رابعا، مظاهر "السلام" و"عدم العنف" الكاذبة
منذ سنوات عديدة، كلما روجت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر "الطريق الوسط"، استغلت بعض التعبيرات الشائعة بما فيها "السلام" و"عدم العنف" لتزيين نفسها وإخفاء جوهرها المتمثل في العنف والتسلح، بغية إيجاد مظاهر "الرحمة" الكاذبة وكسب تعاطف المجتمع الدولي ودعمه بالحيلة والخداع. لكن وراء الكلمات المفعمة بالمشاعر الرقيقة مثل "السلام" و"عدم العنف"، لا يصعب على الناس أن يكتشفوا أنه منذ إطلاقها للتمرد المسلح عام 1959، ظلت العصابة تستخدم العنف و"عدم العنف" معا، وتمارس العنف تحت ستار "عدم العنف". لذلك، ليس "السلام" و"عدم العنف" إلا ورقة التين التي تستعملها العصابة لكسب الشهرة، ولم تتخل العصابة عن استعمال العنف أبدا لدفع تنفيذ طريق "استقلال التبت".
- من أجل تحقيق الهدف السياسي "استقلال التبت"، لم تتخل عصابة الدالاي لاما الرابع عشر عن العنف أبدا
في عام 1959، أطلقت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر تمردا مسلحا واسع النطاق، حيث شنت هجمات مسلحة على عاملي الحكومة المركزية لدى التبت، وذبحت أعدادا كبيرة من أبناء قومية التبت المؤيدين للإصلاح الديمقراطي. ولم يكن الدالاي لاما الرابع عشر على علم بذلك فقط، بل شجعه بوضوح. كان يكتب في "سيرته الذاتية": "كان كل منهم شاكي السلاح، حتى طباخي الخاص تنكب بازوكا، وعلق قذائف كثيرة حول خصره. إنه شاب كانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تدربه." بعد فراره إلى الهند، قام الدالاي لاما الرابع عشر بتنظيم القوات المسلحة من جديد، مترقبا لفرصة "العودة إلى التبت بالقوة". في عام 1960، أعادت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر تنظيم "جيش الأنهار الأربعة والجبال الستة من حراس الدين" في موستانغ الواقعة بشمالي نيبال. وفي عام 1962، وبدعم القوى الخارجية، نظمت العصابة "الوحدة الخاصة للحدود الهندية التبتية" باتخاذ أبناء التبت المنفيين قواما لها. في الفترة بين عام 1961 وعام 1965، تسللت العصابة عبر الحدود الصينية الهندية بطريقة غير شرعية 204 مرات، حيث قامت بهجمات وتشويشات جنونية على الحامية الحدودية الصينية، وعامة الناس بالمناطق الحدودية الصينية.كانت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر تنال دعما مسلحا من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. تشير المحفوظات والمراجع الأمريكية المكشوفة إلى أن عصابة الدالاي لاما الرابع عشر أقامت اتصالات مع الحكومة الأمريكية عند تحرير التبت سلميا عام 1951. وخلال فترة التمرد المسلح المندلع في التبت، لم ترسل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية رجالها لمساعدة الدالاي لاما الرابع عشر في الهروب فحسب، بل دربت بشكل خاص العناصر المسلحة القائمة بأنشطة "استقلال التبت"، وأنزلت كمية هائلة من الأسلحة والتجهيزات بالمظلات. في 8 يونيو 2012، نشرت ((صحيفة زود دويتشه تسايتونغ))الألمانية تعليقا تحت عنوان ((مظهر مقدس)) قائلة: "من المرجح أن ما يعلمه الدالاي لاما، بصفته ممثلا للسلام المحض، من الأنشطة التي قامت بها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في التبت، أكثر بكثير مما قد اعترف بعلمه به حتى اليوم. حاليا، ينزل ظل كبير على رأس هذا الملك الديني." كما أشار هذا التعليق إلى أن العلاقة المباشرة بين الدالاي لاما الرابع عشر ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية "لا تتفق أبدا مع هويته كأعلى سلطة أخلاقية".بعد أواخر سبعينات القرن العشرين، ومع تغير الوضع الدولي، لقي ما مارسته عصابة الدالاي لاما الرابع عشر من العنف علنا، استهجانا من الناس يوما بعد يوم، وتحت ضغوط هذا الوضع، بدأت العصابة تتخذ تكتيكا ثنائيا، ألا وهو خلق أحداث العنف باستمرار، لفرض الضغوط على الحكومة المركزية، هذا من ناحية؛ ومن ناحية أخرى، الدعوة إلى "عدم العنف"، لخداع الناس والتستر على أعمال العنف. وتحت تدبير وتحريض العصابة، وقعت أحداث العنف المتلاحقة في التبت في ثمانينات القرن العشرين. إذ في 21 سبتمبر 1987، ألقى الدالاي لاما الرابع عشر خطابا في الكونغرس الأمريكي، حيث روج فكرة "استقلال التبت". وفي 27 سبتمبر، صرخ الغوغاء بالشعارات الانفصالية في ساحة معبد جوكهانغ بلاسا، وهاجموا رجال الشرطة الشعبية وجرحوا العديد من الناس. في 1 أكتوبر، هاجم الغوغاء وحطموا محطة الشرطة بشارع باركور، حيث أحرقوا 7 سيارات وجرحوا عشرات رجال الشرطة الشعبية. ادعى الغوغاء: "يعمل الدالاي لاما على تحقيق استقلال التبت، نتبعه جميعا، مَن لا يشاركنا في المظاهرة، سنحطم بيته." في 5 مارس 1988، وخلال مهرجان الصلاة الكبيرة المنعقد في لاسا، هجمت مجموعة من الغوغاء على الأجهزة الحزبية والحكومية ومكاتب الأمن العام ومحطات الشرطة في معبد جوكهانغ وشارع باركور والأماكن الأخرى، وحطموا وأحرقوا السيارات والمحلات وغيرها، مما أدى إلى مقتل وإصابة 299 فردا من رجال الشرطة الشعبية وجماهير الشعب. خلال الفترة بين 5 و7 مارس 1989، وقع الاضطراب في لاسا مرة أخرى، حيث هاجم الغوغاء رجال الشرطة الشعبية بالبنادق، وأسفر ذلك عن مقتل شرطي شعبي واحد وإصابة 40 شرطيا شعبيا، كما تهدمت 107 دكاكين و24 جهازا حكوميا ومدرسة ابتدائية ولجنة سكان بالمجمعات السكنية. في 11 مارس 1992، هجم 9 أفراد من عناصر "استقلال التبت" على سفارة الصين لدى الهند بالقنابل الحارقة.وقعت أحداث العنف الأشد في 14 مارس 2008. إذ في ذلك اليوم، اتخذت مجموعة من الغوغاء الحجارة والسكاكين والهراوات كأسلحة، للقيام بالضرب والتحطيم والسلب والإحراق للمارة الأبرياء والسيارات والدكاكين والبنوك ومنافذ شركات الاتصالات والأجهزة الحكومية في أماكن عديدة بالأحياء المركزية في مدينة لاسا، الأمر الذي خرب النظام الاجتماعي المحلي بشكل خطير وألحق خسائر فادحة بحياة جماهير الشعب وممتلكاتها. خلال تلك الحادثة، أشعل الغوغاء النار في أكثر من 300 مكان، وتضررت 908 دكاكين و7 مدارس و120 مسكنا مدنيا و5 مستشفيات في لاسا، وتحطمت 10 منافذ للأعمال المالية وحُرقت 20 بناية على الأقل إلى جانب تحطم 84 سيارة ومقتل 18 بريئا من جماهير الشعب حرقا أو تقطيعا، وبلغ عدد الجرحى من الجماهير 382 فردا، من بينهم 58 فردا أصيبوا بجروح خطيرة. تفضح حقائق كثيرة أن حادثة "14 مارس" دبرتها عصابة الدالاي لاما الرابع عشر وحرضت عليها بكل جهد ودقة. بعد وقوع الحادثة، أصدر الدالاي لاما الرابع عشر تصريحا بواسطة سكرتاريته الخاصة، وصف فيه حادثة العنف تلك بـ"احتجاج سلمي". وفي 16 مارس، أعرب الدالاي لاما الرابع عشر خلال مقابلته مع مراسل من ((بي بي سي)) البريطانية قائلا: "أحترم رغبات أبناء التبت مهما فعلوا في أي وقت من الأوقات، لن أطالبهم بالتوقف." في الوقت ذاته، أجاز "مؤتمر الشباب التبتي"، الذي يتأثر تأثرا عميقا بالدالاي لاما الرابع عشر، قرارا حول "تنظيم مفرزة عصابات حالا لدخول الحدود سرا والقيام بالنضال المسلح". زعم رأس "مؤتمر الشباب التبتي" أنهم على استعداد للتضحية بمائة فرد آخر من أبناء التبت لتحقيق الانتصار النهائي.
- تخريب عصابة الدالاي لاما الرابع عشر للألعاب الأولمبية التي ترمز إلى السلام، يفضح بشكل مستفيض خداع دعوتها "عدم العنف"
تعتبر الألعاب الأولمبية رمزا لسلام الإنسان وصداقته وتقدمه، فتحظى بترحيب وحرص من شعوب دول العالم. لكن ما قامت به عصابة الدالاي لاما الرابع عشر من التشويش والتخريب لأولمبياد بكين، يعد سخرية كبيرة من صورة العصابة المسماة بـ"عدم العنف".في مايو 2007، عقدت قوى "استقلال التبت" والقوى الدولية المعادية للصين "المؤتمر الدولي الخامس للمنظمات المؤيدة للتبت" في بروكسل، عاصمة بلجيكا، حضره سامدهونج الذي كان يتولى منصب رأس "حكومة التبت في المنفى" وقتذاك. أجاز المؤتمر ((خطة إستراتيجية)) قرر فيها بدء حملة ضد أولمبياد بكين 2008. وبعد ذلك، طرحت منظمات "استقلال التبت" في الولايات المتحدة الأمريكية فكرة "الانتفاضة الكبرى لأبناء التبت". رأوا أن عام 2008 سيكون آخر فرصة لتحقيق "استقلال التبت"، فقرروا انتهاز "الفرصة المؤاتية" المتمثلة في التفات أنظار المجتمع الدولي إلى الصين قبل افتتاح أولمبياد بكين، لمحاولة "إحداث أزمة للصين من خلال تنشيط وتنسيق الأعمال داخل حدود التبت".في نهاية عام 2007، عقد "مؤتمر الشباب التبتي" و"اتحاد النساء التبتي" وغيرهما من المنظمات الراديكالية لـ"استقلال التبت" مؤتمرا في الهند، حيث أعلنت أنها ستطلق "حملة الانتفاضة الكبرى لأبناء التبت". وفي 4 و25 يناير 2008، نظمت سبع منظمات لـ"استقلال التبت" مؤتمرات صحفية في نيودلهي، عاصمة الهند، حيث أصدرت ((اقتراح "حملة الانتفاضة الكبرى لأبناء التبت")) مع نشره على أكثر من 100 موقع على الإنترنت، أعلنت فيه أنها "ستمارس 'حملة الانتفاضة الكبرى لأبناء التبت' على نطاق واسع بلا توقف اعتبارا من 10 مارس 2008". وفي 10 مارس، ألقى الدالاي لاما الرابع عشر كلمة أوعز فيها إلى العناصر العابثة بالقانون داخل حدود الصين بالقيام بأعمال العنف. وأصدر "مؤتمر الشباب التبتي" في نفس اليوم تصريحا قال فيه إنه "في الوقت الحاضر، يجب الانتهاز المُحكم للفرصة المهمة غير المسبوقة في النضالات الماضية من أجل الاستقلال، أي فرصة الألعاب الأولمبية المقامة في العام الجاري"، ومن أجل "استقلال التبت"، "لا نبخل بإراقة الدماء والتضحية بالحياة".تحت تدبير وتنظيم عصابة الدالاي لاما الرابع عشر، أحدثت قوى "استقلال التبت" سلسلة من أنشطة التشويش والتخريب في المجتمع الدولي خلال فترة الأعمال التحضيرية لأولمبياد بكين 2008. إذ خربت عناصر "استقلال التبت" المراسيم المهمة للألعاب الأولمبية مرات عديدة، بما فيها مهاجمة مراسم إيقاد الشعلة الأولمبية في اليونان، والتصرفات الوحشية مثل اختطاف الشعلة الأولمبية أثناء نقلها في بلدان عديدة، مما أثار غضبا شديدا من المجتمع الدولي.
- عصابة الدالاي لاما الرابع عشر تتجاهل حياة أبناء التبت العاديين، وتقوم بتضليل وتحريض الرهبان والعلمانيين والمؤمنين على ممارسة العنف ضد أنفسهم
في أغسطس 2011، طرح الرأس الجديد لـ"حكومة التبت في المنفى" المزعومة، بعد توليه منصبه، طرح بوضوح حملة "ابتكار عدم العنف". منذ ذلك الوقت فصاعدا، شرعت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر تحرض، عبر طرق عديدة، الرهبان والعلمانيين والمؤمنين من قومية التبت داخل البلاد على حرق أنفسهم، مما أدى إلى وقوع حوادث حرق النفس بصورة متتالية في بعض المناطق الصينية. في 29 مايو 2012، أقام "مؤتمر الشباب التبتي" اجتماع الشمعة لتأبين أبناء التبت الذين حرقوا أنفسهم، حيث ادعى زعيم "المؤتمر" أن "استقلال التبت لن ينزل من السماء، ولن ينمو من تحت الأرض، بل يعتمد على جهودنا وأعمالنا ويكلف ثمنا". وفي الفترة بين 25 و28 سبتمبر 2012، عقدت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر الدورة الثانية لـ"المؤتمر الخاص بأبناء التبت المنفيين في العالم كله"، حيث حددت بوضوح حرق النفس كـ"أعلى أسلوب لتصرف عدم العنف" والذين يحرقون أنفسهم كـ"أبطال القومية"، إلى جانب بناء قاعة تذكارية وتدبير أموال خاصة لهم. وفي فترة ما بعد ذلك، قامت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر بالدعاية الغوغائية بأن "حرق النفس لا يخالف العقيدة البوذية" و"ينتمي إلى أعمال الاستشهاد الديني، وهو عمل بوذا"، بما أغرى المؤمنين في المناطق المأهولة بأبناء قومية التبت، خاصة بعض الشباب والمراهقين قليلي التجربة، بالسير على طريق اللاعودة، الأمر الذي أدى إلى الازدياد الشديد لحوادث حرق النفس.تفضح سلسلة من قضايا حرق النفس، التي كشفتها أجهزة الأمن العام الصينية، بوضوح أن عصابة الدالاي لاما الرابع عشر هي التي سيطرت على حوادث حرق النفس ودبرتها. يعتبر معبد كيرتي الواقع في ولاية آبا الذاتية الحكم لقوميتي التبت وتشيانغ بمقاطعة سيتشوان، أكثر مكان وقعت فيه حوادث حرق النفس، تدل الحقائق على أن حوادث حرق النفس التي وقعت في ذلك المعبد ذات علاقة وثيقة بتحريض عصابة الدالاي لاما الرابع عشر. غالبا ما نظمت العصابة حوادث حرق النفس عبر أربع طرق، هي: الأولى، الاتصال بـ"مكتب الاتصال الأخباري" في معبد كيرتي بالهند بواسطة معبد كيرتي المذكور أعلاه، للسيطرة على حوادث حرق النفس عن بعد وتدبيرها؛ الثانية، تسلل أعضاء "مؤتمر الشباب التبتي" عبر حدود البلاد بطريقة غير شرعية، للتحريض على حرق النفس وتنظيمه؛ الثالثة، إيعاز الأفراد العائدين من الخارج إلى المحليين بحرق النفس؛ الرابعة، استغلال شبكة الإنترنت والوسائل الإعلامية الساعية لـ"استقلال التبت" للترويج لحرق النفس والتحريض عليه.فضلا عن ذلك، نشرت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر كتاب ((دليل حرق النفس)) الذي يرشد تصرفات حرق النفس، لتحرض وتغري، بشكل منهجي، أبناء التبت داخل حدود البلاد بحرق أنفسهم. إن مؤلف الكتاب لهاموجيه، كان "عضوا" بـ"البرلمان في المنفى" لدورتين متتاليتين. ينقسم ((دليل حرق النفس)) إلى أربعة أجزاء: الجزء الأول يروج أن الذين حرقوا أنفسهم هم "أبطال شجعان، عظماء وأمجاد جدا"، ويحرض "الأبطال والبطلات" على الاستعداد للتضحية بأنفسهم في أي وقت؛ الجزء الثاني يعلم كيفية القيام بـ"الأعمال التحضيرية لحرق النفس"، ويرشد محرقي أنفسهم بالتفصيل بـ"اختيار يوم مهم" و"اختيار مكان مهم" و"ترك وصية مكتوبة أو مسجلة صوتيا" و"إنه أمر مهم جدا أن تكلف شخصا أو شخصين تثق بهما للمساعدة في تسجيل الفيديو أو التصوير"؛ الجزء الثالث هو "شعارات حرق النفس"، يحرض محرقي أنفسهم على الهتاف بالشعارات الموحدة؛ الجزء الرابع حول الأعمال الأخرى ذات الصلة بحرق النفس. عليه، إن كتاب ((دليل حرق النفس)) ليس سوى دليل هلاك يحرض الآخرين على ممارسة العنف ضد أنفسهم وخلق الجو الإرهابي. فيعد تأليفه ونشره ارتكاب جريمة قتل بلا ريب، ويخالفان عقيدة البوذية التبتية تماما.إن ممارسة العنف ضد الذات في المناسبات العامة هي بذاتها من أعمال العنف، هدفها خلق الجو الإرهابي ونشر النفسية الإرهابية. تجاه هذه المسألة التي يتضح الصواب والخطأ فيها، لعب الدالاي لاما الرابع عشر دورا سيئا. إذ في 8 نوفمبر 2011، أي في الفترة الأولى منذ بداية وقوع حوادث حرق النفس، قال في مقابلة صحفية مع الوسائل الإعلامية إن "المشكلة هي أن حرق النفس يقتضي الشجاعة، الشجاعة الكبيرة جدا." الأمر الذي يدعو في الحقيقة لإبداء الإعجاب والتقدير لمحرقي أنفسهم. في 3 يناير 2012، برر حرق النفس قائلا: "ينتمي الانتحار إلى أعمال العنف من حيث الظاهر، لكن التمييز بين العنف وعدم العنف ينسب إلى النية والهدف في نهاية المطاف، الأعمال التي مصدرها الغضب والحقد هي أعمال عنف." فمن البديهي أنه يرى حرق النفس من أعمال "عدم العنف". كما قال في مقابلة صحفية خاصة جرت في 8 أكتوبر 2012: "إنني متأكد جدا أن سبب تضحية محرقي أنفسهم هؤلاء بأنفسهم يرجع إلى أنهم اعتنقوا نية صادقة، سعوا وراء العقيدة البوذية ورفاهية الشعب، فيكون ذلك إيجابيا من الزاوية البوذية." وهنا أبدى تقديرا وتمجيدا واضحين لحرق النفس. علاوة على ذلك، استغل الدالاي لاما الرابع عشر هويته كقائد ديني ليشرف على "الطقوس الدينية" بنفسه ويتقدم غيره في "إقامة الجنازة البوذية على روح الميت" و"تلاوة الأسفار البوذية" و"أداء الصلاة" لمحرقي أنفسهم، وكان كل ذلك يلعب دورا كبيرا في تحريض وتضليل المؤمنين ذوي المشاعر الدينية البسيطة.يعتبر احترام الحياة ومعارضة العنف دعوة أساسية للبوذية. البوذية لا تعارض القتل فحسب، بل تعارض الانتحار أيضا، وتدعو إلى الرحمة وحسن التعامل مع جميع الأحياء والحرص عليها وحمايتها. يعد عدم الانتحار وصية دينية حاسمة حددها البوذا. وإن كلا من الانتحار وجعل الآخر ينتحر شر كبير تنص الكلاسيكيات البوذية عليه. إذ ينص كل من ((فينايا في أربعة أجزاء)) و((ماهيساساكا فينايا)) و((الوصايا العشر)) وغيرها من الوصايا البوذية للرهبان على: إذا انتحر راهب أو كلف شخصا آخر بقتله أو جعل شخصا آخر ينتحر، ارتكب هذا الراهب ذنب القتل الكبير وفقد أهلية الرهبنة، فلا بد من طرده من صفوف الرهبان. كما ترى البوذية أن التحريض على الانتحار والتشجيع عليه والإعجاب به وتوفير شروط وتسهيلات للتصرفات الانتحارية، إثم خطير. أما ما تتخذه عصابة الدالاي لاما الرابع عشر من الموقف والأعمال إزاء حرق أبناء التبت لأنفسهم، فهو بمثابة تحريض وإغراء الآخرين بالانتحار، وهو جريمة. إن هذا النوع من التصرفات لا يخالف الفطرة والأخلاق الأساسية للإنسان فحسب، بل يدوس على العقيدة البوذية بشدة، ويتنافى تماما مع الرؤية البوذية للحياة. من أجل حماية حقوق الشعب والدفاع عن كرامة القانون، اتخذت حكومة الصين إجراءات متعددة النواحي لمنع وقوع حوادث حرق النفس ولإنقاذ حياة الأبرياء، مع معاقبة ومعالجة العناصر المخالفة للقانون والمجرمين في حوادث حرق النفس طبقا للقانون، الأمر الذي أحبط مؤامرة عصابة الدالاي لاما الرابع عشر حول استغلال حرق النفس لتحقيق "استقلال التبت".
- عصابة الدالاي لاما الرابع عشر تثير الحقد القومي وتدرب خلف "قضية استقلال التبت" الذين يقدسون العنف
منذ سنوات عديدة، ومن أجل تحقيق "استقلال التبت"، لم تتوقف عصابة الدالاي لاما الرابع عشر أبدا عن إحداث الجفاء والتناقض بين قومية التبت والقوميات الصينية الأخرى، وتبذر بذور الشقاق في العلاقات القومية، مع إثارة الحقد القومي. إذ منذ فشله في إطلاق التمرد عام 1959، زعم الدالاي لاما الرابع عشر في كلماته دائما: أن "أبناء قومية هان الحمر" هم "ثعابين في الصدر وأشياء مكروهة"؛ "يبدون مصابين بخلل عقلي"؛ و"يتخذون أبناء التبت حيوانات ويعذبونهم بقسوة"؛ "منذ مجيئهم، ازدادت الآلام التي تعانيها التبت، فمصدر الآلام المتزايدة هو أبناء قومية هان"؛ "أبناء قومية هان وحشيون وشرسون لا يرحمون، يبذلون كل ما في وسعهم لإبادة قومية التبت"، و"الحزب الشيوعي الصيني ذبح ما يزيد عن مليون فرد من أبناء التبت". إضافة إلى ذلك، في السنوات الأخيرة، استغلت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر حوادث حرق النفس لتعزيز تعاليم الحقد، إذ عرضت صور مشاهد حرق النفس في مدارس أنشأتها، وأجبرت الأطفال على تقديم احترامهم لمحرقي أنفسهم، وافترت على سياسة الحكومة المركزية بشأن حكم التبت، وعززت الجفاء بين القوميات، والنفسية الحاقدة.إن "مؤتمر الشباب التبتي"، الذي تأسس عام 1970، منظمة راديكالية لـ"استقلال التبت" تخضع مباشرة لأمر الدالاي لاما الرابع عشر، هدفه هو تربية "الخلف" لـ"قضية استقلال التبت". تنص لوائح "المؤتمر" على "اتباع القيادة والإرشادات الصائبة للقديس الشفيع الدالاي لاما الرابع عشر"، و"السعي وراء القضية العادلة لتحقيق حرية التبت واستقلالها"، و"عدم البخل بالتضحية بالحياة". منذ أول يوم لتأسيسه، يمارس "مؤتمر الشباب التبتي" أنشطة العنف والإرهاب بلا انقطاع. وقد ادعى رؤساء "المؤتمر" من أجيال عديدة: "أن النضال المسلح واستعمال العنف هما الطريق الوحيد لتحقيق الاستقلال الكامل للتبت"، و"يمكن تحقيق أكبر فعالية بأدنى ثمن بواسطة أنشطة الإرهاب"، و"يمكن لأنشطة الإرهاب أن تؤثر على نطاق واسع وتجتذب أنظار المجتمع الدولي إلى مسألة التبت". في 3 يوليو 2003، قال كلسانغ فونتسوك، كان رئيس "مؤتمر الشباب التبتي" حينذاك، في مقابلة صحفية مع الوسائل الإعلامية: "من أجل قضيتا، لا نبخل باتخاذ أية وسيلة، عنفية أو غير عنفية." ومنذ سنوات عديدة، لم يقم "مؤتمر الشباب التبتي" بتدبير وتحريض الجماهير العادية، التي لا تعلم الوقائع الحقيقية، على المشاركة في أعمال العنف فحسب، بل يدرب بنشاط قواه المسلحة والاحتياطية. إذ أنشأ قاعدة تدريبات مسلحة في دارامسالا بالهند، ونظم "جمعية مقاتلي حرية التبت"، لممارسة الأنشطة التخريبية المسلحة، وأرسل رجاله للاتصال بالمنظمات الإرهابية الدولية، سعيا وراء الدعم المتبادل فيما بينهما. وإن كثيرا من حوادث الإرهاب الواقعة في التبت والمناطق الأخرى، ذات علاقة مباشرة مع "مؤتمر الشباب التبتي".انطلاقا من هدفها السياسي المتمثل في تربية خلف "استقلال التبت"، خلقت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر حادث "أيتام قومية التبت" الذي أدى إلى التفرقة العائلية ومآسي عالم الإنسان. إذ حسبما نشرته ((صحيفة نويه تسورشر تسايتونغ)) السويسرية، في ستينات القرن العشرين، تواطأ الدالاي لاما الرابع عشر مع تاجر سويسري في خطف نحو 200 طفل من قومية التبت من آبائهم وأمهاتهم بالقوة، والكذب بأنهم "أيتام"، لتدبير تبني عائلات سويسرية لهم. إن هذه التصرفات التي قام بها الدالاي لاما الرابع عشر، تخالف الأخلاق الإنسانية علنا وتدوس على حقوق الأطفال بشدة، ولا تسمح بها العدالة والطيبة الإنسانية.من أجل الحفاظ على سلطتها وإقصاء معارضيها، تلجأ عصابة الدالاي لاما الرابع عشر إلى الاغتيال والسم والوسائل الأخرى ضد الذين يختلفون عنها في وجهات النظر السياسية والدينية، وتضطهدهم سياسيا ودينيا. إذ في أواخر تسعينات القرن العشرين، تعرض البوذا الحي كوندي لينغ لمحاولة اغتيال في بيته وأصيب بجرح خطير، وتلقى كل من البوذا الحي الشاب تريجانغ والبوذا الحي الشاب سومبا "تهديدا بالموت". وكل هذه الحوادث ذات صلة مباشرة بعصابة الدالاي لاما الرابع عشر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn