الصين وافريقيا تعتزمان تعزيز التعاون الصناعي

أديس أبابا 30 يونيو 2015 / تعهد مسؤولون من الصين وافريقيا والبنك العالمي يوم الثلاثاء ببذل جهود لتعزيز التعاون الصناعي بين الصين وافريقيا لدفع التنمية الاقتصادية في القارة وذلك في منتدى استثماري استمر يومين في أديس أبابا، عاصمة أثيوبيا.

وقالت نائبة وزير المالية الصينية ليو جيان هوا إنه في الوقت الذي تستثمر فيه الاعمال الصينية في الخارج، تسعى الدول الافريفية الى جذب الرأسمال والتكنولوجيا والتجارب التنموية من الخارج، لذلك فإن هناك مجال هائل للتعاون بين الجانبين.

وقالت إن الصين مستعدة لمساعدة افريقيا في بناء شبكة البنية التحتية وتحقيق التصنيع من خلال تعزيز الدعم في المال والتكنولوجيا والموارد الانسانية الى افريقيا.

وقالت ليو أيضا إن الصين ستزيد من تعاونها مع المؤسسات المتعددة الاطراف مثل البنك العالمي وعمله في افريقيا. وكشفت أن الصين تخطط اقامة صندوق ثقة بـ50 مليون دولار أمريكي مع البنك العالمي لدعم تنمية البنية التحتية في المناطق النامية، بما فيها افريقيا.

ووفقا للاحصائيات الرسمية، فان الصين تعد أكبر شريك تجاري لافريقيا للاعوام الستة المتواصلة، مع وصول حجم التجارة في عام 2014 الى 222 مليار دولار أمريكي. وسجلت استثمارات الصين في افريقيا مستوى قياسي بأربعة مليارات دولار أمريكي في العام الماضي، مرتفعة بنسبة 14 في المائة عن العام السابق. وتم تسجيل 2500 شركة كبيرة ومتوسطة الحجم على الأقل كونها تدير عملياتها في افريقيا في نطاق واسع من المجالات.

وأظهر تقرير للبنك العالمي أن الاستثمارات الصينية في افريقيا تتحول تدريجيا الى مجال الانتاج في الوقت الذي تقوم فيه الدولة الآسيوية بتنويع المجالات الاستثمارية عن المجالات الأولية مثل الزراعة والمناجم، مشيرا الى أن الانتاج أمر رئيسي لتنمية افريقيا في المستقبل.

وقال رئيس الوزراء الأثيوبي هايليماريام ديساليغن في تصريحاته العلنية إن حكومته ترى أن المنتدى يتجسد بثلاثة مواضيع مهمة، بما فيها التزام افريقيا بالتحول الاقتصادي والشراكة القوية بين افريقيا والصين، وقوة التصنيع لنقل نتائج التنمية.

وقال رئيس الوزراء إن الشراكة الصينية الافريقية التي اثمرت بنتائج المنافع المتبادلة، توسعت بسرعة وتحلت بدافع جديد.

وقال إنه" في الوقت الذى يدخل فيه التعاون التجاري بين الصين وافريقيا مرحلته القادمة، هناك مجال هائل لتنويع اقتصاداتنا وصادراتنا، خصوصا بما يخص الزراعة والانتاج."، مضيفا أن "الاستثمارات الصينية يمكن أن تكون مقياسا لما يتعلق بالقيود الهيكلية واللوجستية التى تؤثر على تنافسية الصادرات الافريقية".

وأشار مكثار ديوب، نائب رئيس البنك العالمي لافريقيا ، إلى أن خبرات الصين في التفاني والتخطيط طويل المدى والبراغماتية تمثل ثلاثة دروس رئيسية لافريقيا من أجل أن تتعلمها لتحقيق التصنيع، مضيفا أن الاقتصاد الافريقي نما بمعدل 5 في المائة في العقد الماضي واثبت مرونته خلال الأزمة الاقتصادية العالمية في عامي 2008 و2009. غير أن التأثيرات السلبية على الاقتصاد من انخفاض اسعار السلع في الأشهر الأخيرة، شددت على ضرورة تنويع الاقتصاد في افريقيا، وفقا لديوب.

وكانت إحدى القضايا الرئيسية التي تمت مناقشتها في المنتدى هو دور المناطق الصناعية والمناطق الاقتصادية الخاصة في عملية التصنيع.

ومنذ عام 2007، قامت الحكومة الصينية بدعم ست مناطق صناعية بادرت شركات صينية بإنشانها في أفريقيا، وتوزعت في مصر وزامبيا ونيجيريا وأثيوبيا وماورشيوس. وأشاد اقتصاديون بينهم الرئيس السابق للبنك العالمي الاقتصادي جوستين لين، بنجاح الابتكار، خصوصا المنطقة الصناعية الشرقية في أثيوبيا لتيسير نقل الصناعة الخفيفة الصينية ذات العمالة الكثيفة.

وقال إن افريقيا، مع 1.1 مليار نسمة وتكاليف عمالة منخفضة، تعد المكان المثالي لنقل مجال الصناعة الخفيفة الصينية في الوقت الذى ينتقل فيه اتجاه سلسلة القيمة العالمية. وحث لين حكومات الصين والدول الافريقية على اغتنام هذه الفرصة التي يمكنها مساعدة كل من الصين وافريقيا في تطوير سلسلة القيمة العالمية.