رام الله 3 يناير 2015 / تسعى مبادرة إعلامية فلسطينية خاصة إلى توفير فضاء للتواصل الخارجي لسكان المناطق النائية بالضفة الغربية في ظل ما يعانوه من تهميش.
وتقوم المبادرة التي أطلقت قبل أسبوعين على توفير سيارة تقل أستوديو إذاعي يتناوب على ميكرفوناته مسئولون فلسطينيون على أن تجوب القرى النائية لعرض مصاعب حياة سكانها عبر الأثير الإذاعي.
وأطلقت المبادرة مؤسسة "الرؤيا" الفلسطينية بالتعاون مع مؤسسة الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة (أمان) والمجلس الثقافي البريطاني وذلك بالشراكة الإعلامية مع إذاعة (24 اف.ام) المحلية.
ويقول مذيع الأستوديو المتنقل إيهاب الجريري لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "الفكرة تستهدف الوصول إلى الناس وإبراز ظروف حياة المناطق المهمشة من خلال نقل المسئولين إليهم لاطلاعهم على تلك الظروف عن كثب".
ويوضح الجريري، أنهم أطلقوا على المشروع أسم "صوتك مسموع" ليندرج ضمن المساءلة المجتمعية عبر طريقة وجها لوجه مع المسئولين من خلال نقلهم إلى تلك المناطق النائية والمهمشة.
وبحسب الجريري تتوفر في سيارة الأستوديو المتنقل مستلزمات عمل المسئولين وكل ما يحتاجونه لمتابعة مهامهم حتى لا يتم تعطيلهم خلال تنقلهم إلى تلك القرى النائية.
واستضافت الحلقة الأولى من مشروع الأستوديو المتنقل الناطق باسم حكومة الوفاق الفلسطينية إيهاب بسيسو.
ويقول المسئول في مؤسسة (الرؤيا) رامي ناصر الدين ل((شينخوا))، إن إطلاق المبادرة جاء ضمن برنامج "تجاوب" لمد جسر تواصل بين المواطن والسلطة وتوفير أدوات ومساحة للتفاعل والمساءلة بين المسئولين والمجتمع في ظل القصور الحاصل بهذا الصدد في المجتمع الفلسطيني.
ويوضح ناصر الدين، أنهم يستهدفون استضافة المسئولين الحكوميين وممثلين من منظمات المجتمع المحلي وحملهم لمختلف القرى النائية لتمكينهم من مقابلة السكان وإجراء مناقشات معهم عن مشاكلهم كوسيلة للمساعدة في الحل.
ويشير إلى أنهم يعلمون ضمن المشروع على التنسيق المسبق مع المجالس المحلية للتعرف على مشاكل وصعوبات الحياة في القرى النائية قبل طرحها على أصحاب القرار ومتابعتها لاحقا حتى توفير حلول لها.
ومن بين أولويات مبادرة مشروع "صوتك مسموع" قرية (أم سلمونة) في بيت لحم التي تفتقد لخدمات البني التحتية ولا يوجد بها سوى مدرسة واحدة، وبالتالي يسعى المشروع لزيارة القرية رفقة وزيرة التربية والتعليم للاطلاع عن كثب على تداعيات ذلك وسبل حله.
وتتركز معظم المباني الحكومية والمرافق للسلطة الفلسطينية والمرافق في رام الله بينما تعاني كثير من قرى الضفة الغربية من التهميش.
وبسبب تزايد بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية, فإن العديد من التجمعات والمناطق تشعر بالعزلة.
إذ أن المداخل الرئيسة لكثير من القرى تعاني من إغلاق متكرر من قبل الجيش الإسرائيلي مما يؤدي لمعاناة سكانها من مشكلات ونقص في الخدمات الأساسية.
ويقول ناصر الدين إن خططهم في الوصول إلى أكبر عدد من المناطق النائية تواجه مصاعب حادة تتعلق بالطبيعة الوعرة لكثير من المناطق أو عدم سماح السلطات الإسرائيلية بالوصول إلى مناطق أخرى.
وتقسم إسرائيل الضفة الغربية حسب اتفاق (أوسلو) للسلام المرحلي الموقع عام 1993 مع منظمة التحرير الفلسطينية إلى ثلاثة مناطق الأولى (أ) وتخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، والثانية (ب) وتخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية وإدارية فلسطينية، والثالثة (ج) وتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية.
وتبلغ مساحة مناطق (ج) نحو 60 في المائة من الضفة الغربية.
ويمكن أن تبرز حلقات مشروع "صوتك مسموع" الكثير من مصاعب حياة سكان المناطق النائية مثل انعدام النبي التحتية تقريبا، وعدم وجود مدارس، ومراكز صحية متخصصة وارتفاع معدلات البطالة والفقر.
واشتكى مسئولون فلسطينيون مرارا من قيود إسرائيلية تحد من التواصل الحكومي مع سكان المناطق النائية من جهة، وحظر إقامة مشاريع استثمارية فيها لتحسين ظروف الحياة فيها من جهة أخرى.
ويقول المنظمون للمشروع، إن مبادرتهم من شأنها أن تشجع الشفافية والمساءلة والأمل في التغيير.
وتزيد التطلعات في النجاح في تحقيق ذلك كون المبادرة هي الأولى من نوعها التي تقوم على السماح للسكان بأخذ الفرصة للتعبير عن همومهم وعن نقص الخدمات في المناطق المهمشة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn