حزب اسلامي تونسي يرفض منح بلاده صفة الحليف الإستراتيجي في الناتو

   تونس 21 يونيو 2015 / أعرب حزب التحرير الاسلامي في تونس اليوم (الأحد) عن رفضه القاطع صفة الحليف الإستراتيجي خارج إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي منحتها الولايات المتحدة الأمريكية لتونس، في أعقاب زيارة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لواشنطن خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري.

وقال الحزب في بيان وزعه اليوم إنه "يرفض رفضا قطعيا إدراج تونس حليفا رئيسيا غير عضو في الناتو"، داعيا في نفس الوقت الجميع للالتفاف حول ما وصفه بـ"مشروع الأمة التحرري الذي تكتسب فيه تونس دور السبق والريادة".

وحمّل حزب التحرير في بيانه السلطات التونسية، حكومة ورئاسة، المسؤولية كاملة عما سيترتب عن ذلك من "خراب ودمار للبلاد والعباد وعما سيجره من توتر وتدافع مع الجزائر بلد المليون شهيد"، على حد تعبيره.

وأكد في المقابل أنه "سيناضل سياسيا بكافة أنواع النضال المشروعة مهما كلفه الأمر ومهما كانت التضحيات جسيمة "حتى لا تصبح تونس مجرد حسبة دولية".

وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما قد تعهد خلال إجتماعه مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بمنح تونس صفة الشريك الإستراتيجي خارج إطار حلف الناتو، ما اثار حفيظة الأوساط السياسية التونسية التي طالبت الرئاسة التونسية بتوضيح هذا الأمر.

وسعت الرئاسة التونسية إلى التقليل من أبعاد تلك الصفة، حيث إعتبر خميس الجهيناوي المستشار الدبلوماسي للرئيس التونسي، في تصريحات سابقة ان صفة الحليف الاساسي خارج حلف الناتو "هي صفة تعطى بطريقة احادية الجانب وامريكا هي من تقرر منح هذه الصفة".

واضاف ان تونس ليست الدولة العربية الوحيدة التي تحصل على هذه الصفة، لافتا إلى أن الأمر يحمل طابعا سياسيا لان العلاقات بين البلدين على المستوى السياسي مميزة و"الناتو" يتميز بطابع عسكري وخارج "الناتو" يعني خارج الاطار العسكري.

كما اعتبر ان تبعات تلك الصفة "ستكون على مستوى التدريب، حيث ستتواصل برامج التدريب للقوات المسلحة التونسية بالإضافة الى فتح المجال للبحث العلمي في قطاعات معينة مثل ما تم مع المغرب والبحرين والكويت والعديد من الدول الاخرى التي منحتها امريكا هذه الصفة بالإضافة الى التسهيلات المالية الاخرى التي تتحصل عليها تونس بهدف اقتناء المعدات العسكرية وذلك نظرا للعلاقات الدبلوماسية المميزة بين البلدين".

ويعد حزب التحرير ثالث حزب إسلامي في تونس، وكان قد حصل على ترخيص بالعمل السياسي القانوني في شهر يوليو من عام 2012، حيث ترتكز أيديولوجيته على إقامة دولة الخلافة في العالم الإسلامي.

وسبق للحكومة التونسية أن وجهت له خلال شهر يوليو من العام الماضي إنذارا شديد اللهجة وأمهلته 30 يوما لوقف مخالفاته لقانون الأحزاب، غير انه قابل ذلك بالرفض.

وفي 13 يونيو الجاري، عقد حزب التحرير مؤتمره الرابع في تونس العاصمة، تحت شعار "شمال إفريقيا مرتكز لدولة كبرى"، تم خلاله رفع رايات تنظيم القاعدة وسط شعارات متطرفة تخللتها دعوات بإقامة دولة الخلافة في تونس.