بكين 10 نوفمبر 2014 / سيحضر لي كه تشيانغ رئيس مجلس الدولة الصيني سلسلة من اجتماعات القادة بشأن التعاون فى شرق آسيا من الاربعاء إلى الجمعة فى ميانمار، وسيقوم بزيارة للدولة فى جولة من المتوقع ان تفتح صفحة جديدة فى تنمية العلاقات بين الصين والاسيان.
وحيث ان هذا العام يمثل بداية "العقد الماسي" للتعاون بين الصين ورابطة دول جنوب شرق اسيا (الاسيان)، من المتوقع ان تعمل جولة لي على تعزيز التعاون الاقليمي فى شرق آسيا والاسهام فى حماية السلام والاستقرار على المستوى الاقليمي ودفع الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين الصين وميانمار.
مرحلة جديدة من التعاون بين الصين والاسيان
وصفت الصين والاسيان السنوات الـ10 الماضية بانها "العقد الذهبي" لعلاقاتهما ووضعتا مصطلح "العقد الماسي" للسنوات الـ10 القادمة، حيث تأملان فى ان يتسم بتحديث العلاقات الثنائية وتحقيق المزيد من أنشطة التعاون العملي.
وفى اكتوبر 2013، زار الرئيس الصيني شي جين بينغ اندونيسيا وماليزيا، كما زار رئيس مجلس الدولة لي بروناي وتايلاند وفيتنام.
وأظهرت هذه الزيارات المكثفة للمنطقة نفسها من قبل قادة صينيين الأهمية التى توليها الصين للاسيان، كما مكنت العلاقات بين الصين والاسيان من الدخول فى مرحلة جديدة.
وبعد فترة قصيرة من عودة القائدين الى أرض الوطن بعد الزيارات فى جنوب شرق اسيا، عقدت الصين أول ندوة لها بشأن الدبلوماسية مع المناطق المجاورة، حيث تم رفع الدبلوماسية مع المناطق المجاورة الى مستوى رفيع غير مسبوق، وفقا لما قال جيانغ روي بينغ، نائب مدير الجامعة الصينية للشوون الخارجية، مضيفا ان الاسيان أولوية فى دبلوماسية الصين مع المناطق المجاورة.
ومنذ العام الماضي، قدمت الصين سلسلة من المقترحات الهامة مثل بناء مجتمع مصير مشترك مع دول الاسيان وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، وكذا إقامة "نسخة مطورة" من منطقة التجارة الحرة بين الصين والاسيان و "إطار التعاون7+2 (توافقان سياسيان و7 مجالات تعاون)"، الذى حصل على رد فعل ايجابي من دول الاسيان.
مما يذكر ان المبادرة الأخيرة للصين المتعلقة بإقامة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية حصلت على دعم كبير ووقعت 21 دولة آسيوية مذكرة تفاهم بشأن إقامة البنك المقرض متعدد الأطراف اللذي سيتخذ من بكين مقرا له بكين برأس مال مكتتب أولي متوقع بقيمة 50 مليار دولار أمريكي.
وقد شهدت الصين والاسيان نموا مطردا فى التجارة الثنائية مع توسع الاستثمار الثنائي وتعميق التعاون متبادل النفع.
وقد بلغ حجم التجارة بين الصين والاسيان 443.6 مليار دولار فى 2013، بزيادة 11 فى المائة مقارنة بالعام السابق، وبلغ 346.4 مليار دولار فى الفترة من يناير إلى سبتمبر 2014، بزيادة بلغت نسبتها 7.5 فى المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وبحلول نهاية سبتمبر، بلغت الاستثمارات المتبادلة 123.1 مليار دولار. كما تعاونت الصين والاسيان فى مجموعة من المشروعات فى مجال توليد الطاقة الكهربائية وبناء الجسور والزراعة والتصنيع.
كما ساعد صندوق التعاون الاستثماري الصين-الاسيان الذى أقامته الصين على تعزيز التنمية الاقتصادية لدول الاسيان وعاد بالنفع على السكان المحليين.
السعي لتحقيق اختراقة فى "العقد الماسي"
ان كيفية تحقيق اختراقة فى السنوات الـ10 القادمة يعتمد على ثلاثة جوانب.
أولا، تنفيذ الاستراتيجيات والمبادرات الموضحة بالفعل هو الأساس.
وفى اجتماع قادة الصين-الاسيان الـ17، سيواصل الجانب الصيني الترويج لبناء طريق الحرير البحري للقرن الـ21 والتطبيق الفعال "لإطار التعاون 7+2"، صرح بذلك نائب وزير الخارجية الصيني ليو تشن مين.
وفى اجتماع قادة الاسيان-الصين واليابان وجمهورية كوريا الـ17، ستضغط الصين من أجل تنفيذ خطة عمل التعاون الخاصة بالاسيان زائد ثلاثة للفترة من 2013 إلى 2017، وفقا لما قال ليو.
وأضاف انه فى قمة شرق آسيا التاسعة، ستحث الصين كافة الأطراف المعنية على تنفيذ خطة العمل الخاصة باعلان بنوم بنه حول مبادرة تنمية قمة شرق اسيا.
ثانيا، تأمل الصين فى ان تسرع كافة الأطراف المعنية عملية التكامل الاقتصادي الاقليمي وتبذل الجهود تجاه تحقيق هدف المجموعة الاقتصادية لشرق آسيا فى 2020، وفقا لما قال ليو.
وأوضح ان الصين تأمل فى ان تعزز كافة الأطراف المعنية الاتصالات والتعاون فى مجالات المالية والمحيطات والأمن والثقافة والارتباطية والوصول المتبادل، فى حين تعزيز التعاون فى مجال إدارة الكوارث فضلا عن مكافحة الارهاب والامراض المعدية ومواجهة التغير المناخي.
وقد صرح روان تسونغ تسه، نائب رئيس معهد الصين للدراسات الدولية، انه يتعين تحقيق اختراقة فى بناء نسخة مطورة من منطقة التجارة الحرة بين الصين والاسيان وتعزيز الارتباطية والوصول المتبادل، وتدعيم التبادلات بين الشعوب وكذا التعاون البحري.
وقد صرح مساعد وزير التجارة الصيني تونغ داو تشي ان الصين والاسيان عقدتا فى سبتمبر الجولة الأولى من المفاوضات حول تطوير منطقة التجارة الحرة الثنائية، وان الطرفين سيسرعان المفاوضات للحصول على نتائج مثمرة فى وقت مبكر.
ثالثا، كيفية تحقيق التناغم الاستراتيجي أمر هام لكل من الصين والاسيان.
وذكر تشاي كون، الاستاذ بجامعة بكين، ان المبادرة الخاصة بطريق الحرير البحري للقرن الـ21، وهو طريق استراتيجي هام يربط الصين ودول الاسيان، تعد نسخة صينية من الارتباطية العالمية والوصول المتبادل بشمولية متعددة الأطراف.
وقال روان ان المبادرة حصلت على رد فعل ايجابي من بعض دول الاسيان مثل تايلاند وميانمار. كما قدمت اندونيسيا خطة لاستخدام أصولها البحرية، حيث تتوافق هذه الخطة بشكل كبير مع مبادرة الصين.
دفع العلاقات بين الصين وميانمار
بعد حضور اجتماع القادة حول التعاون فى شرق اسيا، سيقوم لي بزيارة لميانمار يوم الجمعة، وهي الأولى منذ توليه المنصب.
وفى اجتماع مع رئيس ميانمار يو ثين سين فى بكين يوم السبت الماضي، قال لي انه يتطلع إلى زيارته للتوصل إلى توافق سياسي حول تنمية علاقات حسن الجوار والعلاقات الودية بين الصين وميانمار وتعزيز بناء الممر الاقتصادي الذى يربط بنجلاديش والصين والهند وميانمار، ودفع التعاون فى مشروعات كبيرة تتعلق بالارتباطية والوصول المتبادل.
كما أعرب عن الأمل فى ان تستطيع زيارته تقوية التبادلات الشعبية وغير الحكومية بين البلدين من أجل رفع الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين الصين وميانمار إلى مستوى جديد وتحقيق المنفعة للشعبين.
وقد أعرب تشانغ يون لينغ، مدير القسم الاكاديمي للدراسات الدولية التابع للاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، عن توقعاته بشأن زيارة لي والتنمية المستقبلية للعلاقات بين الصين وميانمار.
وأضاف روان ان الزيارة ستعزز الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والاسيان وكذا بين الصين وميانمار، كما انها ستعمل على إدارة وضبط الخلافات فى منهج تنموي وتحويل الخلافات إلى فرص تعاون محتملة، فى إطار الجهود المبذولة للدخول فى مرحلة جديدة من العلاقات بين الصين والاسيان والعلاقات بين الصين وميانمار.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn