عام 2015 عام حاسم في الصين
مثلما كان عام 2014 عاما حاسما لرفع مستوى الوعي القانوني وحكم البلاد وفقا للقانون، يأتي عام 2015 بنفس الأهمية كونه عام الإصلاحات العميقة الشاملة، ومواجهة التحديات الجسيمة.
في الحقيقة هناك الكثير من التحديات أمام حكومة السيد لي كه تشيانغ، في ظل الظروف المعروفة للاقتصاد العالمي الذي مازال غير مستقر وضعيف الأداء، وتأثير ذلك على الاقتصاد الصيني الذي بات يشكو من وضع غير موات، ويحتاج أكثر من أي وقت مضى لجرعة قوية من الحيوية، وهذه من أبرز مهام الحكومة الصينية. من الواضح أن الحكومة مدركة للوضع الاقتصادي الحالي، الأمر الذي وصفه رئيس الحكومة بـ"الوضع الطبيعي الجديد"، وتدرك تماما أنه لا مفر من الخوض بمنطقة المياه العميقة للإصلاح، ولا بد من الإصلاح ولو طال السفر ومهما اقتضى من الجهود.
ومن أجل ضخ الحيوية للاقتصاد المضغوط، محليا وخارجيا، يتعين على الحكومة الصينية أن تبادر أكثر في مجال الإصلاحات التي بدأت في الصين منذ فترة طويلة، ولكنها تخضع للظروف والمتطلبات في كل مرحلة تمر بها البلاد، وخلال تفاعلها مع العالم، اقتصاديا وسياسيا وعولمة. القيادة الصينية تصف المرحلة الحالية للإصلاحات بأنها "مرحلة المياه العميقة" وتعني الخوض في أدق تفاصيل الإصلاح وأكثرها جرأة، وهو في الحقيقة عامل مهم جدا، إن لم يكن الأهم، في ضخ الحيوية للاقتصاد، والمضي قدما بمهمة حاسمة أخرى وهي تعديل هياكل الاقتصاد، وهو ما أشار إليه تقرير عمل الحكومة بصراحة وعزيمة واضحة.
وأمام الصين عموما، والحكومة خصوصا، مهمة حاسمة يرفع لواءها الرئيس شي جين بينغ، وهي تحقيق "الشاملات الأربعة" ويعني بها "بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وتعميق الإصلاح بشكل شامل، ودفع حكم الدولة وفقا للقانون بشكل شامل، وإدارة الحزب الشيوعي الصيني على نحو صارم بشكل شامل"، ويرى المراقبون أن الحكومة تتحمل جزءا كبيرا من المسئولية في هذا الصدد، وعليها أن تواصل العمل أيضا على محاربة الفساد.
حملة مكافحة الفساد في الصين
رغم أن تقرير عمل الحكومة لم يُسهب كثيرا حول هذه النقطة، ولكن الحقيقة هي أن الصين عموما تشعر بلفحة نار هذه الحملة القاسية، التي تطال رؤوسا كبيرة تسقط بين حين وآخر في البلاد، ويبدو أنها ستستمر لفترة طويلة حتى يتم تجريف التربة التي يتغذى عليها الفساد وتتم إزالة أي مجال للفساد أو العمل خارج إطار القانون. التأكيدات على مواصلة الحملة بزخمها القوي جاءت على لسان رئيس المجلس الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وفي تصريحات لنواب من المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وهي تأكيدات لم تكن تصدر بمثل هذه الصراحة والقوة خلال أية دورة برلمانية أو استشارية على مدى العقدين الماضيين على أقل تقدير، الأمر الذي يعكس قوة وجدية الحملة وعوامل استمرارها.
التمسك بالوعي بالمسئولية تجاه العالم
رغم أن الإصلاح والانفتاح والاقتصاد قد حظيت بالاهتمام الأكبر في تقرير عمل الحكومة، ولكن التقرير تطرق أيضا إلى جانب مهم بالنسبة للصين، ألا وهو التأكيد مجددا على التمسك بالوعي والمسئولية والرغبة في العمل المشترك مع المجتمع الدولي لتحقيق عالم مستقر مسالم متعدد الأطراف، يتمتع فيه الجميع بفرص التنمية المشتركة والتمتع بثمار العولمة الاقتصادية. والملاحظ أن عام 2014 كان عاما حافلا للدبلوماسية الصينية وعلاقاتها المتطورة مع العالم، سواء مع القوى الكبرى، حيث العلاقات مستقرة، ومع دول الجوار حيث العلاقات متجددة، ومع الدول النامية حيث العلاقات التاريخية الودية مستمرة بحيوية. ومن ضمن التأكيدات التي جاءت في تقرير عمل الحكومة، حرص الصين على المزيد من الانفتاح على العالم الخارجي بشتى الأشكال الممكنة للتعاون الثنائي المنفعة، ولا سيما مبادرة الرئيس الصيني حول الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، والمناطق التجارية المفتوحة، والممرات الاقتصادية الدولية الأخرى، والمزيد من الانفتاح مع دول الجوار، والعالم.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn