بكين 9 مارس 2015 / أشاد خبير أجنبي في حقوق الإنسان بفلسفة الصين في حقوق الإنسان ومشاركتها في مساعدة الدول الإفريقية، وحث الصين على مشاركة حلمها وحكمتها مع المجتمع الدولي.
وشرح توم زوارت، أستاذ حقوق الإنسان بجامعة اوترخت الهولندية، في مقالة مؤخرا فلسفة الصين الحقوقية التي تحكم مساعداتها للدول الإفريقية، مشيرا إلى أن النهج الراسية في القيم المتجذرة والمؤسسات الاجتماعية هي قابلة للتطبيق وفعالة في حماية حقوق الإنسان المحلية.
--تعاون قائم على المساواة وبدون شروط سياسية
قبل عامين تقريبا، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة إلى القارة الإفريقية كجزء من أول جولة خارجية يقوم بها رئيسا للبلاد.
وخلال زيارته لتنزانيا، حث شي كافة الدول على احترام كرامة واستقلال إفريقيا في تنمية العلاقات مع " قارة الأمل والوعد".
وقال زوارت إنه على النقيض من العلاقات الصينية-الإفريقية التي تهدف إلى "الإنصاف وتعزيز العدالة"، تأتي المساعدات الغربية لإفريقيا مرتبطة بشكل ما بشروط صارمة حيث تحاول الدول الغربية دفع رؤيتها العالمية التي تعتبر "غريبة جدا على الأفارقة".
وأضاف الأستاذ الجامعي "أن المساعدات الصينية لا ترتبط بمثل هذه الشروط السياسية، لأن التعاون الصيني-الإفريقي قائم على المساواة".
--فلسفة حقوقية مشتركة
وقال زوارت إن "الصين وإفريقيا تنظران إلى تعاونها من خلال الفلسفة المشتركة الخاصة بهما" ولذلك "لا تلجآن بالضرورة إلى المفردات الغربية لحقوق الإنسان".
وخلافا للتصور الغربي لحقوق الإنسان من خلال عدسات القانون والليبرالية، قال زوارت إن "القيم والمؤسسات الاجتماعية التي ظهرت على مدى قرون وأحيانا آلاف السنين" في الصين وإفريقيا مبررة لكي توصف بأنها حقوق إنسان.
وأضاف أن مبادئ مثل "الصداقة والفضيلة والمعاملة بالمثل والوئام والإحسان والولاء" التي تميز العلاقات الصينية-الإفريقية وتخدم كلبنات هامة جدا لحماية حقوق الإنسان، تلبي متطلبات معاهدات حقوق الإنسان تحت الافتراض الأساسي لما يسمي بنمط المستقبلات.
وشرح زوارت أن المفهوم الذي طورته مجموعة من كبار العلماء الصينيين يفترض أن "واجب الدولة هو تنفيذ التزام حقوقي معين يمكن أن يتفق مع القيم والمؤسسات الاجتماعية وليس القانون".
كما أنه يسمح بالتكامل بين الالتزامات الدولية والسياق الثقافي والاجتماعي والسياسي المحلي عندما يتعلق الأمر بقضايا حقوق الإنسان، وفقا لقوله، مستندا على أن "حقوق الإنسان لن تكون فعالة إلا إذا نبعت من القيم المحلية".
--الحلم الصيني يستحق أن يشارك خارج الصين
مشيرا إلى أن التعاون الصيني-الإفريقي يعود إلى الخمسينات من القرن الماضي، أشاد زوارت بالدعم طويل الآجل الذي قدمته الصين "للدول الإفريقية لحل مشكلاتها باستخدام علاجاتها الخاصة النابعة من الداخل، مع احترام استقلاليتها وكرامتها" وبالتالي السماح " لإفريقيا بأن تبقى مسؤولة عن تقرير مصيرها".
وعلى مدار العقود الماضية، ساعدت الصين حركات التحرير في الدول الإفريقية من اجل الاستقلال والتخلص من الحكم الاستعماري وتطبيق حق تقرير المصير. والآن تساعدها الصين في تحسين بيئاتها التعليمية وظروفها الصحية وتعزيز اقتصاداتها وبنيتها التحتية.
وأضاف البروفيسور أن" مشاركة الصين بصورة أكثر نشاطا في خطاب حقوق الإنسان من خلال عرض فلسفتها وسجلها في هذا المجال تحتاج إلى ترحيب".
واختتم قائلا " لذلك، يتعين على الصين ألا تبقي مفاهيمها وأفكارها لنفسها، وإنما تعرفها للآخرين وتطرحها عليهم في الأسواق الدولية للأفكار. فالحلم الصيني يستحق أن يشارك مع الآخرين خارج الصين".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn