عمان 14 سبتمبر 2015 / العاهل الاردني عقد الملك عبدالله الثاني، و رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، جلسة مباحثات، تناولت سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، إضافة إلى مجمل التطورات الإقليمية والدولية.
وقال الملك عبد الله الثاني "اسمح لي أن أرحب بك من جديد في الأردن، كصديق عزيز لي ولهذا البلد فالعلاقة بين الأردن وبريطانيا عريقة وتاريخية، حيث عملنا جنبا إلى جنب مع التحديات الإقليمية التي واجهتنا، ومع التحديات العالمية أيضا، والتي برزت كمشكلة كبرى لنا، مؤكدا انه توجب علينا أن نحارب الإرهاب الدولي ونحن في العالم الإسلامي نطلق على هؤلاء الإرهابيين الخوارج، أي الخارجين على الإسلام وإن هذه حرب دولية تخوضها جميع الأديان معا" .
وأكد أن القوات الأردنية والبريطانية تعملان جنبا إلى جنب في العديد من المناطق، وسوف نستمر في هذا التعاون، وأتطلع لمناقشة هذه المسألة معكم اليوم. وعلى نفس القدر من الأهمية، سوف نبحث مسألة اللاجئين.
ونحن نقدر الدور الذي لعبته حكومتكم وبلدكم في هذا المجال. ونقدر أيضا الدور الذي تلعبه أوروبا والتي فتحت حدودها وقلوبها لاستقبال اللاجئين، الذين رأينا صور مآسيهم الصادمة وهم يسعون للوصول إلى أوروبا.
وقال إن الأردن يتعامل منذ فترة مع عبء اللاجئين السوريين، والذين يشكلون خمس عدد سكاننا، أي عشرين بالمائة، خمسة عشر بالمائة منهم فقط يقطنون في مخيمات اللاجئين، التي زرتم إحداها اليوم.
واعرب الملك عبد الله الثاني عن امتنان الأردن للدور الذي لعبته الحكومة البريطانية في دعمه وهو يتعامل مع مسألة اللاجئين والذي خفف العبء عن كاهل أوروبا، ونأمل أن يستطيع المجتمع الدولي معالجة هذه الأزمة الإنسانية الرهيبة.
أعلم أن بريطانيا كانت دائما داعمة للأردن ولمساعي إيجاد حل للمشكلة السورية، وهو موضوع سوف تكون هناك فرصة لمناقشته اليوم أيضا.
من جهته، أعرب رئيس الوزراء البريطاني، خلال التصريحات، عن شكره للشعب الاردني لاستضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين. لقد رأيت هذا الأمر بأم عيني في بلدكم اليوم.
وأكد إن بريطانيا والأردن تتمتعان بعلاقات قوية جدا، وأعتقد أنها ازدادت قوة في السنوات الأخيرة، ونحن عازمون على البناء عليها.
وأشار إلى أن بريطانيا هي ثاني أكبر مساهم للتخفيف من أزمة اللاجئين السوريين بعد الولايات المتحدة، وسوف نستمر في القيام بهذا الأمر ، معربا عن أمله من الدول الأخرى فعل المزيد لأنه من المهم جدا أن نساعد بقاء هؤلاء الناس قريبين من بيوتهم، وأن نوفر لهم الملبس والمأكل والمسكن هناك، بحيث لا يضطرون إلى القيام بتلك الرحلة الخطيرة عبر البحار، والتي نجم عنها خسائر مرعبة في الأرواح.
وقال إن بريطانيا ستقوم باستضافة 20 ألف لاجئ سوري مباشرة من مخيمات اللجوء في الأردن وأماكن أخرى في المنطقة، وتأمين إقامتهم في بلدنا.
وأكد كاميرون انه يتفق مع الملك عبد الله الثاني حول ضرورة الاستمرار في مواجهة تهديد الإرهاب العالمي، والذي يتمثل في داعش في سوريا، والتهديد الذي يمثله الإرهاب للمنطقة كلها، وفي العراق بالطبع.
وقال آمل أن نناقش الوضع بالنسبة لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. لقد اجتمعت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول هذه القضية الاسبوع الماضي، وأخبرني أنه مستعد للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس دون شروط مسبقة ونحن عازمون على القيام بكل ما في وسعنا لتشجيع هذا الأمر.
واكد استمرار العمل بالأمور الدفاعية والتعاون الحاصل بين قواتنا المسلحة وجيشكم، والتعاون الاقتصادي القائم بيننا، والذي نسعى من خلاله لتقوية الاقتصاد الأردني.
وأكد الجانبان، خلال جلسة مباحثات ثنائية تبعها أخرى موسعة عقدت في قصر الحسينية بحضور كبار المسؤولين في البلدين، متانة العلاقات الثنائية التاريخية وعمقها في مختلف المجالات، والإعتزاز بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه.
وذكر بيان للديوان الملكي الاردني انه تم التأكيد على مواصلة التنسيق والتشاور المستمر حيال مختلف القضايا والتطورات الملحة في الشرق الأوسط والعالم، وبما يخدم مصالح الشعبين.
وتناول الجانبان أخر المستجدات الراهنة، خصوصا جهود مكافحة الإرهاب والتطرف والتصدي لعصاباته، وذلك بتنسيق وشراكة بين جميع الأطراف الفاعلة والمعنية إقليميا ودوليا.
كما جرى استعراض تطورات الأزمة السورية، والأوضاع في عدد من دول المنطقة وسبل التعامل معها، ومساعي إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا إلى حل الدولتين.
وغادر رئيس الوزراء البريطاني، عمان مساء اليوم، في ختام زيارة قصيرة للاردن .
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn