23°C~9°C

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    العرب والنظام الدولي، الماضي الحاضر والمآلات

    2015:06:19.17:19    حجم الخط:    اطبع

    وليد عبدالله، كاتب وباحث تونسي في شؤون شرق آسيا والعلاقات الصينية العربية- بكين

     يركز جل الباحثين العرب على الأثر الكارثي لإتفاقية سايكس بيكو (1916) على ماتلاها من تاريخ الدول العربية، أثناء دراستهم للعلاقة بين النظام الدولي وأزمات العالم العربي. وفي الحقيقة، إن إتفاقية "سايكس بيكو" رغم أنها قد زرعت بذور الصراع الطائفي والجيوسياسي في الدول العربية، غير أنها أقل سوءا من تغيرات أخرى شهدها النظام الدولي فيما بعد بالنسبة للعرب. وعلى العكس، كان العرب ورغم ضحالة قوتهم في فترة ماقبل الحرب العالمية الأولى وفترة مابين الحربين أكثر قدرة على المناورة والإستفادة من طبيعة النظام الدولي الذي كان يتسم بالصراع بين القوى الإستعمارية الغربية، والخروج ببعض النتائج.

    منذ بداية الأطماع الإستعمارية الأوروبية في بدايات القرن التاسع عشر، قام النظام العالمي على الصراع بين هذه القوى العالمية، لاسيما الصراع البريطاني الفرنسي، ثم الصراع بين دول الحلف ودول المحمور وصولا إلى التنافس الامريكي الأوروبي بعيْد نهاية الحرب العالمية الثانية. وقد تركت علاقات الصراع والتنافس بين القوى الغربية، هامشا من التحرك أمام الدول العربية، حيث إستفادت مصر أيام محمد علي من التنافس الفرنسي البريطاني للبروز كقوة إقليمية، كما إستفاد عرب الجزيرة العربية من بريطانيا في إستعادة السيطرة على نجد والحجاز من الحكم العثماني، وإستفاد العروبيون السوريون في الإستعانة ببريطانيا للإستقلال من فرنسا. من جهة أخرى، كانت قوى الحلف والمحور على حد السواء تسعى لكسب تأييد العرب أثناء الحرب، وهذا أعطى العرب هامشا من التحرك على أكثر من صعيد. ومع بروز الولايات المتحدة كمنافس جديد لأوروبا في قيادة النظام الدولي، إستطاعت بعض الدول العربية الإستفادة من الصعود الأمريكي في الضغط على الدول الإستعمارية الأوروبية.

           لكن تشكل ماسمي بالنظام الدولي الجديد إبان وبعيْد الحرب العالمية الثانية، والذي قام أساسا على مؤسسات البنك الدولي، صندوق النقد الدولي والتحالف العسكري، مثل إعادة ترتيب للبيت الغربي تحت إشراف أمريكي، عمل على توحيد مصالح ومصير الدول الغربية ومعالجة خلافاتها، وتوحيد أوروبا وأمريكا في كتلة واحدة، ما أغلق الهامش الذي كان يتحرك فيه العرب داخل النظام الدولي، وكان من نتائجه الدعم الدولي الكبير في مجلس الأمن لقرار تقسيم فلسطين، وخوض العرب حرب 48 دون أي سند دولي.

     لاحقا حدث تصدع جديد في النظام الدولي بإنقسامه إلى معسكر غربي وآخر شرقي، وفي هذه المرحلة كانت إستفادة العرب أكبر، حيث أسهمت إستفادة العرب من تناقضات النظام الدولي في تأميم قناة السويس في مصروفي إنتصار الثورة الجزائرية في مرحلة أولى، وأكثر من ذلك ساهم الصراع الأمريكي السوفيتي في تعزيز علاقات الأنظمة القومية العربية مع الإتحاد السوفيتي، وساعد ذلك كل من مصر وسوريا والعراق على تأسيس جيوش قوية، كان لها أثر كبير في إعادة التوازن للصراع العربي الإسرائيلي، والذي أثمر إنتصار العرب في حرب 73.

     التغير الدرامي الثاني في النظام الدولي كان عقب خروج أمريكا منتصرة في الحرب الباردة وإنهيار الإتحاد السوفيتي، وعودة النظام الدولي من جديد إلى كتلة صلبة متماسكة يسيطر عليها الغرب بقيادة أمريكا، وقد كان لهذه النتيجة أثر كارثي على العرب أيضا، حيث وجدت أمريكا أريحية كاملة في إعادة تشكيل المنطقة حسبما تريد، سيما الدول المعنية مباشرة بالصراع العربي الإسرائيلي، ماقلب ميزان القوى بشكل واضح لصالح إسرائيل. لكن نجاح أمريكا في كسر الردع العربي والمقاومة النظامية، أدى إلى بروز حركات وأنماط مقاومة لانظامية، عبثية ومتطرفة، وهذا أحد الأبعاد التي يمكن من خلالها فهم بروز الظاهرة الجهادية في العالم العربي.

     أما في الوقت الحالي، فيعيش النظام الدولي وضعا جديدا، يختلف عن وضع الصراع بين القوى الغربية ماقبل الحرب العالمية، كما يختلف عن وضع الصراع الغربي الشرقي إبان الحرب الباردة، وهو وضع لايزال فيه الغرب متماسك، لكنه بات أكثر هشاشة ويعاني تراجع مستمر لقوته، كما هو وضع فيه خلاف بين الغرب والدول الناشئة، لكنه خلاف يتميز بقدر كبير من الواقعية والعقلانية والتعايش في ظل تزايد وتيرة العولمة. لذا فإن إستفادة العرب من النظام الدولي الحالي لايمكن ان تتم من خلال التناقضات، بل من خلال إستغلال مايتيحه التغير في موازين القوى العالمية، أولا يجب على العرب أن يكونوا أكثر جرأة على إسترداد مايتركه تراجع النفوذ الغربي من فراغ لتعزيز السيادة والإستقلالية، وثانيا، يجب تعزيز العلاقات أكثر مع الدول الناشئة لمشاركتها في رسم نظام عالمي جديد ينهي الهيمنة الغربية على النظام العالمي في نهاية المطاف.

    ونلاحظ خلال السنوات الأخيرة أن بعض الدول العربية باتت تسير وفقا لهذا التمشي، حيث من جهة تعمل على إستثمار تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة في تكوين شخصية مستقلة نسبيا عن الإرادة الأمريكية والبروز كقوى إقليمية جديدة لديها إستراتيجياتها الخاصة، ومن جهة ثانية تعمل هذه الدول على تعميق علاقاتها مع الصين وإنضمت كأعضاء مؤسسة في بنك الإستثمار الآسيوي. 

    تابعنا على

    الأخبار ذات الصلة

    تعليقات

    • إسم