قوى الأمن اللبنانية تنفذ عملية تفتيش في مبنى الموقوفين الاسلاميين بسجن رومية

بيروت 12 يناير 2015 / تنفذ قوى خاصة في الأمن الداخلي اللبناني منذ صباح اليوم (الاثنين) عملية تفتيش أمنية في سجن (رومية) المركزي بشرق بيروت في المبنى المعروف بمبنى (ب) الذي يضم الموقوفين الإسلاميين.

وترافق ذلك ، بحسب مصادر أمنية تحدثت لـ ((شينخوا)) ، مع إجراءات مشددة اتخذتھا وحدات الجيش في محيط السجن بقطر كيلومترين ومع تحليق كثيف لطائرات الھليكوبتر وقطع القوى الامنية الطرق المؤدية الى السجن الذي يعاني من الاكتظاظ ويضم نحو ثلاثة آلاف سجين.

وطالت العملية ، التي تنفذها (قوة الفهود) الخاصة ، مبان لم يكن من الممكن للقوى الأمنية اجراء عمليات التفتيش بها في السابق والتي ذكرت المصادر الأمنية أنها تحتوي على ممنوعات وأنها تحولت الى غرف عمليات للمتطرفين المتشددين الذين ھم على تواصل مع الخارج.

وقال وزير الداخلية نھاد المشنوق الذي يشرف شخصيا على العملية في تصريحات صحفية ان "العملية تمت بعد رصد اتصالات داخل المبنى بين مجموعة وعناصر من تنظيم (داعش) حول قضية التفجيرين الانتحاريين اللذين طاولا أحد المقاهي في محلة جبل محسن ذات الغالبية العلوية ليل يوم السبت الماضي واللذين أوقعا 9 قتلى و35 جريحا.

وتبنت (جبهة النصرة) المرتبطة بتنظيم القاعدة، التفجيرين عبر أحد حساباتها على موقع (تويتر) في حين حمل الوزير المشنوق مسؤولية العملية لتنظيم (داعش).

وتتمركز جماعات مسلحة من التنظيمين في مرتفعات بلدة (عرسال) الحدودية مع سوريا بشرق البلاد بعد اجتيازها الحدود في اغسطس الماضي ومهاجمتها لمراكز الجيش اللبناني وقوى الامن في البلدة واختطافها عددا من العسكريين وقتلها 4 منهم حتى الآن .

وتهدد تلك الجماعات بقتل المزيد اذا لم تستجب السلطات اللبنانية لمطلبهما بمقايضة العسكريين المختطفين بمعتقلين من التنظيمين وآخرين اسلاميين في السجون اللبنانية.

وأعلن المشنوق عن بدء تطبيق الخطة الامنية في مبنى الاسلاميين في سجن رومية ، في اشارة الى الخطة الأمنية التي كانت بدأت الحكومة تطبيقها في العام الماضي لضبط الأمن والمسلحين في شرق وشمال لبنان.

وأفادت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي في بيان على حسابها الخاص على موقع (تويتر) أن عملية تفتيش على الممنوعات تجري في سجن رومية من ضمنه المبنى (ب) وان بعض المساجين قاموا بأعمال شغب وافتعال حرائق بالفرش الاسفنجية إحتجاجا على الإجراءات الأمنية.

واكدت أنه لا يوجد أي اصابات وأن الوضع تحت السيطرة .

وفي بيان لاحق أكدت قوى الأمن أن "العملية تجري كما هو مخطط لها، وتتم بكل هدوء بحضور وإشراف وزير الداخلية" مجددة تأكيد عدم وقوع إصابات.

وأضاف البيان أن "العملية تأتي إستكمالا للخطة الأمنية العامة التي تنفذ على مختلف الأراضي اللبنانية وسجن (رومية جزء منها) ولا سيما بعد أن تبين أن هناك إرتباطا لعدد من السجناء بالتفجير الإرهابي الذي وقع في محلة جبل محسن".

وطمأنت قوى الأمن أهالي السجناء أن جميعهم بخير، وأنه يتم نقل بعضهم إلى المبنى (د) الجديد.

وفي رد فعل على العملية ، ذكرت ((الوكالة الوطنية للاعلام)) ان عددا من الشبان عمد اليوم الى قطع الطريق في محلة جسر نهر "ابو علي" في طرابلس بعد ورود معلومات عن اعمال شغب وحريق في سجن رومية قد تهدد حياة بعض الموقوفين من ابناء المنطقة.

وقام الجيش اللبناني على الاثر بتعزيز تدابيره الامنية في المدينة.

وترتبط قضية العسكريين المخطوفين لدى (النصرة) و(داعش) بقضية الموقوفين الإسلاميين نظرا لمطالبة الخاطفين بالإفراج عنهم، أو عن عدد منهم في إطار عملية مقايضة.

والسجناء الإسلاميون في سجن رومية يتجاوز عددهم ال 200 سجين وهم بأكثريتهم من تنظيم (فتح الاسلام) بالإضافة الى موقوفين نتيجة أحداث أخرى شهدها الشمال والجنوب بين الجيش وتنظيمات أصولية وأيضا الموقوفون نتيجة أحداث التفجيرات الأخيرة التي شهدها لبنان منذ صيف العام 2013 وحتى اليوم.

وقد تأخر البت بملف بعض الموقوفين قضائيا نظرا لعدد الموقوفين الكبير في القضية الواحدة وعدم وجود قاعة لاستيعابهم بالإضافة الى صعوبة وتعقيدات الإجراءات القانونية والقضائية اضافة الى امتناع بعض الموقوفين عن الحضور الى جلسات المحاكمة.

وتم مؤخرا تجهيز قاعة للمحاكمة في سجن رومية بكلفة بلغت 6 ملايين دولار للإسراع في إنجاز المحاكمات وعدم نقل الموقوفين الى المحكمة في بيروت.

وأصدر القضاء حتى اليوم أحكامه في 20 ملفا فيما بقيت 10 ملفات قيد المحاكمة بعد أن تمت تجزئة ملف الموقوفين الإسلاميين الى 30 ملفا.