جميع الأخبار|الصين |العالم|الشرق الأوسط|التبادلات |الأعمال والتجارة | الرياضة| الحياة| العلوم والثقافة| تعليقات | معرض صور |

الصفحة الرئيسية>>الشرق الأوسط

تحقيق : بعض النازحين السوريين داخليا يفضلون مراكزالإيواء المحلية على المغادرة إلى أوروبا

/مصدر: شينخوا/  08:24, September 21, 2015

تحقيق : بعض النازحين السوريين داخليا يفضلون مراكزالإيواء المحلية على المغادرة إلى أوروبا

دمشق 20 سبتمبر 2015 / لم يغريهم السفر إلى أوروبا ، واللجوء اليها هروبا من القصف ومشاهد الدمار المؤلمة ، بل فضل الكثير من السوريين البقاء في مراكز الإيواء التي أقامتها الدولة السورية في بعض المدارس في عموم المناطق السورية ، على السفر إلى بلاد الاحلام .

" لا يريدون أن يكونوا ارقاما في بلدان اللجوء ، والركوب في قوارب الموت والتخبط العشوائي والسير في الغابات للوصول إلى اوروبا " ، بهذه العبارات عبر العديد من السوريين الموجودين في إحدى مراكز الإيواء في العاصمة السورية ( شمال غرب ) ، والذين أجبرتهم ظروف الحرب للنزوح من قراهم إلى تلك المراكز .

وقالت أم محمود، وهي امرأة عمرها ( 30 عاما )، إننا " نعيش في مدرسة مدحت تقي الدين ، وهي مركز الإيواء للمهجرين في دمشق ، منذ أكثر من أربع سنوات مع زوجي "، مشيرة إلى أن هذا المركز اصبح بمثابة بيت جديد لهم .

وهذه الغرف الموجودة في مراكز الإيواء ، و التي كانت في قبل نشوب الازمة عرفا لجلوس التلاميذ وغرف مدرسية ، أصبحت لاحقا بيوتا مفروشة ببعض قطع الاثاث لتبدو في شكلها النهائي وكأنه منازلا ، كما يقوم البعض منهم بالتأقلم مع ظروف الازمة بفتح بعض المحلات التجارية الصغيرة بقرب المسكن الجديد، لبيع بعض المواد الغذائية بأسعار معقولة لجيرانهم،للذين هم في نفس الحالة، أي نازحين ، ولا يستطيعون تحمل ارتفاع الاسعار .

وأضافت ام محمود لوكالة ( شينخوا ) بدمشق اليوم ( الاحد ) إنه " بالنسبة لي من المستحيل التفكير في مغادرة سوريا " ، مشيرة إلى أنها تسمع الكثير من الاخبار عن تدفق اللاجئين إلى أوروبا ،كما تسمع أيضا عن موت الكثير منهم قبل وصولهم إلى هدفها المنشود ، أو أرض الاحلام كما يحلو للبعض تسميتها .

وتابعت تقول إنها سمعت من اناس كثر وصلوا إلى هناك ووجدوا أن كل ما حلموا به كان سرابا " .

على الرغم من أنها تركت منزلها في منطقة الحجر الاسود جنوب العاصمة دمشق ، بعد أن اقتحمت الجماعات الإسلامية المتطرفة الحي ، الإ أنها لم يخطر بالها أن تهاجر خارج سوريا .

وأضافت "أنا أعرف كل شارع هنا ... كيف يمكن أن أغادرإلى بلد لا أعرف شيئا عنه؟ بالنسبة لي هذا غير قابل للتفاوض ، وأود أن أموت هنا أفضل عندي من الذهاب إلى اوروبا " .

ومن جانبه قال حسام عدنان ، وهو رجل نازح من حي القابون بدمشق ( شرقا ) بإنه " كان لديه فرصة للمغادرة إلى الأردن في بداية النزاع، لكنه رفض المغادر ،وفضل البقاء نازح في إحدى غرف مدرسة مدحت تقي الدين بمشروع دمر بدمشق ( شمال غرب ) .

وأضاف " لو أردت السفر لكان ذلك متاحا منذ وقت طويل لأن زوجتي أردنية " ، مشيرا إلى ان زوجته رفضت السفر كذلك " ، مبينا أن الكثير من الاصدقاء والمقربين حاولوا مرارا وتكرارا اقناعي بالسفر ، لكني وزوجتي رفضنا ان نترك البلد .

ومضى النازح السوري عدنان يقول "لدي أمل كبير بأننا سوف نعود في يوم من الايام إلى منزلنا وستزول هذه السحابة السوداء في نهاية المطاف " ، معربا عن اعتقاده بأن ما حدث لسوريا هو " مجرد حلم مزعج وليس حقيقي " .

واعرب عدنان سروره بمركز الإيواء التي تضم 64 أسرة ، تضم 296 شخصا .

وبدوره قال فيصل أحمد، وهو أب لاسرة نازحة مكونة من عدة اشخاص من منطقة الحسينية بريف دمشق الجنوبي ، قال إنه " لا يريد البقاء في الملجأ، وأنه يريد العودة إلى منزله " .

وأضاف لوكالة ( شينخوا ) " أنا صحيح أحب السفر، ولكن السفر إلى مدينتي " ، مؤكدا أنه لا يريد مغادرة البلاد مهما كانت الظروف والاسباب ، لافتا إلى أن الازمة ستنتهي في نهاية المطاف والكل سوف يعود إلى منازلهم ، داعيا الناس الذين سافروا إلى اوروبا أن يعودوا إلى رشدهم .

وقال إسماعيل قهوجي منسق لشؤون النازحين في دمشق لوكالة ( شينخوا ) إنه " في بداية الأزمة، كان الناس المتضررين يميلون للفرار إلى المخيمات في الدول المجاورة "، مشيرا إلى أن الوضع قد تغير بعد أن فقدوا الثقة بالدول التي كانت تصور لهم مخيمات اللجوء على أنها الملاذ الآمن لهم ، كما تبين لهم لاحقا للكثير أن الدولة السورية تؤمن لهم مراكز إيواء آمنة والخدمات الانسانية اللازمة ، فأصبح الكثير منهم يفضلون مراكز الإيواء والعيش فيها .

وأضاف إنه " نحو 1265 أسرة، تعد أكثر من 6443 نسمة، تعيش في مراكز الإيواء التابعة للدولة السورية في دمشق ".

وكانت سوريا التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة قبل اندلاع الأزمة في عام 2011. لكن الحرب طويلة الأمد قد غيرت بشكل كبير من المشهد ، مما اضطر الآن أكثر من 12 مليون شخص إلى ترك منازلهم أي أن أكثر من نصف السكان أصبحوا لاجئين خارجها أو نازحين بداخلها .


【1】【2】【3】

صور ساخنة

أخبار متعلقة

 

أخبار ساخنة