البقاع (شرق لبنان) 6 ديسمبر 2014 / تلقى أرباب العائلات السورية النازحة الذين لديهم هواتف نقالة رسائل قصيرة من (برنامج الأغذية العالمي) جاء فيها "يؤسفنا إعلامكم أن البرنامج لم يتسلم بعد التمويل لشحن بطاقاتكم الغذائية الزرقاء لشهر ديسمبر 2014 ، وسوف نعلمكم عبر رسالة قصيرة لدى تلقينا التمويل لإستئناف المساعدة الغذائية".
وقد وقعت هذه الرسائل الهاتفية كالصاعقة على رؤوس النازحين السوريين لأنها تعني حرمانهم من مصدر تموين يسد جانبا رئيسيا من مصاريفهم في ظل الحاجة الماسة التي يعانون منها مع موسم الشتاء الذي يرافقه تقلص فرص العمل في الزراعة والبناء.
وفي هذا الصدد يقول ل(شينخوا) فادي الصولي النازح من ريف دمشق إلى مخيم بلدة (الرفيد) في منطقة البقاع الغربي بشرق البلاد أن "قطع المساعدات هو أمر قاتل لأننا بتنا بلا مواد تموينية ولا محروقات لمواجهة برد الشتاء".
ويضيف "وصلنا إلى حالة كبيرة من العجز في مختلف النواحي الحياتية، وما ينتظرنا يهدد حياة الكثيرين".
بدورها تقول النازحة إيمان العلي وهي أرملة وأم لستة أطفال "لقد تركت الدول الكبرى والمانحة النازحين وحدهم ليواجهوا صقيعاً قاتلا وجوعا كافرا ستكون انعكاساتهما كارثية على الصعد الإنسانية والاجتماعية والصحية".
وتضيف "لم يبق أمامنا سوى التوسل إلى الله ليحمينا ويحمي أطفالنا من الموت جوعا أو بردا".
من جهته يقول النازح السوري عبيد العبدي "أقيم في خيمة مع زوجتي أطفالي الخمسة الذين لم يتم أصغرهم عامه الأول ، وأشعر بأن المجتمع الدولي يتآمر اليوم على ملايين النازحين".
وقال "لقد اكتفوا بتقديم مساعداتهم على مدى سنوات ثلاث ومن بعدها يقولون لنا موتوا جوعا ومرضا بشكل جماعي".
أما النازح من أدلب طالب المداحي فيرى أن تداعيات وقف المساعدات ستكون قاضية".
ويشرح بأسف " للحصول على قوت العائلة سنتحول إلى متسولين غير مقبولين من المجتمع اللبناني".
ويوضح بأسف "سترتفع الضغوط على النازحين ويمكن أن يتجه البعض إلى أعمال مشينة بينها السرقة وحتى الدعارة للحصول على ثمن حليب لأطفالنا أو على ربطة خبز وصفيحة وقود للتدفئة".
وفي بلدة (بر الياس) في البقاع الأوسط يقول الطفل (جاسم) ل(شينخوا) "أمضي ورفاقي ساعات في البساتين المحيطة بمخيمنا لجمع أعواد من الحطب للتدفئة ،إضافة إلى أكياس النايلون والمواد المطاطية.
ويشرح أن لاطعام كاف لديهم وأن الخيمة التي يقيم فيها وعائلته مهددة بأن تغرقها الوحول ومياه الأمطار.
من جانبها تتساءل النازحة سميحة الشفتيري إذا كان قطع المساعدات الغذائية سيكون لشهر واحد أم لأجل غير معروف.
وتضيف أنها تعمل كخادمة في أحد المنازل بأجر يومي لا يتجاوز 10 دولارات أمريكية من أجل إعاشة اطفالها الأربعة.
وبأسى تتابع "يمكن أن نتدبرأمرنا لشهر واحد لكن الحال ستكون بائسة وقاتلة إذا تواصل حجب المساعدات لاحقا فقد يموت أطفالنا جوعا وبردا في المخيمات التي ستتحول إلى مقابر جماعية".
وكان (برنامج الغذاء العالمي) التابع للامم المتحدة قد أعلن منذ أيام عن اضطراره بسبب نقص التمويل لتعليق مشروع يوفر القسائم الغذائية من متاجر محلية لاكثر من مليون و700 ألف لاجئ سوري في البلدان المجاورة لسوريا في كل من لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر.
وحذر البرنامج من أن الكثير من النازحين سيعانون من الجوع خلال فصل الشتاء إذا لم يتسن لهم الحصول على مساعدات غذائية
وتشير إحصاءات المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى وجود أكثر من مليون و200 ألف نازح سوري مسجل لديها في لبنان مما يشكل ثلث عدد السكان المقيمين .
يذكر أن لبنان كان قد أبدى استغرابه لقرار التوقف عن تمويل المساعدات الغذائية للنازحين، محذرا من أن يكون لذلك انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار اللبناني.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn