ثالثا، جوهر "الطريق الوسط" هو تقسيم الصين
بعد أكثر من نصف قرن من تضامن وكفاح أبناء التبت بمختلف قومياتهم، سارت التبت على طريق تنموي يتفق مع متطلبات تطور العصر والمصالح الأساسية للشعب، وحققت إنجازات تنموية مرموقة. لكن عصابة الدالاي لاما الرابع عشر، انطلاقا من الهدف السياسي "استقلال التبت"، لم تتجاهل تطور التبت وتقدمها فحسب، بل تطمس بقدر ما تستطيع نتائج كفاح أبناء التبت بمختلف قومياتهم، محاولة إنكار الطريق الصحيح الذي تسلكه التبت.منذ سنوات عديدة، ظل تكتيك "استقلال التبت" لعصابة الدالاي لاما الرابع عشر يتغير بلا انقطاع. بعد هروبها إلى الهند فور فشلها في تمردها المسلح الشامل في مارس 1959، دعت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر علنا إلى تحقيق "استقلال التبت" عبر سبل العنف. وبعد أواخر سبعينات القرن العشرين، ومع تحسن العلاقات الصينية - الأمريكية، رأت العصابة أن الوضع الدولي ليس في صالحها، فبدأت تغيير تكتيكها وطرحت ما يدعى "الطريق الوسط"، لتحويل الاستقلال العلني إلى الاستقلال المقنع. بعد ثورات 1989، أخطأت العصابة في تقدير الوضع، وظنت أنه قد حان وقت تحقيق "استقلال التبت"، فطرحت تحقيق "الاستقلال التام". بعد عام 1994، لاحظت العصابة أن ليس هناك بصيص أمل لتحقيق "استقلال التبت"، فغيرت شعارها مرة أخرى، وأعادت التلويح بلافتة "الطريق الوسط"، طالبة ما يدعى "الحكم الذاتي العالي الدرجة". وفي السنوات الأخيرة، عززت العصابة ترويجها لـ"الطريق الوسط"، وعجلت تزيينه.إن "الطريق الوسط"، يسمى بـ"طريق مادهياماكا" أيضا، كلمة بوذية أصلا، لكن عصابة الدالاي لاما الرابع عشر قامت بتسييسها. يشتمل جوهر "الطريق الوسط" على خمس نقاط: أولا، عدم الاعتراف بأن التبت ظلت جزءا من الصين منذ القدم، والادعاء بأن "التبت كانت دولة مستقلة تماما في التاريخ"، و"استولت عليها الصين عام 1951"، و"يحق لأبنائها الاستقلال من زاوية التاريخ". ثانيا، التآمر على تأسيس "منطقة التبت الكبرى" التي لم تكن موجودة أبدا في التاريخ، والزعم بأن "مسألة التبت" مسألة أبناء قومية التبت البالغ عددهم 6 ملايين، وطلب ضم التبت وسيتشوان ويوننان وقانسو وتشينغهاي وغيرها من المناطق التي يتجمع فيها أبناء قومية التبت والقوميات الأخرى، لتأسيس منطقة إدارية موحدة. ثالثا، طلب تنفيذ "الحكم الذاتي العالي الدرجة" الذي لا يتقيد بالحكومة المركزية، وعدم الاعتراف بقيادة الحكومة المركزية والأنظمة الاجتماعية والسياسية النافذة المفعول في التبت، والادعاء بتأسيس "حكومة ذاتية الحكم"، وأن "يتحمل أبناء التبت (أي عصابة الدالاي لاما الرابع عشر) المسؤولية عن جميع الشؤون باستثناء الشؤون الخارجية والدفاع الوطني، ويتمتعون بكافة الصلاحيات." رابعا، معارضة إرسال الحكومة المركزية قواتها للمرابطة في التبت، والاعتراف الظاهري بإشراف الحكومة المركزية على الدفاع الوطني، لكن، طرح "انسحاب كافة القوات الصينية من التبت" لتحويل التبت إلى "منطقة سلمية دولية". خامسا، تجاهل حقيقة أن يتعايش أبناء القوميات العديدة في هضبة تشينغهاي - التبت منذ القدم، وتقييد دخول أبناء القوميات الأخرى "منطقة التبت الكبرى"، وطرد أبناء القوميات الأخرى الذين يعيشون في هضبة تشينغهاي - التبت جيلا بعد جيل.يعترف "الطريق الوسط" ظاهريا بـ"سيادة" الصين على التبت في مقابل حصول عصابة الدالاي لاما الرابع عشر على "سلطة الحكم" في التبت وإنشاء كيان سياسي "شبه مستقل" تسيطر العصابة عليه؛ ويسعى وراء "السيادة" بعد توطيد "سلطة الحكم"، في سبيل تحقيق "استقلال التبت" في نهاية المطاف. لا يتفق "الطريق الوسط"، باعتباره منهاجا سياسيا هادفا لتحقيق "استقلال التبت" على خطوات، مع تاريخ الصين وأحوالها الواقعية ودستورها وقوانينها ونظامها الأساسي، ولا يتطابق مع تاريخ التبت وأحوالها الواقعية والعلاقات القومية فيها، كما يخالف المصالح الأساسية للشعب الصيني كله بما فيه أبناء قومية التبت.
- ظلت التبت جزءا من الصين منذ القدم، ولم تكن دولة مستقلة أبدا
ظلت التبت جزءا من الصين منذ القدم، وقومية التبت واحدة من القوميات ذات التاريخ العريق في داخل حدود الصين، قدمت إسهاما في تشكيل وتطوير رابطة المصير المشترك للأمة الصينية. توضح كمية هائلة من البحوث الأثرية والتاريخية أنه في داخل حدود الصين، ترتبط قومية التبت ارتباطا وثيقا بقومية هان والقوميات الأخرى منذ زمن قديم في نواحي قرابة الدم واللغة والثقافة وغيرها، ولم تنقطع الاتصالات الاقتصادية والسياسية والثقافية بين منطقة التبت ومناطق الصين الداخلية خلال التطور التاريخي الطويل الأجل. تعتبر سلطة توبوه، التي نهضت في التبت في القرن السابع الميلادي، أول سلطة محلية في تاريخ الصين، قدمت مساهمة مهمة في تنمية المناطق الحدودية بجنوب غربي الصين.في عصور الصين القديمة، تم إدراج منطقة التبت تحت إدارة الحكومة المركزية رسميا في عهد أسرة يوان (1271 - 1368). حيث أنشأت أسرة يوان مجلس الإدارة العامة للشؤون البوذية ومكتب الأعمال التنفيذية، لإدارة الشؤون العسكرية والسياسية والدينية في منطقة التبت بصورة مباشرة، إلى جانب إحصاء السكان وإنشاء محطات خيالة البريد وجباية الضرائب ومرابطة الجيش وتعيين الموظفين الحكوميين وتطبيق قانون العقوبات والتقويم لأسرة يوان في التبت، مما مارس الإدارة الفعالة بصورة مستفيضة. في عهد أسرة مينغ (1368 - 1644)، نُفذت سياسة منح الألقاب والإقطاعيات على نطاق واسع في التبت، حيث مُنح لقب "الملك الديني" ولقب "المستشار الملكي المتعبد" وغيرهما لزعماء الطوائف الدينية في أنحاء التبت. في الوقت نفسه، كان الملك الجديد لا يمكنه وراثة عرش منطقة التبت إلا بعد مصادقة الإمبراطور وإرسال مبعوثه لمنح اللقب له. وفي عهد أسرة تشينغ (1644 - 1911)، منحت الحكومة المركزية لقبا لكل من الدالاي الخامس والبانتشن الخامس، باعتبارهما زعيمين لمذهب قلوق للبوذية التبتية، على التوالي، مما حدد لقبي الدالاي لاما والبانتشن أرديني ومكانتهما السياسية والدينية بصورة رسمية. منذ ذلك الحين فصاعدا، منحت الحكومة المركزية ألقابا للدالاي والبانتشن من كافة الأجيال، فتشكل نظام ثابت ومحدد. اعتبارا من عام 1727، بدأت أسرة تشينغ تعين وزيرا مقيما في التبت ليراقب ويدير شؤون التبت المحلية نيابة عن الحكومة المركزية، وبُعث أكثر من 100 فرد لتولي ذلك المنصب على التوالي. في عام 1751، أبطلت أسرة تشينغ نظام حكم الملك غير المتدين، وعينت الدالاي لاما السابع رسميا ليدير حكومة التبت المحلية، ونفذت الدمج بين السياسة والدين، وأنشأت كاشاق المتكونة من أربعة كالون كانوا تحت أمر الوزير المقيم في التبت والدالاي لاما. في عام 1774، عندما أرسلت شركة الهند الشرقية البريطانية مبعوثا إلى معبد تاشيلهونبو بغية إقامة اتصالات مباشرة مع التبت، رد البانتشن أرديني السادس قائلا إن التبت تنتمي إلى أرض الصين، نفعل كل شيء تحت أمر إمبراطور الصين. في عام 1793، أصدرت أسرة تشينغ ((اللوائح الـ29 الإمبراطورية حول إدارة شؤون التبت))، بما أكمل وحسن الأنظمة العديدة التي أدارت الحكومة المركزية منطقة التبت بها، وحدد بوضوح أن تناسخ الأرواح للدالاي لاما وغيره من كبار البوذا الحي، يجب تحديده واعتماده عبر سحب القرعة من جرة ذهبية وبعد إبلاغ الحكومة المركزية للحصول على موافقتها. وبعد ذلك، تم تحديد واعتماد كل من الدالاي لاما العاشر والحادي عشر والثاني عشر والبانتشن أرديني الثامن والتاسع والحادي عشر عبر سحب القرعة من جرة ذهبية. أما الدالاي لاما الثالث عشر والرابع عشر والبانتشن أرديني العاشر، فوافقت الحكومة المركزية على تحديدهم واعتمادهم بدون سحب القرعة من جرة ذهبية.ورثت جمهورية الصين (1912 - 1949) ما تشكل في التاريخ من سيادة الحكومة المركزية على التبت، وواصلت تنفيذ الإدارة السيادية للتبت. أعلن آخر إمبراطور لأسرة تشينغ في ((مرسوم تنازل إمبراطور تشينغ عن العرش)) الصادر في عام 1912، "إعادة سلطة الحكم إلى شعب البلاد كلها، وتحديد نظام الجمهورية الدستورية"، و"ضم جميع الأراضي المأهولة بالقوميات الخمس بما فيها مان وهان ومنغوليا وهوي والتبت، لتأسيس جمهورية الصين". حدد كل من ((الدستور المؤقت لجمهورية الصين)) و((الدستور المؤقت لجمهورية الصين في مرحلة الإصلاح السياسي))، اللذين تم وضعهما عام 1912 وعام 1931 على التوالي، بوضوح أن التبت من أرض جمهورية الصين. في عام 1929، أنشأت حكومة جمهورية الصين بنانجينغ لجنة شؤون منغوليا والتبت، لتمارس السلطة الإدارية للتبت. وفي عام 1940، أنشأت حكومة جمهورية الصين مكتب لجنة شؤون منغوليا والتبت لدى التبت في مدينة لاسا باعتباره جهازا دائما للحكومة المركزية في منطقة التبت. كما تم تحديد واعتماد وتنصيب كل من الدالاي لاما الرابع عشر والبانتشن أرديني العاشر بموافقة حكومة جمهورية الصين وقتذاك. على الرغم من الحروب الشعواء بين أمراء الحرب وتكرر الاضطرابات الداخلية وضعف الدولة في عهد جمهورية الصين، بيد أن الحكومة المركزية ظلت تحافظ على سيادة الدولة على التبت في الظروف الصعبة جدا.بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، انتهت الحالة الانفصالية في البلاد كلها، وصار تحقيق وحدة الدولة في الظروف التاريخية الجديدة نتيجة حتمية للتطور التاريخي. يعد التحرير السلمي للتبت ومرابطة جيش التحرير الشعبي في التبت إجراءا عادلا قامت به حكومة الصين المركزية لممارسة سيادة الدولة وحماية وحدتها والدفاع عن سلامة أراضيها بعد تغير السلطة المركزية. كما تعتبر ((اتفاقية الـ17 مادة))، التي تم توقيعها بين الحكومة المركزية وحكومة التبت المحلية السابقة، مرسوما داخليا تم الاتفاق عليه على أساس احترام وتأكيد الحقيقة التاريخية المتمثلة في أن التبت جزء من الصين. بعد التحرير السلمي، سارت التبت على الطريق الاشتراكي تدريجيا، ويعمل أبناء التبت بمختلف قومياتهم مع أبناء مختلف القوميات في البلاد كلها سوية على دفع تطور الدولة وتقدمها.توضح الحقائق التاريخية بشكل مستفيض أن التبت ظلت جزءا من الصين منذ القدم، ولم تكن دولة مستقلة على الإطلاق. في العالم الحاضر، تعترف دول العالم بشكل عام بأن التبت جزء من الصين، ولم يعترف أي بلد بـ"استقلال التبت"، فلا توجد مسألة "المكانة السياسية" للتبت على الإطلاق. بعد هروب الدالاي لاما الرابع عشر إلى الخارج عام 1959 بسبب اعتراضه على الإصلاح الهادف إلى إلغاء نظام العبودية، لا يحق له على الإطلاق أن يمثل أبناء التبت ويقرر مستقبل التبت ومصيرها. وإن ما يدعى "الحكومة في المنفى" ليس إلا منظمة سياسية غير شرعية تقوم بالنشاطات الرامية لتقسيم الصين، ولا تتمتع بأية شرعية، ولا تعترف بها أي دولة في المجتمع الدولي.
- "منطقة التبت الكبرى" اختلاق محض، ولا تتفق مع تاريخ الصين ووضعها
عندما تروج عصابة الدالاي لاما الرابع عشر دعوتها "الطريق الوسط"، يلذ لها الحديث عن "منطقة التبت الكبرى" المزعومة في أحوال كثيرة. حسب ما تتوهمه عصابة الدالاي لاما الرابع عشر، يمتد نطاق "منطقة التبت الكبرى" إلى جنوبي شينجيانغ وممر خشي شمالا، ووسط قانسو ووسط سيتشوان شرقا، ووسط يوننان جنوبا، يضم كافة أراضي منطقة التبت الذاتية الحكم ومقاطعة تشينغهاي ونصف مقاطعة سيتشوان ونصف مقاطعة قانسو ورُبع مقاطعة يوننان إلى جانب جنوبي منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم، فتتجاوز المساحة الإجمالية لـ"منطقة التبت الكبرى" رُبع مساحة أراضي الصين.لا يوجد أي أساس لـ"منطقة التبت الكبرى" في تاريخ التقسيمات الإدارية الصيني. تشكلت التقسيمات الإدارية في الصين المعاصرة خلال التطور التاريخي الطويل الأمد. في عهد أسرة تانغ (618 - 907)، كانت سلطة توبوه سلطة متعددة القوميات شكلها أبناء توبوه بشكل مشترك مع أبناء مختلف القوميات والقبائل الذين عاشوا في هضبة تشينغهاي - التبت والمناطق المحيطة بها. بعد هلاك سلطة توبوه، تعايش أبناء توبوه في منطقة هضبة تشينغهاي - التبت مع أبناء مختلف القوميات الأخرى بشكل مختلط، ولم تكن هناك سلطة موحدة. في عهد أسرة يوان، تم في منطقة التبت إنشاء مكتب المارشال لولايات ووسي وتسانغ وناليسوقولوسون (أي مكتب الشؤون العسكرية والمدنية في ووسي وتسانغ) لإدارة منطقة التبت، وفي المناطق الأخرى التي تجمع فيها أبناء قومية التبت، تم إنشاء مكتب مبعوث الشؤون العسكرية والمدنية لولاية توبوه وغيرها (أي مكتب الشؤون العسكرية والمدنية في دوكهامس) ومكتب مبعوث الشؤون العسكرية والمدنية لإقليم توبوه وغيره (أي مكتب الشؤون العسكرية والمدنية في دوسماد) على التوالي. كانت المكاتب الثلاثة المذكورة أعلاه تابعة لمكتب الأعمال التنفيذية باعتباره جهازا إداريا مركزيا (سُمي هذا المكتب في البداية بمجلس الإدارة العامة). وفي عهد أسرة مينغ، تم في التبت إنشاء مكتب مبعوث قيادة ووسي وتسانغ ومكتب المارشال للشؤون العسكرية والمدنية في نجاري، ثم ارتقى مكتب مبعوث القيادة إلى مستوى الحاضرة الإدارية. وفي إقليم دوكهامس، تم إنشاء مكتب مبعوث قيادة دوكهامس (ثم ارتقى إلى مستوى الحاضرة الإدارية). في السنة الرابعة من فترة حكم الإمبراطور يونغ تشنغ في أسرة تشينغ (عام 1726)، ولمواجهة الاضطرابات المندلعة في منطقة التبت، عدلت الحكومة المركزية التقسيمات الإدارية بين التبت وبين المقاطعات والمناطق المجاورة لها بما فيها سيتشوان ويوننان وتشينغهاي، وعليه، تشكل الهيكل الأساسي للتقسيمات الإدارية الذي استعملته أسرة تشينغ لإدارة التبت والمناطق الأخرى التي تجمع أبناء قومية التبت فيها، ويستمر الهيكل حتى اليوم. وإلى ما قبل التحرير السلمي عام 1951، لم يتجاوز النطاق الإداري لحكومة التبت المحلية حدود منطقة التبت الذاتية الحكم اليوم.إن "منطقة التبت الكبرى" هي وليد اعتداء المستعمرين الغربيين على الصين ومحاولتهم لتقسيمها. لم يكن مفهوم "منطقة التبت الكبرى" ابتكارا أوليا لعصابة الدالاي لاما الرابع عشر، وإنما طرحه المستعمرون البريطانيون في "مؤتمر سيملا" المنعقد بين عامي 1913 و1914، مع كتابته في "معاهدة سيملا" غير الشرعية. إن هذه المعاهدة تقسم المناطق الصينية التي تجمع أبناء قومية التبت فيها إلى "التبت الخارجية" و"التبت الداخلية": يقصد بـ"التبت الخارجية" منطقة التبت الذاتية الحكم اليوم، حيث يطبق فيها "الحكم الذاتي"؛ ويقصد بـ"التبت الداخلية" المناطق بمقاطعات سيتشوان ويوننان وقانسو وتشينغهاي والتي يتجمع أبناء قومية التبت فيها، حيث يمكن لحكومة الصين تعيين الموظفين الرسميين وإرسال القوات للمرابطة فيها. بسبب المعارضة الشديدة من قبل أبناء مختلف القوميات في الصين، لم يوقع مندوب حكومة الصين وقتذاك على المعاهدة ولم يعترف بها، فانتهى "مؤتمر سيملا" بالفشل، وصارت "معاهدة سيملا" مجرد قصاصة ورق. على الرغم من ذلك، ظل المستعمرون البريطانيون يعملون بنشاط على تربية ودعم القوى الانفصالية الرفيعة المستوى في التبت، بينما كانت تلك القوى الانفصالية تتخيل تحقيق "الحكم الذاتي" بدعم بريطانيا. لم يستيقظ الدالاي لاما الثالث عشر، الذي كان المستعمرون البريطانيون يستغلونه، إلا في أواخر أيام حياته، فقال عام 1930 لمندوب الحكومة المركزية وقتذاك، ليو مان تشينغ، في لاسا: "كيف تقسم أراضي الصين إلى جزئي وجزئك حتى بالقوة.. الشجار بين الإخوان ليس جديرا بالتقدير."يتجاهل مفهوم "منطقة التبت الكبرى" التاريخ والثقافة اللتين خلقهما أبناء مختلف القوميات في هضبة تشينغهاي - التبت سوية. بعد فترات طويلة من التبادل والتواصل بين مختلف القوميات في الصين، تشكلت الميزة الانتشارية المتمثلة في تواجد أبناء مختلف القوميات في أنحاء البلاد وتجمع أبناء قومية واحدة في منطقة واحدة. في الصين، غالبا ما ينتشر أبناء قومية واحدة في مختلف المناطق الإدارية، في الوقت ذاته يتجمع أبناء مختلف القوميات في منطقة إدارية واحدة. في منطقة هضبة تشينغهاي - التبت، خاصة في المناطق المجاورة لها، يعيش أبناء بضع عشرة قومية منذ القدم، بما فيها قوميات هان والتبت وهوي ومنبا ولوبا وتشيانغ ومنغوليا وتو ودونغشيانغ وباوآن ويويقو وسالار وليسو وناشي وبومي ونو، حيث يعدون أصحابا مشتركين لهذه الأرض. اليوم، يعيش أبناء القوميات العديدة بصورة مختلطة في كل من التبت ومقاطعات سيتشوان ويوننان وقانسو وتشينغهاي، ويعد ذلك نتيجة تاريخية للتواصل والتبادل والتمازج الطويل الأمد بين أبناء مختلف القوميات في الصين. نظرا للظروف الجغرافية والتاريخية والعادات والتقاليد والأسباب الأخرى، يخضع مختلف قبائل قومية التبت في سيتشوان ويوننان وقانسو وتشينغهاي لإدارة مختلف المقاطعات الصينية، وتتعايش مع القوميات الأخرى بالمناطق المختلفة بشكل متشابك لمدة طويلة. خلال التطور التاريخي الطويل الأجل، لا يحتفظ أبناء قومية التبت في مختلف المناطق الإدارية بالخصائص القومية المشتركة فحسب، بل يختلفون بعضهم عن البعض في اللهجات القبائلية والعادات والتقاليد والنواحي الأخرى، ويتمتعون بميزاتهم الخاصة. في نفس الوقت، يقوم أبناء قومية التبت في مختلف المناطق باتصالات مكثفة مع أبناء القوميات الأخرى المحليين في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة وغيرها، خاصة أن الاتصالات الاقتصادية بينهم وثيقة جدا، فيتمتعون بالخصائص الثقافية الإقليمية المشتركة أو المتشابهة.ينحرف مفهوم "منطقة التبت الكبرى" عن أحوال الصين الواقعية تماما. في الصين، يعتبر نظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي نظاما سياسيا أساسيا للدولة. يقصد بنظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي تطبيق الحكم الذاتي الإقليمي في المناطق التي يتجمع فيها أبناء مختلف الأقليات القومية، ذلك تحت قيادة الدولة الموحدة، وإقامة أجهزة الحكم الذاتي لتمارس سلطة الحكم الذاتي. تنقسم أقاليم الحكم الذاتي القومي إلى ثلاثة مستويات، هي المنطقة الذاتية الحكم والولاية الذاتية الحكم والمحافظة الذاتية الحكم. يعتبر كل من أقاليم الحكم الذاتي القومي جزءا لا يتجزأ من جمهورية الصين الشعبية. بعد تأسيس الصين الجديدة، وباستثناء منطقة التبت الذاتية الحكم، تم إنشاء 8 ولايات ذاتية الحكم لقومية التبت وولاية ذاتية الحكم لقوميتي التبت وتشيانغ وولاية ذاتية الحكم لقوميتي منغوليا والتبت ومحافظتين ذاتيتي الحكم لقومية التبت في المناطق بمقاطعات سيتشوان ويوننان وقانسو وتشينغهاي وغيرها والتي يتجمع فيها أبناء قومية التبت، كما تم إنشاء محافظات ذاتية الحكم للقوميات الأخرى في بعض الولايات الذاتية الحكم لقومية التبت. إن هذا النوع من التقسيمات الإدارية لا يأخذ بعين الاعتبار المستفيض الميزات التاريخية لانتشار القوميات فقط، بل يضع التنمية المستقبلية نصب العينين، مما يجسد الجمع بين العناصر القومية والعناصر الإقليمية، وبين العناصر التاريخية والعناصر الواقعية، وبين العناصر السياسية والعناصر الاقتصادية، فذلك في صالح الازدهار والتنمية المشتركتين لمختلف القوميات في الأسرة الكبيرة للوطن الأم، وقد دلت الممارسات التطبيقية على نجاح هذا الترتيب المؤسسي. تنص المادة الرابعة عشرة لـ((قانون الحكم الذاتي الإقليمي القومي)) الصيني على: "لا يجوز إلغاء أو ضم إقليم يطبق عليه الحكم الذاتي القومي بعد إنشائه، إلا من خلال الإجراءات القانونية؛ لا يجوز تغيير حدود إقليم يطبق عليه الحكم الذاتي القومي بعد تحديدها إلا من خلال الإجراءات القانونية؛ إذا كان هناك حاجة حقيقية إلى الإلغاء أو الضم أو التغيير، ينبغي للدوائر المعنية التابعة لأجهزة الدولة على مستوى أعلى وأجهزة الحكم الذاتي بإقليم الحكم الذاتي القومي، تحديد ذلك بعد مشاورات مستفيضة، مع التقدم بطلب الموافقة حسب الإجراءات القانونية."عليه، يمكن أن نرى أن مؤامرة عصابة الدالاي لاما الرابع عشر حول تأسيس "منطقة التبت الكبرى"، لا تخالف التاريخ فحسب، بل تتنافى مع الواقع، وتنحرف عن وضع الصين انحرافا تاما. يتجاهل مفهوم "منطقة التبت الكبرى" حقيقة أن أبناء القوميات العديدة يتواجدون ويتعايشون في هضبة تشينغهاي - التبت منذ آلاف السنين، ويشوه تاريخ قيام مختلف القوميات بالتنمية المشتركة لهضبة تشينغهاي - التبت، ليكون تاريخ قومية أحادية، ويصنع تناقضات وخلافات بين مختلف القوميات الصينية، محاولا لبناء "منطقة التبت الكبرى" الخالصة التي تقصي القوميات الأخرى، فيعتبر هذا المفهوم تجسيدا نموذجيا للقومية المتطرفة والعنصرية.
- "الحكم الذاتي العالي الدرجة" يستهدف إلى تأسيس "بلد داخل البلاد"، ويتنافى تماما مع دستور الصين ونظام الدولة
إن ما يسمى "الحكم الذاتي العالي الدرجة" وأيضا "الحكم الذاتي الحقيقي" و"الحكم الذاتي بكل معنى الكلمة"، هو مضمون جوهري آخر لـ"الطريق الوسط" الذي تروجه عصابة الدالاي لاما الرابع عشر. في الظاهر، يسعى "الحكم الذاتي العالي الدرجة" وراء "صلاحية الحكم الذاتي" في مجالات اللغة والثقافة والدين والتعليم وحماية البيئة وغيرها داخل نطاق سيادة جمهورية الصين الشعبية. لكن أحاديث عصابة الدالاي لاما الرابع عشر حول "الحكم الذاتي العالي الدرجة" تشتمل جليا على محتويات تتمثل في تخريب وحدة الدولة وسيادتها ونظامها، فجوهر "الحكم الذاتي العالي الدرجة" هو تأسيس "بلد داخل البلاد" غير متقيد بالحكومة المركزية.أولا، حول العلاقة بين "حكومة الحكم الذاتي" والحكومة المركزية. يزعم "الحكم الذاتي العالي الدرجة" أنه "ينبغي أن يتحمل أبناء التبت المسؤولية عن جميع الشؤون باستثناء الشؤون الخارجية والدفاع الوطني، ويتمتعون بكافة الصلاحيات"، ويحق لـ"حكومة الحكم الذاتي" إنشاء "مكاتبها" في الدول الأجنبية. جوهر ذلك هو وضع "حكومة الحكم الذاتي" في مكانة مستقلة غير متقيدة بالحكومة المركزية، وإسقاط مختلف الأنظمة السياسية السارية المفعول في منطقة التبت الذاتية الحكم والعمل بطريقة أخرى.ثانيا، حول الشؤون العسكرية والدفاعية في التبت. طرحت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر أنه "لا يمكن بدء عملية التسوية السلمية بصورة حقيقية إلا بعد الانسحاب التام لقوات الحزب الشيوعي الصيني"، مضيفة أنه "يجب عقد مؤتمر السلام الإقليمي، لضمان نزع السلاح في التبت"، محاولة لتحويل التبت إلى "منطقة سلمية دولية" و"منطقة حاجزة بين الصين والهند"، وتحويل شؤون الصين الداخلية إلى شؤون دولية. إن التبت جزء من جمهورية الصين الشعبية، ويعد إرسال الحكومة المركزية قواتها للمرابطة في التبت رمزا لسيادة الدولة ومطلبا لأمن الدولة. ويشير اعتراض عصابة الدالاي لاما الرابع عشر على ذلك بوضوح جليّ إلى نيتها السياسية "استقلال التبت".ثالثا، حول حقوق القوميات الأخرى. طرحت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر أنه يجب "إيقاف الهجرة إلى التبت، وجعل أبناء قومية هان المهاجرين إلى التبت يعودون إلى الصين". صرح العضو الرئيسي في عصابة الدالاي لاما الرابع عشر، سامدهونج في حديث عام 2005، بأنه "في أنحاء المنطقة المأهولة بأبناء قومية التبت، يجب أن يمارس أبناء قومية التبت حق الحكم الذاتي الإقليمي القومي بأنفسهم، أما أبناء قومية هان والقوميات الأخرى، فيبدون ضيوفا، لا يمكنهم تقييد حقوقنا بأي شكل من الأشكال." كما ذكرنا آنفا، فقد كانت المناطق داخل نطاق ما تزعمه عصابة الدالاي لاما الرابع عشر بـ"منطقة التبت الكبرى"، لا سيما المناطق المجاورة لهضبة تشينغهاي - التبت، ممرا قوميا للهجرات الكثيفة لأبناء مختلف القوميات الصينية في التاريخ، حيث تشكل وضع التواجد والاعتماد المتبادل بينهم. لكن عصابة الدالاي لاما الرابع عشر تسعى لطرد الملايين من أبناء القوميات الأخرى الذين يعيشون على هذه الأرض جيلا بعد جيل، الأمر الذي يوضح منطقا سخيفا ومخيفا، ألا وهو أن يوم تحقيق "الحكم الذاتي العالي الدرجة" المزعوم هو موعد تصفية القوميات الأخرى من هضبة تشينغهاي - التبت.رابعا، حول "الحكم الذاتي العالي الدرجة" و"دولة واحدة ونظامان". تزعم عصابة الدالاي لاما الرابع عشر أنه يجب تطبيق "الحكم الذاتي العالي الدرجة" في "منطقة التبت الكبرى" كلها بموجب تدابير "دولة واحدة ونظامان"، وبسبب أن أحوال التبت أكثر "تميزا"، يجب أن يكون حق الحكم الذاتي في التبت أكبر مما في هونغ كونغ وماكاو. تعد "دولة واحدة ونظامان" سياسة أساسية للدولة طرحتها الصين لتسوية مسألة تايوان ومسألة هونغ كونغ وماكاو وتحقيق التوحيد السلمي للدولة. تختلف أحوال التبت اختلافا تاما عن أحوال تايوان وهونغ كونغ وماكاو. إذ أن مسألة تايوان مسألة خلفتها الحرب الأهلية بين حزب الكومينتانغ والحزب الشيوعي الصيني. ومسألة هونغ كونغ وماكاو نتيجة لاعتداء الإمبريالية على الصين، وهي مسألة حول استئناف الصين لممارسة السيادة. أما التبت فظلت تحت الإدارة السيادية للحكومة المركزية، لم تكن فيها المسائل المذكورة آنفا على الإطلاق.عليه، يمكن أن نرى أن "الحكم الذاتي العالي الدرجة" المزعوم جوهره ليس "الحكم الذاتي" بل "الاستقلال"، هدفه إنكار سيادة الصين على التبت وتأسيس "منطقة التبت الكبرى" التي لا تخضع لإدارة الحكومة المركزية. فلا يوجد أي أساس أو ظرف لتحقيق مثل هذا "الحكم الذاتي العالي الدرجة".أولا، يخالف "الحكم الذاتي العالي الدرجة" مخالفة جوهرية ما ينص عليه ((الدستور)) الصيني من الروح والمبادئ حول العلاقات بين مختلف القوميات الصينية. تشير مقدمة ((الدستور)) الصيني بوضوح إلى أن "جمهورية الصين الشعبية دولة موحدة متعددة القوميات أسسها أبناء مختلف القوميات في البلاد كلها سوية. وقد تم تحديد العلاقات القومية الاشتراكية المتسمة بالمساواة والتضامن والمساعدة المتبادلة، وستتعزز تلك العلاقات باستمرار. وخلال الكفاح من أجل الحفاظ على تضامن القوميات، لا بد من معارضة نزعة القومية الكبرى، باعتبار نزعة قومية هان الكبرى قوامها، ويجب معارضة نزعة القومية المحلية." تنص المادة الرابعة للدستور على أن "جميع القوميات في جمهورية الصين الشعبية على قدم المساواة"، "حظر المعاملة غير العادلة والاضطهاد تجاه أية قومية من القوميات، وحظر التصرفات التي تخرب تضامن القوميات وتهدف إلى تقسيم الأمة." تنص المادة الـ48 لـ((قانون الحكم الذاتي الإقليمي القومي)) الصيني على أن "أجهزة الحكم الذاتي بإقليم الحكم الذاتي القومي تضمن تمتع مختلف القوميات بالحقوق المتساوية داخل الإقليم." لكن "الحكم الذاتي العالي الدرجة" الذي تروجه عصابة الدالاي لاما الرابع عشر، يتجاهل الحقوق المتساوية لمختلف القوميات بالتبت تماما، ويعد ذلك تجسيدا للقومية المتطرفة.ثانيا، يخالف "الحكم الذاتي العالي الدرجة" مخالفة جوهرية هيكل الدولة الحالي في الصين. لقد ورثت جمهورية الصين الشعبية هيكل الدولة الأحادي منذ تأسيسها، وفي البلاد كلها الدستور والمنظومة القانونية الموحدان. في الصين، الأجزاء المكونة لكل الدولة ليست حكومات أعضاء بل مناطق إدارية محلية. تنص المادة الـ57 لـ((الدستور)) الصيني على أن المجلس الوطني لنواب الشعب هو الجهاز الأعلى لسلطة الدولة؛ وتنص المادة الـ58 على أن يمارس المجلس الوطني لنواب الشعب ولجنته الدائمة، السلطة التشريعية للدولة. إن جميع الحكومات المحلية على مختلف المستويات تابعة للحكومة المركزية، عليها أن تخضع لإدارة الحكومة المركزية، ولا يوجد أي صاحب سلطة يتمتع بمكانة قانونية متساوية مع الحكومة المركزية. ينفي "الحكم الذاتي العالي الدرجة" السلطة العليا للمجلس الوطني لنواب الشعب، ويتجاهل سلطة الحكومة المركزية، ويطالب بالحصول على السلطة التشريعية على المستوى الوطني، ويصف علاقة تبعية الحكومات المحلية للحكومة المركزية بأنها علاقة "التعاون" وعلاقة المعاملة بالمثل بين الكيانات السياسية. لا توجد في الصين مسائل مثل "المفاوضة" المتساوية بين الحكومة المركزية والحكومات المحلية والحصول على "الموافقة" بشكل متبادل بينهما وإيجاد "سبل التسوية عبر التعاون" بينهما.ثالثا، يخالف "الحكم الذاتي العالي الدرجة" مخالفة جوهرية النظام السياسي الأساسي للاشتراكية ذات الخصائص الصينية. كما ذكرنا آنفا، إن نظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي نظام سياسي أساسي في الصين. في داخل الأقاليم الذاتية الحكم، يتمتع المواطنون من مختلف القوميات بالحقوق المتساوية، ويضمن الدستور والقوانين حقوقهم. يعتبر كل من أقاليم الحكم الذاتي القومي جزءا لا يتجزأ من أراضي جمهورية الصين الشعبية. والحكومات الشعبية بأقاليم الحكم الذاتي القومي هي أجهزة الدولة الإدارية المحلية على مستوى ما، وهي أيضا أجهزة الحكم الذاتي بالأقاليم الذاتية الحكم. تنص المادة الـ15 لـ((قانون الحكم الذاتي الإقليمي القومي)) الصيني على: "أن جميع الحكومات الشعبية بمختلف أقاليم الحكم الذاتي القومي هي أجهزة الدولة الإدارية تحت القيادة الموحدة من قبل مجلس الدولة، وتخضع لإدارة مجلس الدولة." فمن الطبيعي أن تكون التبت، باعتبارها منطقة ذاتية الحكم بالصين، تحت قيادة الحكومة المركزية. وبواسطة "الحكم الذاتي العالي الدرجة"، تحاول عصابة الدالاي لاما الرابع عشر الإنكار التام لنظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي في الصين.تدعو فكرة "مادهياماكا" في العقيدة البوذية أصلا إلى التخلي عن فكرتين مسبقتين هما "الوجود الحقيقي" و"اللاوجود وإنكار السببية"، من أجل تجنب التطرف. لكن الدعوة السياسية لعصابة الدالاي لاما الرابع عشر هي تحقيق "استقلال التبت" تحت ستار "الطريق الوسط". كان الأخ الأكبر الثاني للدالاي لاما الرابع عشر، جيالو ثوندوب، وأخوه الأصغر تينزن تشوجيا، وعضو العصابة الرئيسي سامدهونج، وغيرهم من قادة قوى "استقلال التبت" يعبرون قائلين: "نسعى إلى الحكم الذاتي أولا، ثم نقوم بطرد الصينيين! سيكون الحكم الذاتي نقطة انطلاق." "الخطوة الأولى هي جعل التبت شبه مستقلة تحت شعار الحكم الذاتي؛ والخطوة الثانية هي الانتقال إلى استقلال التبت". وكان الرأس الجديد لـ"حكومة التبت في المنفى" المزعومة قد أعرب لمجلة ((ديالوج)) الهندية قائلا: "لا تناقض بين فكرة استقلال التبت وفكرة الحكم الذاتي في التبت، من الزاوية الجدلية، استقلال التبت هو الهدف المبدئي، أما الحكم الذاتي في التبت فهو الهدف الواقعي." من أجل دفع تنفيذ "الطريق الوسط" وتحقيق "استقلال التبت" على مراحل، تبذل عصابة الدالاي لاما الرابع عشر كل ما في وسعها في تزيين نفسها، وتتظاهر بمواكبة "تيار العالم"، وتزعم أن دعوتها "استقلال التبت" تسعى للإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، وذلك تحت شعارات دولية بما فيها "الطريق الثالث" و"التقرير الذاتي للمصير القومي" و"الحكم الذاتي القومي" و"عدم العنف" و"الكسب المشترك". لكن، لأن "الطريق الوسط" ينحرف عن وضع الصين وأحوال التبت الواقعية تماما، ويخالف دستور الصين وقوانينها ونظامها الأساسي جوهريا، فتزيين عصابة الدالاي لاما الرابع عشر له، سيذهب عبثا مهما كانت جهودها.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn