أكاديمية صينية: قناة السويس الجديدة ستسهم فى رفع مستوى التبادل التجارى بالعالم

13 أغسطس 2015/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ قالت شينغ هو يوان، نائب رئيس معهد أبحاث التجارة والتعاون الدولى التابع لوزارة التجارة الصينية، إن افتتاح قناة السويس الجديدة يكتسب أهمية خاصة بالنسبة للصين، لأن الصين أكثر دول العالم استخداما للقناة، حيث إن 60% من التجارة بين الصين وأوروبا يمر عبر قناة السويس، وتعبر القناة أكثر من 1000 سفينة صينية كل عام، وهو ما يمثل 10% من عدد السفن التى تعبرها من العالم كله.

وأشارت شينغ هو يوان، خلال لقاء نظمه المكتب الإعلامى للسفارة المصرية فى بكين، إن قناة السويس الجديدة حدث مهم للعالم كله، وللشركات الصينية للنقل البحرى والتجارة الدولية، حيث إن تقليل زمن عبور السفن للقناة وفترة انتظارها من شأنه أن يوفر وقت نقل البضائع ويخفض تكاليف الشحن، واستهلاك السفن للوقود.

وقالت إنه منذ الأزمة الاقتصادية التى شهدها العالم فى 2008 تراجع حجم النمو فى التجارة العالمية إلى نصف ما كان عليه قبل الأزمة، وترتب على ذلك تراجعا فى نمو الاقتصاد العالمى أيضا، وقناة السويس الجديدة سيساهم فى رفع مستوى التبادل التجارى بالعالم كله.

وترى نائب رئيس معهد أبحاث التجارة والتعاون الدولى التابع لوزارة التجارة الصينية، أن قناة السويس الجديدة ستساهم أيضا فى تطبيق المبادرة الصينية لبناء الحزام الاقتصادى لطريق الحرير، حيث إن روح المبادرة التى طرحها الرئيس الصينى شى جين بينغ قبل عامين تتمثل فى التعاون التجارى المتنامى بين الدول، وقد لاقت هذه المبادرة حتى الآن إقبالا من أكثر من 100 دولة ومنظمة عالمية.

وحول تطلعات الصين المتعلقة بمشروع قناة السويس الجديدة قالت شينغ هو يوان إن هناك أربعة نقاط أساسيةتتطلع إليها الصين، هى عدم رفع رسوم العبور بالقناة فى الفترة المقبلة لتخفيف الأعباء على شركات الشحن والنقل البحرى فى ظل الركود الاقتصادى العالمى، وتقديم مصر فرصا للشركات الصينية للمشاركة فى مشروعات البنية التحتية لمنطقة الحزام الاقتصادى للقناة الجديدة المقرر بنائه، وتسهيل استثمار الشركات الصينية فى هذا المحور للتنمية، وضمان الحكومة المصرية للاستقرار والأمن لتحقيق النمو المطلوب.

وأشارت إلى أن العلاقات بين الصين ومصر تتطور بشكل كبير، لأنهما دولتان تملكان حضارة كبيرة، وقد وصلت هذه العلاقات إلى درجة العلاقات الاستراتيجية خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخيرة للصين فى ديسمبر الماضى، ورأت أن قناة السويس الجديدة ستسهم فى ذلك.

من جانبها قالت الدكتورة هدى جاد الله، المستشارة الإعلامية المصرية بالصين، إن هيئة قناة السويس مؤسسة كبيرة تعمل وفق أحدث الأساليب العلمية فى العالم، وإنها تقرر أسعار عبور القناة بناء على دراسات وأبحاث وافية، ولا ترفعها بشكل عشوائى، وإن ذلك لا يحدث كثيرا، ويراعى الاتفاقيات الدولية للنقل البحرى.

وأوضحت أن العلاقات الممتازة بين مصر والصين تفتح الطريق أمام الشركات الصينية للاستثمار فى محور قناة السويس الجديدة، وهناك بالفعل شركات صينية تستثمر فى مناطق قريبة من هذه المنطقة، ومصر تتطلع لزيادة هذه الشركات استثماراتها.

وفى عرضه لأهمية قناة السويس الجديدة وتاثيرها على السياحة فى مصر قال الدكتور أبو المعاطى شعراوى، المستشار السياحى المصرى فى الصين، إن هناك خططا لوزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة المصريتين لإدراج منطقة قناة السويس على خريطة السياحة العالمية، وإنه يجرى التجهيز للقيام برحلات اليوم الواحد لمدن القناة الثلاث بورسعيد والإسماعيلية والسويس، كما يجرى تجهيز هذه المدن بالتجهيزات اللوجستية من فنادق ومطاعم ومنشآت سياحية.

وحول السياحة الصينية لمصر قال الدكتور أبو المعاطى شعراوى إن أعداد السياح الصينيين المسافرين إلى مصر شهدت زيادة كبيرة، فخلال الأشهر الستة الأولى من العام الجارى زار مصر أكثر من 65 ألف سائح صينى، وكان ذلك نتيجة للتسهيلات التى قدمتها مصر فى حصول المجموعات السياحية على التأشيرات الجماعية خلال 48 ساعة فقط من التقدم بالطلب، سواء من السفارة المصرية ببكين أو من القنصلية المصرية العامة فى مدينة شانغهاى.

وأكد أن زيادة أعداد السائحين جاءت أيضا كنتيجة لتشغيل رحلات الطيران العارض المباشرة من عدد من المدن الصينية إلى مصر، مشيرا إلى أن المنشآت السياحية المصرية تراعى عادات الصينيين، حيث يتم تقديم كوب المياه الساخن فى المطاعم، كما توجد فى معظم الفنادق المصرية الآن مطاعم للأطعمة الصينية.

وشدد المستشار السياحى المصرى على أن المناطق السياحية فى مصر آمنة تماما، بدليل أن أكثر من 65 ألف سائح صينى زاروا مصر هذا العام ولم تحدث لأى منهم حادثة واحدة، وكانوا آمنين تماما، وأشار إلى أن السياح الصينيون شغوفون بالحضارة المصرية، وأن هناك أعداد كبيرة من الصينيين تحلم بزيارة الأهرامات.