بقلم: عباس جواد كديمي
في موسم سياسي وتشريعي مميز هذا العام، افتتحت اليوم الخميس في بكين الدورة الـ3 للمجلس الوطني الـ12 لنواب الشعب الصيني، وألقى رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ تقرير عمل الحكومة، الذي حفل بالعديد من النقاط التي تحظى باهتمام محلي وعالمي، بعد أن أضحت الصين نقطة اهتمام كبيرة عالميا. والمتابع للأحداث في داخل الصين وخارجها، يرى في تقرير عمل الحكومة الصينية العديد من النقاط التي تستحق المتابعة. الملاحظ في تقرير العمل هذا هو التركيز الواضح على عزم الحكومة على المضي قدما وبثبات في تنفيذ الإصلاح على نحو معمق وشامل، بما يخدم تحفيز تنمية اقتصادية ذات نوعية عالية وفعالية ملموسة. هناك العديد من النقاط التي تناولها التقرير، ولكن الأبرز هي قضايا الإصلاح والانفتاح وحفز النمو ذي النوعية العالية والفعالية الملموسة، ويسهل للمتابع أن يلحظ التركيز الواضح على هذه القضايا، إضافة لحملة مكافحة الفساد، وتعزيز الجهود لتحقيق الهدف السامي للحزب والدولة بحكم البلاد وفق القانون ومحاربة الفساد واجتثاث جذوره.
عام مضى، وآخر حافل بالتحديات
هناك ملاحظة لا بد منها قبل الخوض في النقاط البارزة في التقرير، وهي التواضع الذي يتميز به قادة الصين، وشعور المسئولية الذي يتحلون به فعليا وهم يقفون أمام أكبر وأهم تجمع برلماني في بلادهم. فهم يدخلون القاعة الواسعة المهيبة وهم يحيّون الحاضرين بلطف كما لو أنهم يرجون الملاحظة الجادة بكل صدق، ويسيرون نحو المنصة باحترام، وليس مثل بعض قادة الدول ممن يدخلون القاعات يتبخترون، رافعي أيديهم عاليا وكأنهم أبطال فاتحين.
لقد تطرق التقرير إلى ما حققته الحكومة من إنجازات خلال عام 2014، وأبرزها المضي قدما بالإصلاحات وتحقيق الاستقرار للنمو الذي سار مستقرا ضمن نطاق معقول وسرعة مناسبة، وإجمالي ناتج محلي بلغ 63.3 تريليون يوان صيني بزيادة 7.4% عن العام 2013، الأمر الذي وضع الاقتصاد الصيني بين أكبر الاقتصادات بالعالم. وأشار التقرير إلى استقرار أحوال فرص العمل، حيث تمت مساعدة أكثر من 13 مليون شخص في الحصول على فرصة توظيف أو عمل، وهو معدل كبير قياسا لعام 2013. وبما أن الصين ترفع شعار الإنسان بالمقام الأول، والمواطن يحظى بالاهتمام الأكبر، فقد حققت الحكومة الصينية استقرارا بالأسعار الاستهلاكية ولم تتجاوز معدل الـ2%. وحققت الزراعة زيادة مستقرة في إنتاج الحبوب الأساسية، وهذا جانب مهم جدا في تحقيق الأمن الغذائي. كل هذه العوامل أسهمت في الكثير من إطلاق حيوية السوق والطلب المحلي والاستهلاك بما يضخ حيوية جديدة للتنمية الاقتصادية.
وأشار رئيس مجلس الدولة الصيني إلى مهام الحكومة خلال هذه السنة، وهي الثالثة في عمر الحكومة الحالية، وأكد على المضي قدما بالإصلاحات المعمقة الشاملة مهما كان الجهد المطلوب.
معدل نمو عقلاني عالي النوعية والفعالية
هذه نقطة مهمة جدا تحظى خلال السنوات العشر الأخيرة على الأقل، بمتابعة محلية، والأكثر منها متابعة عالمية، حيث تتابع معظم عواصم العالم، وخاصة المراقبين الاقتصاديين، أي إعلان يصدر من الدوائر الاقتصادية الصينية حول معدل النمو المتوقع أو المرجو في الصين، لما لذلك من تأثير عالمي واضح، بعد أن أصبحت الصين ثاني اقتصاد بالعالم، ومحركا بارزا للاقتصاد العالمي. لقد أعلن السيد لي كه تشيانغ، رئيس مجلس الدولة الصيني، هدف النمو للعام المقبل عند 7%، مؤكدا ثقته بإمكانية التحقيق، ومشيرا إلى أن الهدف قد وُضِع بعد أخذ كافة الإمكانيات والتوقعات والاحتمالات، بعين الاعتبار. الصين تؤكد في أكثر من مناسبة وعلى لسان قياداتها، أنها تسعى لرفع مستوى النوعية والفعالية للنمو الاقتصادي المستدام، في وقت قلّ فيه الاهتمام بالأرقام المجردة لإجمالي الناتج المحلي وغيره من المعطيات. وعلى ضوء الإمكانيات المتاحة في البلاد، من المتوقع تماما تحقيق هدف النمو، ولكن سيتطلب الأمر مواجهة جريئة للعديد من التحديات.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn