هدوء في بيروت بعد يومين من مواجهات اوقعت 160 جريحا بسبب ازمة النفايات

بيروت 24 اغسطس 2015 / ساد هدوء تام اليوم (الاثنين) وسط العاصمة اللبنانية بيروت بعد يومين من احتجاجات على ازمة النفايات المنزلية تخللتها مواجهات بين المحتجين وقوى الامن الداخلي اللبناني اوقعت 160 جريحا.

وفي ظل هذا الهدوء السائد في بيروت، سيرت قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني اليوم دوريات مشتركة لتوقيف كل المخلين بالامن في المناطق المضطربة.

وبدأت عمليات ازالة الركام الناتج عن تحطم لوحات اعلانية واشارات مرور وعوائق حديدية، كما يجري تنظيف مكان الاحداث بالمياه.

فيما لاتزال اسلاك شائكة قائمة في الشارع المؤدي الى القصر الحكومي ومداخل مجلس النواب.

وكان آلاف اللبنانيين قد خرجوا في تظاهرة السبت في بيروت، احتجاجا على عجز الحكومة عن ايجاد حل لأزمة النفايات المنزلية التي تغرق فيها شوارع العاصمة ومنطقة جبل لبنان منذ اسابيع.

وجاءت التظاهرة تلبية لدعوة حركة "طلعت ريحتكم"، التي تضم ناشطين في المجتمع المدني، حيث تجمع المتظاهرون في ساحة رياض الصلح في بيروت قرب مبنى مجلس النواب اللبناني.

وخلال التظاهرة اقدم بعض المتظاهرين على رشق عناصر قوى الامن بالحجارة، الذين كانوا قد اقاموا حواجز حديدية لمنع المتظاهرين من الاقتراب من البرلمان، بينما القى عناصر الامن القنابل المسيلة للدموع، بعد استعمال خراطيم المياه واطلاق الرصاص في الهواء لمنعهم من الاقتراب من مقري مجلسي الوزراء والنواب.

وتصاعدت مساء الاحد وتيرة المواجهات بين قوى الامن الداخلي اللبنانية والمتظاهرين في وسط بيروت.

واعلن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق في تصريحات صحفية عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام اليوم إن 99 من عناصر قوى الامن الداخلي و61 من المدنيين اصيبوا نتيجة التظاهرات التي استمرت يومين.

واوضح "ان المفتش العام لقوى الامن الداخلي يقوم بإجراء تحقيق مسلكي كامل لكل ما حصل منذ اللحظة الاولى، وهو موثق بالصوت والصورة وبشهادات العسكريين والمدنيين".

وتابع المشنوق انه "خلال 72 ساعة سيكون التقرير جاهزا ويحدد المسؤوليات بشكل مباشر، وسيتم عرضه امام كل وسائل الاعلام، ولا اريد ان افترض مسبقا اي نتيجة قبل صدور التحقيق".

واثنى على اداء قوى الامن تجاه المتظاهرين، قائلا "إن قوى الامن اثبتت مسؤولية عالية بتصرفها تجاه المدنيين (..) حافظوا على رباطة جأشهم وتماسكهم وصبرهم، والحمد لله كل الاصابات من الجانبين محدودة ولا تحتاج لعلاج طويل".

واتهم المشنوق اطرافا سياسية، لم يسمها، بتأجيج التظاهرة، قائلا في رسالة وجهها لمنظمي التظاهرة، "هناك اطراف سياسية تعرفونها جميعكم هي من شجعت في الساعات الاخيرة النزول الى الشارع بهذه الحدة، بدأوا اولا بمشاركة محدودة بعدها توصلوا الى امساك الساحة وحدهم بدءا من الساعة الحادية عشرة ليلا، وهذا واضح في كل الصور وواضح من نتائج التكسير الذي حصل في الوسط التجاري".

واكد التزام قوى الامن بأمن وامان كل اللبنانيين وحماية الاملاك العامة والخاصة.

وتعهد وزير الداخلية اللبناني بعدم السماح باقتحام مبنى الحكومة او البرلمان، قائلا "اعود واكرر نحن لن نسمح تحت اي ظرف من الظروف بأن يدخل المتظاهرون بالقوة او بالعنف الى حرم السراي الحكومي او الى حرم مجلس النواب".

وتابع "اذا كانوا يودون التظاهر فليتفاهموا مع قوى الامن الداخلي (..) وليحددوا الموقع الذي يودون التظاهر فيه، ونحن نحميهم ونحرسهم ونتركهم ليقولوا ما يريدونه لكن دون التعرض لا لقوى الامن الداخلي ولا للجيش ولا للاملاك الخاصة والعامة".

وكانت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ قد عبرت اليوم عن "القلق الشديد" إزاء الاحداث الاخيرة، وطالبت جميع المعنيين بضبط النفس.

ويشهد لبنان منذ اكثر من شهر ازمة في جمع القمامة وطمرها في مختلف مناطق بيروت ومحافظة جبل لبنان بشكل يهدد صحة الناس والبيئة بعد اغلاق مطمر رئيسي للقمامة بجنوب بيروت في 17 يوليو الماضي لعدم قدرته على استيعاب المزيد.

واعلنت الحكومة اللبنانية عن خطة حددت بموجبها مجموعة اماكن لوضع النفايات تتمثل في الكسارات والمقالع البعيدة عن مناطق السكن.

لكن الخطة تم تعليق تنفيذها بسبب رفض اهالي المناطق استقبال قمامة العاصمة، حيث قاموا بتحركات اعتراضية وقطع طرق لمنع دخول اي شاحنة محملة بالقمامة الى مناطقهم، ما فاقم الازمة في البلاد.