات الأخيرة، فأمريكا اليوم لم تعد الدولة التي تقرر السلم والحرب، بل بدت أكثر فأكثر عجزا وترددا أمام العديد من القضايا، في ذات الوقت تعاني حليفتها أوروبا تقهقرا متزايدا في القوة الشاملة والنفوذ، ما يلقي مزيدا من الأعباء على أمريكا للمحافظة على تماسك النظام الدولي الذي تتزعمه.

     ومع تزايد الوزن العالمي للصين، باتت الصين تتطلع لنفوذ أكبر داخل المؤسسات الدولية والشؤون الدولية، لكن إلى حد الآن لا تزال الصين تجد عقبات كبيرة في ممارسة نفوذ يضاهي مكانتها كثاني إقتصاد عالمي داخل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرهما من المؤسسات الدولية، أوممارسة دور أكبر في الشؤون الدولية يضاهي وزنها السياسي.

    غير أنه من حين إلى آخر، نسمع دعوات من أمريكا والإتحاد الأوروبي للصين بتحمل المزيد من المسؤوليات الدولية والمشاركة في إدارة الشؤون الدولية، لكن كل هذه الدعوات تأتي من رؤية للمصلحة الغربية، ولا تعبر عن رغبة حقيقة في إصلاح النظام الدولي، بل هناك رغبة أمريكية أوروبية في الإستعانة بالدور الصيني للمحافظة على إستمرارية النظام الدولي الحالي كما هو، وقد تبيّن هذا جليا خاصة في دعوات الدول الغربية الصين المشاركة في شؤون الشرق الأوسط.

    ويمكن القول أن هذا المسعى الغربي شبيه بعملية إدماج اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية في النظام الدولي لضمان إستمرارية وفاعلية أكبر لهذا النظام.

    ونظرا لعدم رغبة الدول الغربية إجراء إصلاحات حقيقية داخل النظام الدولي، تعمل الصين هي الأخرى على تعزيز التعاون مع بقية الدول الناشئة وتأسيس مؤسسات تضطلع بدور دولي كبير، على غرار بنك الإستثمار وبنك التنمية لدول البريكس.

    وفي الوقت الحالي، نجد رؤية معقدة لكل من الصين وأمريكا تجاه النظام الدولي، إذ في الوقت الذي تشتكي فيه الصين قلة نفوذها داخل النظام الدولي الحالي، ترى فيه تثبيتا لنتائج الحرب العالمية الثانية في شرق آسيا. في المقابل، تنظر أمريكا إلى الصين على أنها قوة نمو وإستقرار للإقتصاد العالمي، لكنها في ذات الوقت لا ترغب في أن تتحدى الصين القيادة الأمريكية للعالم، ولذلك تبقى أمريكا تحلم بتغيير في الحكم داخل الصين، وهذا يعد مصدر عدم الثقة الرئيسي بين البلدين، ما يجعل العديد من القضايا الجزئية بالغة الحساسية بين البلدين، مثل الإنترنت وقضايا حقوق الإنسان وغيرها.

    هناك أسس متينة للتعايش والتعاون بين الصين وأمريكا، لكن هناك خلافات قد تصبح أكثر عمقا إذا لم تعترف أمريكا بالمكانة الإقليمية والدولية للصين وما يقتضيه هذا الواقع الجديد من ندية في العلاقات الصينية الأمريكية. 


    【1】【2】

    تابعنا على