شرق لبنان 16 سبتمبر 2015 / امضت السورية نجاح العلي واطفالها الثلاثة عدة ايام عند معبر المصنع الحدودي البري بين سوريا ولبنان محاولة الدخول إلى الأراضي اللبنانية بطريقة شرعية لكن محاولتها فشلت بسبب عدم تمتعها بالمعايير المعتمدة لدى الدولة اللبنانية.
لكن نجاح المضطرة لتجاوز الحدود إلى لبنان هربا من المعارك الأخيرة في منطقة ادلب التي قتلت زوجها وهدمت منزلهما وجدت ضالتها في العبور إلى لبنان ولو بصورة غير شرعية عبر سماسرة وعيون مافيا التهريب التي كانت ترصدها وأمثالها.
اللقاء السريع والعاجل مع احد اعضاء شبكات التهريب ونجاح أسفر عن اتفاق على لقاء آخر بعيدا عن انظار رجال الجمارك والأمن اللبناني.
وقالت نجاح لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن سمسار مافيا التهريب "طلب مبلغ 500 دولار أمريكي بدل تهريبي إلى لبنان عبر مسالك جبلية عند الأطراف الشمالية لجبل الشيخ لكن المبلغ انخفض بعد مفاوضات شاقة إلى 200 دولار".
وأضافت إن الرحلة إلى لبنان تهريبا تمت سيرا على الأقدام تحت ستار ليل مقمر واستغرقت ساعتين في قافلة ضمت عشرات الأشخاص.
وحول اصطياد مافيا التهريب ل"الزبائن" يقول أحد مخلصي المعاملات على الحدود إن عشرات الشبان التابعين لمافيا التهريب بين البلدين يرصدون المعابر الشرعية أهدافهم المتمثلة في العائلات التي لم يسمح لها بالمرور لعدم استيفائها الشروط لتهريبهم مقابل تتراوح بين 200 و 800 دولار للشخص.
وكانت الحكومة اللبنانية ضمن سياسة الحد من دخول النازحين السوريين إلى لبنان الذي يستقبل حاليا أكثر من مليون نازح سوري، قد وضعت بدء من مطلع العام الحالي معايير تفرض على السوريين أنواعا مختلفة من السمات والإقامة هي السمة السياحية والإقامة المؤقتة وسمات أخرى للراغبين بالدراسة في لبنان أو للسفر عبر مطار بيروت أو أحد الموانئ البحرية أو للقادمين للعلاج أو لمراجعة سفارة أجنبية.
وفرضت هذه الاجراءات على السوري الراغب بدخول تقديم مستندات تبرر دخوله على أن يمنح سمة تتناسب مع حالته.
وحول التفاوت في تسعيرة التهريب بين 200 و 800 دولار يقول حازم المسئول عن احدى عصابات التهريب ل(شينخوا) إن ذلك يعود إلى وضعية الشخص وعمره ومهنته حيث ندرس كل حالة وفي حال كان الشخص مطلوبا أو ممنوعا من الدخول يرتفع بدل عبوره اما الطفل فيمكن ان نخفض البدل عنه إلى 100 دولار.
أما ابو عدي صاحب الباع طويل في التهريب من خلال عمله القديم الذي كان ناشطا قبل الحرب السورية في تهريب مواطنين سودانيين من سوريا إلى لبنان فيوضح أن التشدد في الإجراءات الأمنية اللبنانية والسورية هو العامل المؤثر في رفع تسعيرة العبور.
ويشير الى ان "اعمال التهريب في هذه الفترة تسير بالاتجاهين نحو كل من لبنان وسوريا وجميعها تتم باشراف رجالي"، لافتا الى أعدادا كبيرة من السوريين المطلوبين للدولة السورية او لخدمة العلم تعبر تهريبا تلافيا للخضوع للاجراءات اللبنانية وأجهزة الأمن السورية.
بدوره، يؤكد مصدر أمني لبناني ان تجارة تهريب السوريين هي تجارة نشطة وان اعترافات موقوفين عاملين في التهريب في مسالك السلسلة الجبلية الشرقية بين لبنان وسوريا وفي مرتفعات جبل الشيخ تشير الى أن العصابات تهرب يوميا بين 30 و 100 شخص في الاتجاهين.
ويشير الى أن التهريب لا يقتصر على الأشخاص بل يتعداه الى المحروقات والأسلحة والسلع الغذائية وأن السلطات اللبنانية تبذل جهودا كبيرة في مكافحة تجارة التهريب التي يستخدمها إرهابيون.
ويوضح أن المساحة الجبلية الفاصلة بين لبنان وسوريا التي تستخدم للتهريب تمتد من محور شبعا بجنوب لبنان غربا وحتى المصنع شرقا بطول نحو 60 كيلو مترا تتداخل فيها اراضي البلدين، لافتا إلى معوقات تحد من التهريب بينها الأمطار والثلوج ووعورة المسالك الجبلية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn