تونس أول ديسمبر 2014/تنطلق غدا الثلاثاء أعمال البرلمان التونسي الجديد المنبثق عن إنتخابات 26 أكتوبر الماضي على وقع تصاعد حدة المواقف السياسية ، وإرتفاع نسق المشاورات بحثا عن تحالفات جديدة قد تعيد تشكيل المشهد السياسي في البلاد.
ويتضمن جدول أعمال الجلسة الإفتتاحية لهذا البرلمان الجديد الذي يتألف من 217 مقعدا منها 86 مقعدا لحركة نداء تونس برئاسة الباجي قائد السبسي،و69 مقعدا لحركة النهضة الإسلامية برئاسة راشد الغنوشين،انتخاب رئيسه ونائبيه ورؤساء وأعضاء اللجان.
ولا يعرف لغاية الآن لمن ستكون رئاسة هذا البرلمان الجديد ، حيث واصلت حركة نداء تونس مشاوراتها مع الأحزاب القريبة منها في محاولة للإتفاق على اسم الرئيس المرتقب للبرلمان.
واجتمع رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي اليوم (الإثنين) مع عدد من أمناء مجلس الإئتلاف الحزبي اليساري "الجبهة الشعبية" التي لها 15 مقعدا برلمانيا ، يتقدمهم زعيمها حمة الهمامي.
ويبدو أن حركة نداء تونس على إستعداد لترك منصب رئاسة البرلمان لأحد حلفائها من ائتلاف "الجبهة الشعبية" ، أو من حزب آفاق (8 مقاعد برلمانية) ، ولكنها إستبعدت حركة النهضة الإسلامية من ذلك إرتباطا بإنحيازها للرئيس المؤقت المنتهية ولايته منصف المرزوقي ، منافس السبسي في الإنتخابات الرئاسية التي لم يتحدد بعد موعد دورتها الثانية.
واكد السبسي في حديث تلفزيوني بثته قناة (نسمة) التونسية ليلة الأحد-الإثنين أنه سيعلن غدا الثلاثاء عن إسم رئيس البرلمان الجديد.
وقال "لا أستطيع تأجيل هذا الامر أكثر ، وكان في تقديري أن نتشاور مع اوسع حساسيات سياسية حتى لا نتهم بالتغول ، ولكن يظهر من خلال الدورة الأولى للإنتخابات الرئاسية أن التيارات التي كنا ننوي التشاور معها قامت بدعم شق اخر" ، وذلك في إشارة واضحة إلى حركة النهضة الإسلامية.
وفيما تنظر الأوساط السياسية التونسية بإهتمام بالغ لهذه المشاورات والإتصالات، إرتفع منسوب حدة المواقف السياسية على خلفية الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية التي ينتظر تنظيمها قبل نهاية الشهر الجاري، وسط حالة من الاستقطاب السياسي الحاد.
وستجمع الدورة الثانية لهذا الإستحقاق الرئاسي الباجي قائد السبسي الذي تصدر نتائج الدورة الأولى بنسبة 39.4 % من أصوات الناخبين ، والرئيس المؤقت المنتهية ولايته منصف المرزوقي الذي جاء في المرتبة الثانية بعد حصوله على نسبة 33.4% من أصوات الناخبين.
وأمام تسارع وتيرة هذا الإستقطاب ، أعلن عدد من الأحزاب والشخصيات السياسية دعمها هذا المرشح أو ذاك، حيث أعلن كمال مرجان رئيس حزب المبادرة (3 مقاعد برلمانية) مساندته ودعمه للسبسي خلال الدورة الثانية للإنتخابات الرئاسية.
كما دعا المرشح المنسحب من السباق الرئاسي علي الشورابي إلى ضرورة تكوين إئتلاف رئاسي لمساندة ومؤازرة السبسي، مؤكدا ضرورة أن يتشكل هذا الإئتلاف من حزب "نداء تونس"ومن الشخصيات المستقلة والحقوقية وبعض الأحزاب السياسية منها حزب آفاق تونس ، وحزب المسار ،وهيئات المجتمع المدني التي تؤمن بالدولة الديمقراطية العادلة والتقدمية.
وقبل ذلك،أعلن حزب المسار تأييده للسبسي في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، وتبعه حزب الخيار الثالث ، في الوقت الذي أكد فيه القيادي السابق في التحالف الديمقراطي محمود البارودي انضمامه إلى حملة السبسي الانتخابية.
في المقابل، أعلن رئيس حركة "وفاء" عبد الرؤوف العيادي أن حركته ستدعم المرزوقي خلال الدورة الثانية، وهو نفس الموقف الذي أعلنه التيار الديمقراطي برئاسة محمد عبو.
ورغم تسارع وتيرة هذا الإستقطاب،حافظت حركة النهضة الإسلامية على موقفها ، أي الحياد ، الأمر الذي دفع الباجي قائد السبسي إلى مطالبتها بتوضيح موقفها بإعتبارها صوتت خلال الدورة الأولى لصالح المرزوقي.
وقال السبسي في تصريحات إذاعية"لا يعقل أن يظل موقف حركة النهضة ضبابيا"، وأكد أن "ماكينة النهضة" اصطفت وراء المرزوقي.
ويستعد مجلس شورى حركة النهضة الإسلامية لعقد إجتماع لمناقشة هذا الأمر، حيث ألمح رئيسها راشد الغنوشي إلى أن حركته قد تعدل موقفها خلال الجولة الثانية بعد أن كانت أعلنت التزامها الحياد خلال الجولة الأولى وعدم مساندتها أي مرشح.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn