لبنان يدعو الاتحاد الأوروبي للقيام بدور فاعل في المنطقة

بيروت 24 يونيو 2015 / دعا وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل اليوم (الأربعاء) الاتحاد الأوروبي إلى "القيام بدور فاعل وغير منحاز في عملية السلام في المنطقة."

جاء ذلك في كلمة ألقاها باسيل في"مؤتمر بيروت الوزاري حول مراجعة سياسة الجوار الأوروبية" بمشاركة المفوض الأوروبي لسياسة الجوار الأوروبية جوهانس هان وامين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي ووزراء خارجية مصر والسلطة الفلسطينية وتونس والجزائر ولاتفيا ولوكسمبورغ وممثل وزير خارجية المغرب.

وشدد على "شراكة حقيقية تساهم في حفظ ما لهذه المنطقة من أهمية إستراتيجية ومن قيمة معنوية باعتبارها الخزان الروحي والثقافي الذي انتشرت منه قيم سماوية وبشرية ينبغي حفظها".

وطالب ب "الحفاظ على المنطقة وتركيبتها السكانية والديموغرافية وحمايتها من التشويه الذي يجري لتنوعها وتناغم مكوناتها ومواجهة الظلامية التي تفتت نسيجها الاجتماعي وتذوب حدودها وتقوض مؤسساتها وجيوشها."

ونبه إلى أن "المشاكل والتحديات أصبحت عابرة للحدود ولا تعترف بفاصل جغرافي أو بحري".

وقال إن "لبنان يدعو إلى سياسة جوار تعبر عن شراكة حقيقية تراعي الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة"، لافتا الى أن "الاستقرار والازدهار لن يتحققا ما دام النزاع العربي الإسرائيلي قائما وما دام السلام العادل والشامل غير محقق."

ورأى أن "الفجوات الثقافية في ما بيننا هي سبب رئيس في نقل الأزمات من منطقتنا باتجاه منطقتكم" مؤكدا على "ضرورة التعاون العربي الأوروبي لتجفيف المنابع الفكرية والمالية المتطرفة للارهاب."

وأشار إلى أن "معالجة تحدي الإرهاب والهجرة غير الشرعية وسائر التحديات الأمنية لا يجب أن تخضع للمنطق الأمني البحت إنما تستدعي تستدعي مقاربة شاملة فيها منطق الانفتاح والحوار وتشجيع التنقل الآمن والمنظم للأشخاص."

وحذر باسيل من "تداعيات أزمة النزوح السوري الكثيف على بلدان الجوار مع ما يحمله من تداعيات اقتصادية واجتماعية وأمنية."

ولفت إلى أن "أزمة النزوح السوري في لبنان تتطلب حلولا نوعية من قبل المجتمع الدولي مثل شطب ديون لبنان وشراء إنتاجه الزراعي كاملا لصالح المنظمات التي تعنى بالنازحين السوريين".

وقال إن "لبنان يتعرض لموجة نزوح كثيف ويحتضن 200 نازح في كل كيلومتر مربع مضافا على نشوب صراع عسكري على حدوده يحمل أبعادا طائفية تهدد صيغته ووجوده"

ورحب بالمقاربة الجديدة التي اعتمدها الإتحاد الأوروبي من خلال إطلاق عملية تشاور مع شركائه حول معالم سياسة الجوار الجديدة.

وأعلن عن تسليم المفوض الأوروبي "ورقة الموقف العربي الموحدة آملا أن تكون رافدا رئيسا من روافد سياسة جوار جديدة تحترم الخصوصيات وتبني على القيم المشتركة واحترام خيارات دولنا القائمة على أسس الديمقراطية وحقوق الإنسان والاقتصاد المنفتح وعلى احترام حقوق شعوبنا في اختيار ممثليها."

من جانبه، أكد المفوض الاوروبي لسياسة الجوار جوهانس هان في كلمته على أهمية الحوار الثنائي واثاره الايجابية على شعوب المنطقة.

واعتبر ان اجتماع بيروت هو تكملة للنقاشات التي جرت في الاجتماع الوزاري في برشلونة في 13 ابريل الفائت، مشددا على تعزيز الشراكة مع دول جنوب المتوسط العربية.

وأشار الى تطلع الاتحاد الأوروبي "الى تحسين وضع الشباب من خلال ايجاد فرص العمل لهم والى تحسين الوضع الاجتماعي ككل اضافة الى تعزيز وتقوية التعليم المتبادل بين جامعات اوروبية وجامعات في منطقة المتوسط فضلا عن تحسين التعليم المهني وايجاد فرض للشباب لاجراء التدريب المهني".

بدوره، اعتبر وزير خارجية مصر سامح شكري ان "الارهاب لا يمكن مواجهته بالطرق الامنية فقط، بل يجب مواجهته سياسيا واقتصاديا وثقافيا" مذكرا ب"موقف مصر الشجاع حيال بعض ما تنشره الدول الغربية عن بعض الدول العربية والذي ساهم في الاسلاموفوبيا والتميز".

واعتبر ان "الارهاب لا يهدد فقط المنطقة العربية بل يشكل تهديدا الى اوروبا والعالم".

وطالب ب"التعاون للوصول إلى مفهوم جدي لظاهرة الارهاب بما لا يفتح مجال لتفسيرات جديدة"، مؤكدا ان "مشكلة الهجرة غير الشرعية هي اولوية للجميع".

وأشار شكري إلى "ضرورة التعاون الاقليمي بمحوريه الجنوبي/الجنوبي والجنوبي/الشمالي" مركزا على "حاجة شعوب المتوسط الى التنمية الاقتصادية".

ونوه بسياسة الجوار، مشددا على "انهم لا يمكن تجاهل القضية الفلسطينية لذلك يتطلعون الى حل عادل لهذه القضية".

من جهته، قال أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي ان دول جنوب المتوسط وكذلك الاتحاد الأوروبي تحديات خطيرة تتطلب التعاون المشترك لبلورة سياسة جوار أوروبية جديدة تلبي احتياجات وتطلعات شعوب دول ضفتي المتوسط.

وأكد العربي " أن النجاح الحقيقي لهذه الشراكة يجب أن يؤسس على توازن المصالح خلال صياغة الأسس الجديدة لسياسة الجوار الأوروبية بعيدا عن السياسات أحادية الجانب والتحفيزات المشروطة داعيا إلى أهمية احترام خصوصية وسيادة دول جنوب المتوسط واحترام خصوصيتها الثقافية والدينية والاجتماعية واحترام شؤونها الداخلية".

ودعا إلى ضرورة الاهتمام بالشباب وطموحاتهم كي لا يكونوا فريسة سهلة للاستقطاب من قبل الجماعات الإرهابية.

وأكد العربي أن "المنطقة بل العالم أجمع لن ينعم بالسلم والاستقرار والأمن طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية"، معتبرا أن الاستقرار والسلام ينطلقان من حل القضية الفلسطينية والتوصل الى حل عادل وشامل لها تقوم على تطبيق قواعد الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

يذكر ان المؤتمر يهدف إلى مناقشة عملية مراجعة سياسة الجوار التي أطلقها الاتحاد الأوروبي منذ أشهر وتستمر حتى الخريف المقبل حيث من المتوقع إن تعتمد سياسة الجوار الجديدة.